IMLebanon

وزير الصدفة يضرب مصالح اللبنانيين

لو لم يستقل وزير الخارجية والمغتربين السابق ناصيف حتّي لما كنا تعرفنا على وزير الصدفة شربل وهبة. هذا الوزير الذي كسر الرقم القياسي بأقصر مدة قضاها وزيراً وهي يوم واحد، أدخله فريق “العهد القوي” ملعب السياسة ليدخلنا هو في آتون المعارك الوهمية مع دول شقيقة ويتسبب بأزمات ديبلوماسية. فبعد استقالة حكومة حسان دياب عقب إنفجار 4 آب المشؤوم أصبح وهبة وزير الصدفة بامتياز، ولهذا السبب لن نسميه بوزير الخارجية والمغتربين لأنه لا يستحق هكذا لقب.

ولكن هكذا منصب ولو كان من خلال حكومة تصريف أعمال، يترتب معه مسؤوليات كبيرة، إلا أن وزير الصدفة يصر دائماً على إدخال الشعب اللبناني في معارك نحن بغنى عنها، فإذا كان الوزير “على نياته” وهو لا يعي خطورة مواقفه مشكلة، وإذا كان يعي ما يقوله ويصر على تطبيق أجندة “معلميه” بهذه الطريقة السيئة فهنا المشكلة أكبر، وفي الحالتين “رحمتك يا رب”.

وزير الصدفة جنّ جنونه عندما كان يناقشه ضيفه بالسياسة ويتهمه بتسليم لبنان لسلطة إيران وحزب الله. لم يتحمل الانتقادات فتوجه لضيفه بالشخصي قبل أن ينسحب من الاستديو ممتعضاً. من دون أن ننسى أنه قبل هذا الحوار كان اتهم دول “أهل المحبة” أي دول الخليج بإرسال داعش إلى لبنان.

وهنا يقع السؤال، لماذا هذه الفوقية في التعاطي يا حضرة الوزير؟ كيف لك أن تواجه ضيفك بالشخصي والإهانات فيما كان الحديث سياسي بحت؟ كيف لك أنت أن تعتبر أن أهل البدو إهانة وتستخف بضيفك وأنت كهرباء لا تملك بسبب “معلمينك” الذين سرقوها ونهبوها. كيف لك أن تستخف بضيفك وأنت وحكومتك غير قادرين على رفع النفايات من الشوارع؟ اللائحة تطول وتطول ولن ندخل في سردها وتعداد الأزمات التي سببها فريقك السياسي الذي تفتخر بالاصطفاف إلى جانبه وتدافع عنه بجهل.

بربك إرحمنا أنت ومن وضعك في منصبك وجنّبونا مهزلة الحروب الوهمية والعراضات في المواقف التي تضرنا ولا تفيدنا بشيء سوى تسجيل مواقف دونكيشوتية سخيفة تنم عن جهل وسخافة في المواقف الديبلوماسية والسياسية.

نتمنى ألا تتفاعل هذه الأزمة الديبلوماسية وتؤدي إلى حظر دخول اللبنانيين إلى أراضي المملكة العربية السعودية، خصوصاً أن عدداً كبيراً منهم يعتاش من وظائف في المملكة.

فيا حضرة وزير الصدفة، إرحمنا وإرحم نفسك واعتزل السياسة. الشعب اللبناني هرب منكم ومن فسادكم وأنتم تلاحقونه حتى في دول الإغتراب وتهددون لقمة عيشه. أما بالنسبة لبيان التوضيح الذي أصدرته، فإذا دلّ على شيء، يدلّ على جهل إضافي وكأنك تستخف بعقولنا، ومرتجع لك من دون الشكر.

ورحم الله الوزير شارل مالك.

 

*بقلم سيرج مغامس