IMLebanon

بين بيت الوسط و”التيار” وبعبدا… جبهة بيانات والتأليف مجهول!

اشتعلت جبهة البيانات بين “بيت الوسط” و”التيار الوطني الحر” بشأن مشاورات تأليف الحكومة، ودخل على الخط قصر بعبدا.

وفي التفاصيل، أوضحت مصادر بيت الوسط انه “خلافاً للشائعات التي يبثها جبران باسيل وفريق رئيس الجمهورية من ان الحكومة تتشكل في البياضة فهذه محاولة ساذجة لتكريس اعراف من المستحيل ان “يمشي” بها الرئيس سعد الحريري”.

وأشارت لـ”الجديد” الى أنّ “الحريري لم يكلف احدا بتأليف الحكومة والاجتماعات السياسية التي تحصل حاليا في البياضة او غيرها لا تعدو عن كونها مشاورات سياسية بين عدة اطراف”.

وأضافت: “المضحك المبكي ان جبران باسيل يحاول أن يخترع دورا له بعدما بات معزولا فنصب نفسه رئيسا للجمهورية وبات يتصرف على هذا الاساس ولسخرية القدر انه “مصدق” هذه الكذبة”.

وذكّرت بأنّ “الحكومة تتألف وفقا للدستور بالتفاهم بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية والرئيس سعد الحريري متمسك بهذه الاصول ولن يزيح عنها ونقطة على السطر”.

وختمت: “إنّ بث اجواء عن تذليل عقبات وحل عقد في عملية تأليف الحكومة هي ايحاءات غير صحيحة ولا جديد تحت الشمس وسبب بث هذه الايحاءات هو محاولة اظهار جبران وكأن مفاتيح الحل موجودة بين يديه بينما الحقيقة ان القفل لديه ولدى رئيس الجمهورية”.

ردا على مصادر بيت الوسط، أسفت اوساط قصر بعبدا عبر “المركزية” للطريقة التي يتبعها بيت الوسط في ادارة الملف الحكومي والتي تُظهر بما لا يرقى اليه شك ان الرئيس المكلف تخلى عن دوره في التشكيل ويبحث عن حجة لعدم ابصار الحكومة النور، فيوجه سهامه الى مبادرة الرئيس نبيه بري ويطلق النار في اتجاهها، ما يعني عمليا ان جدار الممانعة الذي يحول دون التشكيل ما زال قائما حتى اللحظة، وان توجيه الاتهام الى بعبدا والتيار الوطني الحر تارة بالتمسك بالثلث المعطل واخرى بالوزيرين المسيحيين ما هو الا ستارة لتغطية عجزه او عدم قدرته او رغبته بالتشكيل ومحاولة هروب الى الامام للتعمية على الحقيقة اما خوفا من وضع داخلي يخشى ان ينفجر في وجهه او من شيء ما في الخارج.

واكدت الاوساط ان النائب باسيل لم يسعَ يوما الى اجراء مشاورات لا في البياضة ولا في غيرها، وهو تحفظ على الطرح بداية حتى لا تُفسر على انها محاولة تشكيل بتغييب او إقصاء الرئيس المكلف، الا ان وبناء على مبادرة الرئيس بري وحرصا على انجاحها فتح باب التشاور بين ممثلي كتل نيابية، وحبّذا لو يتشاور الحريري نفسه مع رئيس الجمهورية في المكان الطبيعي للتشكيل، اي في القصر الجمهوري الذي لا يقبل الرئيس اطلاقا استبداله لا بالبياضة ولا بأي مكان آخر، كونه المكان الطبيعي لاعلان ولادة الحكومة المفترض ان الحريري يعرفه تمام المعرفة الا اذا نسيه اللهمّ!

اما اذا كان يعتبر ان زيارات الدقائق الخمس التي يقوم بها الى القصر لتقديم بعض الاسماء هي مشاورات، فإنه مخطئ، اذ لم يحمل في زياراته السبع عشرة محاولة واحدة جدية لمناقشتها مع رئيس البلاد. الارجح تضيف الاوساط ان كلما سقطت ذريعة يبحث عن اخرى لاحباط عملية تشكيل الحكومة وهذا سلوك غير مقبول، واذا كان ذلك كله مقدمة لتأزيم الوضع فليوفر على نفسه العناء ويقول بجرأة انه لن يشكل، لانه لا يحجز فقط التكليف في جيبه بل الوطن والشعب بأكمله، ونذكره بأن الدستور يعطيه صلاحية تشكيل حكومة لا الامتناع عن التشكيل.

وختمت: “إن رئيس الجمهورية سيستمر بمقابلة السلبيات بالايجابية، تختم اوساط بعبدا، وهو في مرحلة تقييم الوضع بما يملك من صلاحيات هي صحيح محدودة في هذا المجال، لكنه يملك قدرة سياسية عبر تكتل لبنان القوي والتيار الوطني الحر الذي لن يبقى في موقع المتفرج الى ما شاء الله، لا سيما بعدما بدأ الحريري يلعب على الوتر الطائفي بإشارته الى البياضة برمزيتها الجغرافية، لشد العصب الطائفي والمذهبي وكأننا عشية الاستحقاق الانتخابي”.

بدورها، أسفت مصادر “التيار الوطني الحر” “للطريقة التي يتبعها بيت الوسط في ادارة الملف الحكومي، بتفويت الفرصة التي سنحت في اليومين الأخيرين”، مؤكدة “تمسك التيار بكل جهد من شأنه أن يؤدي إلى تشكيل حكومة”.

وأبدت المصادر خشيتها من أن الموانع التي حالت دون أن يؤلف الرئيس المكلف سعد الحريري قبل 7 أشهر لا تزال هي نفسها التي تحول بينه وبين الحكومة. لكنها ثمنت موقف مصادر بيت الوسط التي اقرّت بأن ”الحكومة تتألف وفق الدستور بالتفاهم بين الرئيس المكلف ورئيس الجمهورية”، و هذا ما يعتبر اعترافا علنيا بالآلية الدستورية لتأليف الحكومة التي طالما طالبنا باحترامها.

أما فيما يتعلق باجتماعات البياضة، ‏فاعتبرت المصادر أنها تشاور طبيعي بين الكتل النيابية، ويا للأسف فإن الرئيس المكلف كان بإمكانه القيام بها لكنه تلكأ عن التشاور مع الكتل مثلما تلكأ مع رئيس الجمهورية خلافا للدستور . ‏

وذكّرت مصادر التيار بأن إجتماعات البياضة جاءت بطلب من الثنائي الشيعي الذي اعلن عن مبادرة لتسهيل عملية التأليف وفق تفاهم بينه وبين الرئيس الحريري حسب ما فهمنا، الا اذا تراجع الحريري عما اتفق عليه مع الثنائي، او اذا كان الثنائي قد فهم خطأ موافقة  الحريري على مبادرته.

وأشارت الى أن مشاورات الثنائي مع رئيس التيار جبران باسيل تجري أولا وأخيرا بصفته رئيس تكتل نيابي لمطالبته بالمشاركة في الحكومة ومنحها الثقة وهو ما زال مصرا منذ ستة اشهر على عدم المشاركة.

وكشفت أن باسيل تحفظ بدايةً عن فكرة المشاورات حين فاتحه بها الثنائي فقط لكي لا ‏يتم استخدامها ذريعة لتعطيل المبادرة .

واكدت المصادر أن التيار سيقابل كل سلبية بمزيد من الايجابية، ولن يألو جهدا لتسهيل التأليف”، مشددة المصادر عينها على ان التأليف لا يحصل الا بتفاهم الرئيسين عون والحريري.

فردّت أوساط “بيت الوسط” على الكلام المنسوب لأوساط قصر بعبدا، قائلةً: “المهم أن يتذكّر فخامة الرئيس هذا الأمر وأن لا تتطوع أروقة بعبدا للتحدث باسم البياضة”.

وقالت رداً على مصادر “التيار الوطني الحر”: “تأكيداً على الأمر المؤكد، كل الايحاءات التي نُشرت خلال اليومين الماضيين عن أن الحكومة تتشكل في البياضة مجرّد أوهام. وحق التشاور بين القوى السياسية لا يُعطيها حقوقاً بالتأليف”.