IMLebanon

رندلى قديح: قد ترونني أمام الكاميرا في فيلمي السينمائي المقبل

كتب روي أبو زيد في “نداء الوطن”:

تعيش المخرجة رندلى قديح نشاطاً فنياً واسعاً، بعد أن قدّمت أعمالاً غنيّة تعاونت فيها مع عدد من الفنانين اللبنانيين والعرب، كما حرصت على إظهار الطبيعة الخلابة في لبنان فعكست صورة وطنها الثقافية والحضارية. “نداء الوطن” التقت بقديح التي تحصد ثمار نجاحها بعد تخطّي أعمالها ملايين المشاهدة على “يوتيوب”.
كيف تقيمين العمل الناجح؟

السّر يكمن بالإحساس! حين أستمع الى الأغنية وأتعرّف الى صاحبها، أحاول تركيب قصّة الكليب التي تشبه شخصيّته وتوصل رسالة الأغنية على حد سواء، مبتعدةً عن التكرار. كما أعالج المواضيع بطرق جديدة وأفكار معاصرة تواكب التطور التكنولوجيّ الحاصل على الصعد كافة. وأحرص على مراقبة مَن حولي، فأسافر كثيراً وأعايش حضارات مختلفة ما يعزّز أفكاري كمّاً ونوعاً.

هل تعتبرين ان لديك بصمة خاصة بك؟

هذا ما يُسمّى بـ”توقيع المخرج”، إذ بتُّ أمتلك هويّة معيّنة في الأعمال المصوّرة درامية كانت أم إستعراضيّة فنطرحها بطريقة جديدة ولا نقلّد احداً أو نسرق أفكار أعمال سابقة كما يفعل البعض! لذا أغوص مع شقيقي المخرج الفني علي قديح في كل التفاصيل وندرسها لتقديم عمل متكامل مدموج بإحساس المخرج والفنان ومتناسق من حيث الألوان، الإضاءة، الـCadrage، الـstoryboard والتصوير، في ظلّ كاميرات مواكبة للتطوّر التكنولوجي. يفترض بالمخرج عندما يجلس وراء كاميرته أن يكون ملمّاً بكافة التفاصيل وأن يجيد التنسيق بين كل شيء لأنه العنصر الأساس في إدارة العمل وتنفيذه.

هل تعرضت يوما لسرقة أفكارك؟

بالطبع (ضاحكة). لكنّ هذا الموضوع لا يزعجني البتّة، إذ أفرح أن أكون “الأصل” وهم “التقليد”.

ما هو برأيك سر النجاح؟

من المهم أن يبقى الإنسان متواضعاً، يتعلّم من خبراته ويكتسب تجارب جديدة كي ينضج على الصعد كافّة ويتطوّر أكثر وأكثر. لا تهملوا ذواتكم وأعمالكم بل أعطوا لكلّ شيء حقّه!

هل التواضع اساسي مع كل نجاح؟

أنا ناجحة منذ 15 عاماً، أحاول نشر الطاقة الإيجابية أينما حللت وأتطلّع الى عيش الحياة بملئها. نحن زوّار في هذه الحياة وسيأتي يوم ونغادر، لذا علينا أن نترك اثراً جيّداً خصوصاً أننا متساوون في الحياة والموت. أحاول التواصل شخصيّاً مع كلّ المعجبين على “السوشيل ميديا” كي آخذ برأيهم ومناقشة بعض المواضيع العالقة. “مش محرزة شوف حالي عحدا وتكبر الخسّة”.

ألا تخافين الفشل؟

أدرس أعمالي بطريقة جيّدة كي أقدّمها بخطوات ثابتة، فأتبع إحساسي الممزوج بخبرتي وعيني الإخراجية، لذا حين أشعر أنّ العمل لن يلقى الصدى المطلوب أرفضه ولا أنجزه. لا أخاف التحدّيات وإن فشلتُ أتعلّم من فشلي وآخذ العبر كي أنطلق من جديد.

والنقد؟

أحترم النقد البنّاء كثيراً وأتقبّله، لكني ارفض رفضاً قاطعاً الأسلوب الجارح في التعبير عن الرأي. لذا أحترم قلم الصحافي الناقد الذي يعبّر عن رأيه بكلّ احترام ويدعمه بحجج وبراهين مقنعة. لكن لا أعطي وقتاً لـ”الوسخين” كي أطّلع على آرائهم بل “أربّيهم” بطريقتي الخاصة كي لا يتمادوا!

ألا تجدين صعوبة بتحقيق طموحك في مجتمع ذكوريّ؟

سيبقى مجتمعنا ذكوريّاً دائماً، لكنّ الأمر مرتبط بالمرأة وكيفيّة فرضها شخصيّتها وتعزيز احترامها. من المفترض أن يدعم الرجل المرأة وأن يفتخر بها. هدفي أن أقدّم أعمالاً ناجحة تحاكي طموحاتي وتعزّزها كي أحقق أحلامي بهذا الشغف. لذا أتحدّى نفسي باستمرار وأدعو كلّ امــــرأة الى القيام بالمثل.

أيهّما أصعب: إخراج مسلسل أو كليب؟

طريقة العمل مختلفة بالعملين، ففي الكليب أكون صاحبة الفكرة وأصوّره بحسب رؤيتي الشخصية، اما في المسلسل فأنفذ النصّ المكتوب، عبر تجسيد المشاهد بالإحساس والتمثيل وإدارة الممثل.

ما هو جديدك؟

ستصدر ثلاثة أعمال مصوّرة للفنانة ليال عبود والفنان نور الزين وحاتم العراقي من إخراجي، تتجلّى فيها المشاهد الدرامية المُقدّمة بطريقة جديدة. كما أقوم بقراءة فيلم سينمائيّ كي أنفّذه إخراجيّاً. مع الإشارة الى أن فيلمي “شرعوا الحشيشة” سيُعرض قريباً على “نتفليكس”.

هل تابعت بعض المسلسلات الرمضانيّة؟

بالطبع، تابعتُ “2020” و”للموت”. أعجبتُ كثيراً بالشخصيّات التي قدّمها قصي خولي ونادين نسيب نجيم إذ جسّدا دوريهما بكلّ احتراف. كما لفتني “كاراكتير” ماغي بو غصن التي قدّمت دوراً دراميّاً جديداً.

متى سنراك أمام الكاميرا؟

“يا ريت”! لكنني ابحث عن الدور الذي يناسبني وتحديداً الشخصيّات المركّبة. وقد أشارك في الفيلم السينمائي الذي سأوقّعه إخراجياً!

لماذا لا تتعاونين دراميّاً مع منتجين لبنانيين؟

لا أتواصل معهم بشكل عام، إذ لم تسنح الفرصة لذلك خصوصاً في ظلّ انشغالاتي بالكليبات وتوقّف النشاطات الفنيّة بعد انتشار جائحة “كورونا”.

لكن قد تنعقد بعض الإجتماعات مع بعضهم في القريب العاجل إن شاء الله.

عشت في الخارج بين أفريقيا وفرنسا ومن ثمّ عدتِ الى لبنان. ألا تفكّرين بالهجرة مجدداً؟

بالطبع لا، فأوّلاً لا يجب استسهال الحياة في الغربة فهي صعبة ومليئة بالتحديات وما نمتلكه في لبنان لا يمكن العثور عليه في أيّ بلد آخر أبداً. لذا قد أسافر لإنجاز بعض الأعمال لكنّني سأعود دائماً الى وطني. كما أدعو الجيل الجديد الى البقاء في لبنان. لكن إن لم يجد سبيلاً إلا في الهجرة، فعليه أن يعود الى أرض الوطن يوماً ما.

كيف يمكننا المساهمة بتعزيز الثقافة والفن في لبنان؟

يجب علينا كلبنانيين أن نحبّ وطننا فوق كلّ اعتبار، ومن الضروري كذلك أن تولي المؤسسات العامة اهتماماً أكبر بالقطاع الفني والثقافي في البلاد… ولكن فلتدعم الدولة لقمة عيش المواطن قبلاً! كما أنّ أهم الفنانين باتوا يقصدون دبي، لأنّ الإمارة مُحترمة وتقدّم الدعم للفن والفنانين وتمد يد العون لأهم رموزنا الفنيّة التي أهملتهم الدولة.

ما النصيحة التي تقدّمينها للقرّاء؟

تعاونوا وتعاضدوا وضعوا الطوائف والإنتماء الحزبي جانباً. شاركوا خبراتكم ومواهبكم لإعادة بناء لبنان الجميل! تحلّوا بالأمل ولا تخافوا من تحقيـــــــق أحلامكم في وطنكم.