IMLebanon

كتاب مفتوح إلى وزير الداخليّة

كتب قزحيا ساسين في “الجمهورية”:

معالي الوزير محمد فهمي المحترم،

لقد استيقظ أهالي بلدة حدشيت، يوم الخميس ٢٣ نيسان، الرابعة فجراً، على هدير الجرّافات وآليّات قوى الأمن الداخليّ وقرع أجراس الكنائس حزناً. والموضوع هو إزالة حائط طريق المدافن الوحيد، الذي تسلكه سيّارة نقل أمواتنا إلى مدافنهم.

والسؤال الأوّل والأهمّ: هل يحقّ للدولة ممثّلة بقواها الأمنيّة الإساءة إلى حرمة أمواتنا وأحيائنا وقضّ مضاجع الناس للتوجّه فجراً إلى مدافن أهلهم وإيقاف هذا التعدّي؟

وجدير بالذكر أنّ الحدشيتيّين كلّهم يحرصون على هذا الطريق الملحّ، وكلّ الحجج التي يقدّمها الذين يغارون على مصلحة الوادي المقدّس واهية وسخيفة. ولا أحد يستطيع المزايدة على من يملك أكثر من نصف أرض الوادي المذكور فنحن أهل وادي قاديشا ونسله ومَلّاكوه.

وعليه، نطلب التوسّع بالتحقيق في هذا الإعتداء، ومحاسبة المسؤولين عن الإساءة إلى سلام أهل حدشيت وكرامتهم. كما نطلب إصدار بيان توضيحيّ من معاليكم تحدَّد فيه المسؤوليّات. فنحن لسنا فارّين من وجه العدالة، ولسنا معتدين على أحد، ونعتقد أنّ قوّة مكافحة الشغب لا داعي لوجودها بين مقابر أهلنا الرابعة فجراً، ومن المُشين هدم حائط طريق مدافننا بالجرّافات…

فإذا كان ما حدث سليماً ومحقّاً فلماذا لم يحصل في وضح النهار؟

نعم يا معالي الوزير، وقف أبناء حدشيت بصدورهم العارية إلّا من الشهامة والكرامة بوجه جرّافات الدولة، حفاظاً على حرمة أمواتهم، ومن المستحيل التخلّي عن إنجاز حقّقه مغتربو حدشيت ومقيموها بعرق جباههم، وهو أكثر من مقدّس بالنسبة إليهم.