IMLebanon

مكابح بعبدا تفرمل تفاؤل “المستقبل” الحكومي!

جاء في “المركزية”:

“التواصل بين رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري ورئيس مجلس النواب نبيه بري دائم، والحراك القائم قد يكون مخرجاً لإنتاج حكومة، والمهل قد تكون بالساعات لا بالأيام لتبيان الخيط الأبيض من الأسود”. قالها نائب رئيس تيار المستقبل مصطفى علوش مساء أمس، ونام اللبنانيون بهناء بعدما شربوا كأس التفاؤل جرعة واحدة. لكن في لبنان كلام الليل يمحوه النهار، فماذا تغير بين ليلة وضحاها، ولماذا أطفئت محركات التفاؤل التي أضاءت عتمة اللبنانيين لليلة واحدة؟

“المؤكد أن كانت هناك جرعات وافرة من التفاؤل في كلام المسؤولين يوم أمس، وعليه قلت ما قلته مساء، يقول علوش لـ”المركزية”، لكن يبدو أن الكلام كان من باب الإستهلاك فقط  بدليل أنه لم تصدر أية بوادر تبشر حقيقة بتسهيل ولادة الحكومة سواء عند المسؤولين الذين أداروا محركات التأليف. ولم نسمع بوضوح قبول الرئيس ميشال عون  الذهاب بحكومة مستقلين ومن دون ثلث معطل. وبذلك صار التفاؤل وراءنا”.

ما شهدته عطلة العيد من حراك على جبهة  حزب الله والتيار الوطني الحر حمل المزيد من الأفكار الجديدة الإيجابيّة  أضف إليها خطاب السيد حسن نصرالله في ذكرى التحرير والذي أعطى زخما لتحريك ملف تشكيل الحكومة، “لكن كل الأمور لا تزال في مكانها” بحسب علوش ويضيف “لا شيء تغير في مواقف الرئيس عون، وإلا لكان تبلغ بها الحريري الذي لا يزال على منطقه وكلامه. حتى المساعي التي يقوم بها الوسطاء على جبهة الرئيس نبيه بري ووليد جنبلاط لم تحمل أي معطى جديدا فعلى أي أساس سيتوجه الحريري إلى القصر”؟

ثمة من قرأ بإيجابية كلمة النائب جبران باسيل واستشف من عدم  شموليتها دعوة الحريري إلى الإعتذار، بوادر جديدة قد تساهم في إطلاق عجلة تشكيل الحكومة ولكن الواقع عكس المرتجى. وفي تفسير لمضمون الكلمة يقول علوش:” واضح أنهم أدركوا استحالة تغيير الواقع عدا عن عدم قانونيتها وقد تعودنا على التناقضات في كلام باسيل. وإذا صح أن هناك بوادر إيجابية فلتوضع على الطاولة”. ويختم:” قد تكون خطوط الوسطاء مفتوحة مع المعرقلين والحريري في منأى عنها ولم يتبلغ شيئا، وهذا يعني أن الأمور تراوح مكانها  ولننتظر بعد ما ستكشف عنه الساعات المقبلة”.

أجواء القصر الجمهوري حملت بدورها اشارات إيجابية وأشارت مصادره للإعلام”بأن ثمة بارقة أمل يفترض أن تتبلور نهاية الأسبوع لكن القصة تتوقف عند رغبة الحريري”. فهل تتعطل محركات الرئيس نبيه بري التي انطلقت بزخم وماذا تحمل من مبادرات؟

النائب ياسين جابر أكد عبر “المركزية” أن “تمادي حال الإنهيار واقتراب التحام عقارب ساعة الإرتطام الكبير من الأسباب المحفزة لحراك الرئيس بري خصوصا أن البديل عن الحكومة هو تفاقم الإنهيار وترك الناس في مواجهة مصيرها وبذلك يكون العهد قد حكم على نفسه …للأسف القصة مشخصنة”.

عقدة تشكيل الحكومة بنى عليها باسيل كلمته في الجلسة النيابية ” من يسمي الوزيرين المسيحيين؟”. وبالتوازي سأل جابر:”هل المفروض أن يحمل الوزير سجلا عن مرجعيته ومن سماه؟ وهل خلا لبنان من الطاقات والكفاءات”؟.

لا يخفى على أحد حنكة وديبلوماسية الرئيس بري، لكن ثمة قوة دفع أكبر في هذه اللحظة حتمت وضع كل الزخم لتشغيل محركات الملف الحكومي. وكشف جابر ” أن كلمة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله في ذكرى التحرير وتأكيده  استحالة أن يكمل البلد من دون حكومة، كذلك كلمة النائب محمد رعد في الجلسة النيابية التي جاءت في نفس السياق حوّلا المعطى الإيجابي إلى قوة دفع وزخم سيما وأن الحزب هو الحليف الوحيد للتيار الوطني الحر، والكل مدرك أن سلطة القرار بحسب الدستور في يد الحكومة مجتمعة فهل يمكن ترك البلد من دون قرار؟”.

الساعات المقبلة قد تفرج عن تفاصيل مبادرة الوسطاء “لكن لا شيء مضمونا والتجارب علمتنا “ما نقول فول تيصير بالمكيول” يختم جابر.