IMLebanon

الأسد ابتعد عن إيران أم ستقبل به السعودية مقابل لجم الحوثي؟

فيما المحادثات الايرانية – الاميركية غير المباشرة في فيينا، والمفاوضات السعودية – الايرانية في العراق، تتصدران الحدثَ الاقليمي، وتدّلان الى تبدّلات لا بد ستشهدها المنطقة في المرحلة المقبلة، خطف الاضواءَ لقاءٌ سعودي – سوري، يأتي بلا شك في اطار التغيّرات المنتظرة ذاتِها.

فقد تحدث اكثر من مصدر سياسي ووسيلة اعلام عن الاجتماع هذا، في الايام الماضية، ومنها صحيفة الغارديان البريطانية التي نقلت عن مسؤول سعودي قوله إن لقاء بين مسؤولي المخابرات السعودية والسورية عقد في دمشق. وأوضحت الصحيفة أن رئيس المخابرات السعودية الفريق خالد الحميدان التقى الاثنين اللواء علي مملوك نائب الرئيس السوري للشؤون الأمنية. وقال المسؤول السعودي – الذي طلب عدم الكشف عن هويته- للغارديان إن تم التخطيط لذلك منذ فترة دون أي تطور، لكن التطورات الإقليمية سهلت التواصل. وأوضحت الصحيفة البريطانية عن مسؤولين سعوديين قولهم إن استئناف العلاقات بين الرياض ودمشق قد يبدأ بعد فترة قصيرة من عيد الفطر الأسبوع المقبل.

ووسط تكتم رسمي شديد سعودي – سوري، ازاء هذه المعطيات، نقلت صحيفة “رأي اليوم”، بدورها، عن مصادر دبلوماسية سورية اشارتها الى ان الوفد السعودي، اتّفق مع المسؤولين السوريين على عودة العلاقات الدبلوماسية وإعادة فتح السفارة السعودية في دمشق، كخطوة أولى لاستعادة العلاقات في مختلف وشتى المجالات. وقالت المصادر الدبلوماسية إن الوفد السعودي أبلغ المسؤولين السوريين ترحيب المملكة بعودة سوريا إلى الجامعة العربية، وحضورها مؤتمر القمة العربية المقبل في الجزائر. وألمحت المصادر الدبلوماسية أن تلك المحادثات كانت مثمرة وكسرت الجليد الذي كان يسيطر على العلاقات بين البلدين.

تعليقا، توضح مصادر دبلوماسية مطّلعة لـ”المركزية” ان هذا التطور الذي اعقب سلسلة لقاءات جرت بعيدا من الاضواء، بين الدولتين في الاشهر الماضية، آخرها في نيويورك، يأتي عشية الانتخابات الرئاسية السورية المحددة خلال ايام. وهو يدلّ الى واحد من أمرَين: إمّا ان يكون بشار الاسد ارتضى السير بالشروط الروسية للقبول بعودته الى الرئاسة السورية، وعلى رأسها فكُ ارتباطه بايران وإخراج مقاتليها من سوريا وشبك يديه مجددا مع العرب… وانطلاقا من هنا، عاد السعوديون، بعد الاماراتيين الى التطبيع دبلوماسيا وسياسيا مع دمشق.. وإما ان تكون الرياض دخلت في التسوية الكبرى للمنطقة التي يعمل عليها الاميركيون والروس، وفي مقابل موافقتها على غضّ نظرها عن النفوذ الايراني في سوريا وعلى مدّ الجسور من جديد بينها وبين الاسد رغم هذا “الشواذ”، ستطلب وقف الزحف الايراني في اليمن، عبر “الحوثيين”، والآخذ في التمدد عسكريا على الارض حيث بات هؤلاء على مشارف المملكة وحدودها الجنوبية… البعض تحدّث ايضا عن ان لبنان قد يكون جزءا من هذه “الصفقة”، حيث قد يُلزَّم من جديد الى نظام الاسد وايران، برضى سعودي، في مقابل كبح جماح الحوثيين، الا ان الطرح هذا مستبعد باعتبار ان زمن تلزيم دولة لاخرى ولىّ.

لكن بحسب المصادر، السيناريو الاول هو المرجّح، والثاني مستبعد.. لماذا؟ لان اللاعبين الدوليين الكبار، في واشنطن وموسكو والاتحاد الاوروبي، يلتقون رغم تبايناتهم الكثيرة، على أولوية تطويق نفوذ ايران الاقليمي، وعلى حماية امن الكيان العبري.. وعليه، فإن هؤلاء لا يمكن ان يتغاضوا عن بقاء ايران قوية في المنطقة عموما، وعلى مرمى حجر من اسرائيل خصوصا، اي في لبنان وسوريا… على اي حال، الصورة ستتّضح اكثر في الاسابيع المقبلة، تختم المصادر.