كما أن زواج بيل وميليندا غيتس لم يكن سهلا، حيث عقدا قرانهما بعد أن عملا معا لسبعة سنوات في شركة مايكروسوفت، فإن إجراءات طلاقهما أيضا قد تكون أكثر تعقيدا بسبب شراكتهما الخيرية التي امتدت لأكثر من ربع قرن.
يحتل بيل غيتس المرتبة الرابعة في قائمة فوربس لأثرياء العالم. تُقدّر ثروته بنحو مئة وأربعة وعشرين مليار دولار أميركي.
التقى بيل وميليندا غيتس، عام 1987 في شركة “مايكروسوفت” التي أسسها بيل غيتس وكان في ذلك الوقت يشغل منصب الرئيس التنفيذي.
وأسس الثنائي عام 2020 “صندوق بيل ومليندا غيتس”، الذي يمثل أكبر مؤسسة خيرية غير حكومية في الولايات المتحدة، ويقدر حجم أصوله بحوالي 51 مليار دولار.
وعلى مدى رُبع قرن ونيف كان الثنائي بمثابة أسطورة في مفهوم الشراكة الزوجية بكل معانيها، فقد تقاسما العمل الخيري مثلما تقاسما البيت والأسرة، وشكّلا النموذج الأمثل لفاحشي الثراء حين يسرفون في الإنفاق لا على اليخوت والقصور، وإنما على مكافحة الأمراض والأوبئة في أنحاء المعمورة، وعلى تطوير علاجات ولقاحات لها، وعلى قضايا مثل تمكين المرأة وسواها.
وفجر إعلان الزوجين أنهما باشرا بإجراءات الطلاق فيضا من الأسئلة عن الأسباب وعن مصير تلك الشراكة النموذجية من بعده.
وافادت التقارير بأنّ الإنفصال قد يصبح “الطلاق الأغلى” في العالم، حيث تقدر شركة “أكس- ويلث” الاستخباراتية، صافي ثروة بيل غيتس، الذي يحتل المرتبة الرابعة في قائمة أثرى أثرياء العالم، بما لا يقل عن 134 مليار دولار، بحسب ما أفادت شبكة “سي أن بي سي” الأميركية.
فرغم أن نجاح بيل غيتس بدأ مع مايكروسوفت، فإن أسهمه في الشركة لا تمثل الآن سوى أقل من 20 في المئة من ثروته، والتي تقدر قيمتها بـ 26.1 مليار دولار، حيث أن جزءا كبير من أمواله مرتبط الآن بمؤسسة بيل وميليندا غيتس، ولكن لم يتم الكشف عن المبلغ المحدد.
أكبر أصول غيتس هي شركة “كاسكيد القابضة للاستثمار” Cascade Investment، التي قام بتمويلها من مبيعات أسهم مايكروسوفت وتوزيعات الأرباح، حيث تقدر حصته في هذه الشركة بنحو 30 مليار دولار، وهي تمثل حوالي 22.4 في المئة من ثروته.
وبقدر ما يريد الزوجان ذوي الثروات المليارية بيل وميليندا غيتس الحفاظ على خصوصية تفاصيل طلاقهما، فإن الانفصال يرسل بالفعل إشارات صادمة في عالم العمل الخيري والصحة العامة.
فمؤسسة بيل وميليندا غيتس لديها هبة تقارب 50 مليار دولار وتتبرع بحوالي 5 مليارات دولار سنويًا لقضايا في جميع أنحاء العالم.
وأعلنت المؤسسة أنهم سيظلون رؤساء مشاركين وأوصياء وأنه لم يتم التخطيط لأي تغييرات في المنظمة.
وخارج المؤسسة يستثمر الزوجان في القضايا الاجتماعية، من خلال الشركات التي يديرها كل منهما على حدة.
ففي حين استثمر بيل في تقنيات معالجة تغير المناخ، وأبحاث مرض الزهايمر وغيرها من القضايا، تركز ميليندا من خلال شركتها Pivotal Ventures، على دفع القضايا التي تؤثر على النساء والأسر في الولايات المتحدة، بما في ذلك سياسات الإجازات المدفوعة، وإشراك المزيد من النساء في التكنولوجيا والترشح للمناصب العامة.