IMLebanon

الحملة على الجيش.. تقاطع مصالح وقطع لطريق الانقاذ!

جاء في “المركزية”:

توقفت الحملة الاعلامية على القائد لكنها مستمرة على المؤسسة في الميدان. منذ اطلالته الشهيرة مطلع اذار الجاري، سال حبر كثير في وسائل قوى الممانعة، المكتوبة والمسموعة والمرئية، ينتقد ويتهجم على قائد الجيش العماد جوزيف عون على خلفية المواقف غير المسبوقة التي اطلقها، منبها ومحذرا اهل السياسة من مغبة ما يقترفون في حق البلد واهله وجيشه، وقد لامس بعضها الخط الاحمر وصولا الى حدود التخوين.

ليس الامر مستغربا في دولة سمحت ان تنمو على ضفافها دويلة موازية لا بل اقوى منها وتتفوق عليها في مختلف المجالات تستبيح الحدود وتضرب عرض الحائط القرارات الرسمية لا سيما الحرب والسلم وصولا الى تعريض لبنان للعقوبات. فبعدما انتقد القائد السياسيين “الطائفيين” في لبنان لتعاملهم مع الأزمة، محذرا من عدم استقرار الوضع الأمني، ومؤكدا أن الضباط والعسكريين جزء من المجتمع اللبناني الذي يعاني من صعوبات اقتصادية، يعانون ويجوعون مثل الشعب، ووجه حديثه للمسؤولين قائلا “إلى أين نحن ذاهبون، ماذا تنوون أن تفعلوا، لقد حذرنا أكثر من مرة من خطورة الوضع وإمكان انفجاره، لم ترق “الانتفاضة العسكرية” هذه لمحور الممانعة, ومناصريه، فانقضّ عليه وقد نعرته شوكة “الطائفية” و”الوطنية الصافية” ايضا ربما، لا سيما في اعقاب زيارته الباريسية بما تضمنت وتلك المرجحة الى واشنطن وعشية مؤتمر دعم الجيش الذي لم يعد من مجال للشك ان المجتمع الدولي لم يعد يثق الا به بعدما فقد كل ثقة بالمنظومة الحاكمة.

تعزو اوساط سياسية معارضة الحملة المتجددة على الجيش وقيادته في هذه اللحظة بالذات الى محاولة يبذلها الفريق الممانع لاجهاض اي خطوة قد يقدم عليها في اتجاه انقاذ البلاد من الاتون  الذي رماها فيه السياسيون عن سابق تصوّر وتصميم، او اسناد مهمات كبيرة للمؤسسة تسحب القرار والسلطة من يده فيما يصر هو على ان يبقى القرار بيد المجلس الاعلى للدفاع ويرفض رفضا قاطعا مجرد فكرة اعلان حالة الطوارئ في البلاد. وتؤكد الأوساط ان الاجماع الوطني العابر للطوائف حول الجيش معطوفا على الثقة الدولية به يقلق هذا الفريق الذي لا يرى سبيلا لقطع الطريق عليه سوى بالحملات الاعلامية المنظمة والمتكررة.

اما المؤتمر الذي يعقد في باريس غدا عبر تطبيق زوم، فيعكس مدى الاهتمام الدولي بالمؤسسة والرغبة القوية بتقديم المساعدة العاجلة لمنع استغلال هؤلاء الواقع الاجتماعي الرديء للعسكريين، عناصر وضباط في سبيل “نخر” المؤسسة في العمق، واسقاطها كحصن منيع وخشبة خلاص وحيدة. من هنا تبدو الدول المشاركة الغربية والعربية عقدت العزم على تقديم مساعدات عاجلة من شأنها ان تريح المؤسسة وعناصرها وتعزز وضعيتها في المرحلة المقبلة، تماما كما قائدها المعوّل عليه دوليا وقد اثبت صلابة لا مثيل لها في مواجهة الحملات الشرسة التي تستهدفه بهدف تطويعه.

الى ذلك كله، تعتبر الاوساط ان تعزيز الجيش ومده بالمساعدات اللازمة معنويا وماديا يوسع دائرة القلق جراء امكان تفوقه على حزب الله عسكريا وانتفاء الحاجة الى سلاحه الذي يشكل المبرر الوحيد لاستمراره، خصوصا اذا ما تمكن من ضبط الحدود بالكامل شمالا وشرقا في موازاة مفاوضات الترسيم البحري مع اسرائيل، بحيث تُسحب ذريعة بقاء الحزب كمقاومة ويضطر تاليا الى تسليم سلاحه.

الحملة على المؤسسة العسكرية ليست الاولى ولن تكون الاخيرة، فالاسباب والمصالح المتعددة والمتقاطعة بين اكثر من فريق منها الشخصي ومنها السياسي، تدفع المستفيدين منها الى استكمالها والنضال حتى الرمق الاخير في سبيل اصابة الهدف واحراق ورقة “القائد” العنيد غير المطواع.