IMLebanon

رسائل من هنية و”الحزب” إلى العالم: نحن ورقة القوة!

جاء في “المركزية”:

قبل أقل من تسعة أشهر زار رئيس المكتب السياسي لحركة”حماس” اسماعيل هنية بيروت ، وما بين زيارة الامس واليوم الكثير من التمايز تجلت معالمه في طبيعة برنامج الزيارة الذي بدأ بلقاء مع رئيس الجمهورية ميشال عون وهذا ما لم يحصل في الزيارة الأولى ربما، تفاديا لأي إحراج مع الإدارة الأميركية التي كان يديرها الرئيس السابق دونالد ترامب، مرورا بلقاء مع رئيس حكومة تصريف الأعمال حسان دياب وصولا إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري.

زيارة هنية بعد معركة “سيف القدس”، وهيمنة “حماس” النسبية على المشهد الإعلامي والسياسي الفلسطيني، فرضت نفسها على الإطار العام لبروتوكول الزيارة ما زاد من حدّة التنافس بينها وبين الفصيل المنافس الآخر حركة “فتح”، فانعكس بغياب “فتح” عن استقباله في المطار، على خلاف المرة السابقة. واستبدل الإطار”البروتوكولي” في مطار رفيق الحريري بحضور ممثلين عن حزب الله وحركة أمل والجماعة الإسلامية وعدد من الأحزاب والقوى اللبنانية والفلسطينية.

في الشكل والمضمون ثمة الكثير من الأبعاد التي يمكن تسجيلها من خلال زيارة هنية، لكن الأهم  الرسائل التي اراد حزب الله ان يوجهها إلى الداخل اللبناني والدولي من خلال نقل نشاط حماس الى مخيمات لبنان ومنها الى اسرئيل. فهل قرأ المسؤولون العنوان الذي يتلخص بإقحام لبنان في الصراع العربي الإسرائيلي على أرض فلسطين؟

نائب رئيس حزب الكتائب سليم الصايغ انطلق من مبدأ “الفصل بين الموقف المعنوي والأخلاقي الأدبي من القضية الفلسطينية والموقف الرسمي اللبناني المؤيد للقضية الفلسطينية وبحق العودة وقيام دولة عاصمتها القدس . أما إذا كان المقصود منها “زيارة” خاصة للقاء أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله والتنسيق الميداني مع الحزب لمواجهة إسرائيل في إطار الحرب الدائرة بين غزة وإسرائيل، فهذا يُخرج الزيارة من إطارها السياسي، ويحوّل منظومة الحزب من إطار المقاومة للدفاع عن لبنان إلى مقاومة للتدخل المباشر في الصراع العربي الإسرائيلي على أرض فلسطين. وكما ذهب نصرالله إلى سوريا للدفاع هناك تحت ألف ذريعة، ها هو اليوم ومن خلال التنسيق الميداني مع حماس يقول بأنه يريد الذهاب إلى فلسطين للقتال ضد إسرائيل”.

حتى اللحظة، لم يصدر أي موقف عن أبعاد هذه الزيارة المستمرة لثلاثة أيام والرسائل التي بدأت تتظهر من خلال لقاءات هنية. لكن الثابت يقول الصايغ”أن التدخل المباشر لحزب الله في غزة وحتى من أية قوة على أرض لبنان في أي عاصمة في العالم مرفوض، بغض النظر عن الموقفين الأدبي والأخلاقي. فالترجمة العسكرية تعني ربط الساحات العسكرية بين لبنان وأرض فلسطين وهذا منافٍ للمواثيق والقرارات الدولية ومصلحة الشعب اللبناني”. وبالمباشر قالها الصايغ لنصرالله:” التنسيق الميداني غير مرحب به. فهذه الأعمال الإستعراضية تمثل انتهاكا للسلم الأهلي والسلام في لبنان وتضرب مفهوم الحياد”.

أكثر من علامة استفهام ارتسمت حول برنامج الزيارات الرسمية التي قام بها هنية بدءا من رئيس الجمهورية ورئيس حكومة تصريف الاعمال ورئيس مجلس النواب “لكن هذا لا يغير في المضمون” ويضيف الصايغ” الشكليات الديبلوماسية لا تهم، إنما صلب الموضوع الذي قرأنا فيه وجود نية واضحة لدى حزب الله ومن وراءه، لربط لبنان بالمحور الإيراني . فليزر هنية من يشاء لكن البعد الذي يريد البعض تصويره من خلال الربط المحكم للمقاومة عبر زياراته لدول المحور مرفوض وكذلك الإيحاء والتكلم عن التنسيق الميداني”.

المشهد الإستعراضي للزيارة عكس لدى البعض فكرة أن تكون هذه الزيارة لتعزيز شعبية حزب الله المسؤول الأول عن حال الهدر والإفلاس وتجويع اللبنانيين. فهل أراد الحزب أن يعوم نفسه في مكان ما عبر التماهي التام مع سلطة حماس التي تطلب العون من سلطة الأمر الواقع؟

“الناس شبعت شعارات وإنجازات أودت بها إلى هلاك في كراماتها، ولا يمكن للحزب أن يعوم الجائع بحفنة شعارات”. ويختم الصايغ”ثمة رسالة أراد أن يوصلها الحزب إلى العالم مفادها أنه ورقة القوة القوية في يد إيران، وغزة ورقة قوة في يده ويد إيران، وما جوائز الترضية هذه إلا لتجمعها إيران على طاولة المفاوضات في فيينا وتبرز بشكل قاطع مكامن القوة التي تتمتع بها لتقول بأن لا حل إقليميا إذا لم يتم الأخذ بالمصالح الإيرانية في الإعتبار”.