IMLebanon

لهذه الأسباب… لا يستسيغ “الحزب” الإنتخابات المبكرة!

في اطلالته التلفزيونية الاخيرة، رفض الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله طرح الانتخابات النيابية المبكرة، قائلا “يجب أن تجري الانتخابات النيابية اللبنانية في موعدها مهما كانت الظروف، ونحن ضد الانتخابات النيابية المبكرة واللجوء اليها هو مضيعة للوقت وهو الهاء للناس ومن يطالب بالانتخابات النيابية المبكرة فليتفضل وليشكل حكومة وليتحمل المسؤولية”، ورأى ان “أغلب الذين يدعون إلى انتخابات نيابية مبكرة حساباتهم حزبية فئوية، لا علاقة لها بوطن وشعب”.

موقف حزب الله هذا ليس بجديد ولم يفاجئ من يتابعون الشأن السياسي. فمنذ اشهر قليلة، وخلال زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لبنان عقب انفجار 4 آب، حيث جمع ممثلي الاحزاب والقوى السياسية اللبنانية في قصر الصنوبر، انفرد ممثل حزب الله رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، في ابداء رفض فريقه لاجراء الانتخابات النيابية باكرا وتمسّك بحصولها في موعدها اي في ايار 2022… ليس بعيدا، وبينما قرر التيار الوطني الحر وضع ورقة استقالة نواب تكتل لبنان القوي على الطاولة في الآونة الاخيرة، منذ فشل رسالة رئيس الجمهورية ميشال عون الى البرلمان في تحقيق مبتغاها اذ لم تتمكن من سحب التكليف من الرئيس سعد الحريري، كخيار يمكن من خلاله “التخلّص” من رئيس تيار المستقبل، أفيد ان الحزب أبلغ حليفه رئيس التيار النائب جبران باسيل رفضه المطلق لاي توجّه من هذا القبيل، وطلب منه بلغة حاسمة إسقاط هذه الفكرة من حساباته: فالانتخابات المبكرة ممنوعة والاستحقاق يجب ان يترك الى حينه.

فما سبب هذا الرفض؟ بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، لا يفرّ من استحقاق الانتخابات الا من لا تناسبهم نتائجها. للغاية، نرى مثلا القوى المعارضة من القوات اللبنانية الى الكتائب مرورا بكل مجموعات الثورة والمجتمع المدني، تستعجله وتطالب بإجرائه اليوم قبل الغد، ذلك انها “مرتاحة” الى ما يمكن ان تحققه خلاله من سكورات وارقام.

اما الحزب فقلقٌ على ما يبدو. وقلقُه هذا مبرّر. فبحسب المصادر، لم تعد البيئة الشيعية بعد ثورة 17 تشرين كما كانت قبله. تصدّي حزب الله للثورة والثوار منذ اليوم الاول، في مقابل دفاعه عن قوى سياسية تعتبرها شرائح واسعة من مناصري الحزب “فاسدة” او ضالعة في الفساد، وعدم كشف قياداته عن الملفات التي في حوزتهم والتي “ستودي رؤوسا كبيرة الى السجن” كما قال نائب كتلة الوفاء للمقاومة حسن فضل الله، معطوفا الى انغماس عناصره في القتال في الميادين العربية وعدم تقديمهم العون للفلسطينيين عندما احتاجوه، أضعفَ هالة الحزب وحجّتَه في المناطق التي كان يعتبر فيها خطا أحمر ومنزّها عن كل الخطايا، حتى الامس القريب.

وعليه، فإن البيئة الشيعية تتحضر للمحاسبة فعليا في الانتخابات المقبلة، خاصة وان الثورة أفرزت وجوها بارزة شيعية جديدة، كسرت حاجز الخوف وشجّعت الناس على كسره، ومنها مَن تمّ اغتياله كالباحث لقمان سليم… هذا في البيت الداخلي. اما خارجه، فوضع حلفاء الحزب لا يشجّع الاخير على الانتخابات المبكرة. فبينما يؤمن له التيار الوطني اليوم غطاء مسيحيا ثمينا يعتبره ورقة ذهبية لا يمكن التخلّي عنها، يخشى الحزب الا يتمكّن “البرتقالي” من تحقيق غالبية في الشارع المسيحي مجددا في الانتخابات، خاصة بعد الغضب الشعبي على باسيل الذي انفجر ابان الثورة، الامر الذي سيعرّي الحزب مسيحيا، بعد ان بات “شبهَ مكشوف” سنيا ودرزيا.

لهذه الاسباب، لا تستيغ الضاحية الانتخابات المبكرة، والخشية كبيرة من ان تدفعها الاعتباراتُ عينها الى العمل لتطيير استحقاق 2022، وهو الامر الذي نبّه منه البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي منذ ايام، تختم المصادر.