IMLebanon

مموّلون بالدولار والسلاح في طرابلس؟

جاء في “المركزية”:

لا كلام يعلو على صوت والد يبحث عن رغيف خبز لإشباع بطون أولاده. لا صراخ يصدح فوق زفرات طفل انقطع عنه الأوكسيجين مع انقطاع التيار وإطفاء المولد الكهربائي… حصل ذلك في طرابلس والتفاصيل أكثر سوداوية. ثمة من يقول إن الأزمة الإجتماعية والإقتصادية تلتف على رقاب كل اللبنانيين، أو بالأصح مش كلن، فلماذا شيطنة مدينة طرابلس؟ وماذا بعد يوم الغضب المرجح أن يتزايد ويتحول إلى فلتان أمني في ظل غياب أي حلول ناجعة إن على مستوى الأمن السياسي أو الإجتماعي؟

“ليست طرابلس بمدينة عابرة ولن يتمكن أحد من تركيع شعبها الذي قاوم الإحتلال السوري واليوم الإحتلال الإيراني”. كلام اللواء أشرف ريفي سبقته تغريدة عبر حسابه على تويتر: “وردني تقرير من مصدر أمني موثوق …”حزب الله” يخطط لإرباك الوضع في طرابلس من خلال شيطنتها ومدّ عملائه بالسلاح والذخيرة والمال سعيا، ولو وهما، الى الإمساك بطرابلس عبر مجموعات من المرتزقة”. لماذا طرابلس دون سواها؟ يقول ريفي: “لأن طرابلس مدينة الكرامة وقد خرجت على السلطة السياسية القائمة وسلطة الأمر الواقع  وشهرت سيفها عملا بقول الإمام علي: “إني لأعجب لمن لم يجد قوت يومه ولم يخرج شاهرا سيفه”.

مشهد الغضب في طرابلس لا يشبه سواه في أية بقعة على الأراضي اللبنانية أقله حتى اللحظة مع انعدام كل آفاق الحياة وأدناها “لا ماء، لا كهرباء، لا فرص عمل، مشردون جائعون، أطفال ينامون في العراء… هؤلاء هم الطرابلسيون الذين خرجوا شاهرين السيف ليقولوا إن مشكلتنا سياسية إجتماعية وليست أمنية. نحن نثق بالجيش ولن يتمكن أحد من أن يجرنا إلى مواجهة مع الجيش”.

وبالمباشر توجه ريفي إلى المجموعات التي تعمل على شيطنة طرابلس قائلا: “لن نكون ولاية إيرانية ولن يستطيع حزب الله أن يفرض علينا ما لا نقبله على رغم كل ممارساته الحثيثة من  خلال زرع مرتزقة في أحياء طرابلس وتمويلهم بالدولار والسلاح. نحن نعلم من هي هذه المجموعات ونعرف مكان تواجدها وسكنها، وقادرون على إخراجها بساعات. لكننا لا نريد استعادة تجربة 7 أيار، ولولا ثقتنا بالجيش لطردناها. فنحن أبناء كرامة وأسياد المدينة وليست هي. وعلى قدر التجويع يكون التحرك”.

لا ينكر ريفي المحاولات التي سعت إليها السلطة ولا تزال لاستخدام الجيش ووضعه في المواجهة مع أبناء طرابلس “ولولا العقلاء لكنا وقعنا في فخ الخديعة لأن الهدف هو معاقبة أولادنا الذين رفضوا الوصاية السورية ويرفضون الوصاية الإيرانية اليوم”… وماذا لو تمادت هذه المجموعات في محاولات شيطنتها؟ “القرار بيد الجيش والإتكال على عقلاء المدينة ووعي أبنائها. وإذا كان ثمة تقصيرمن قبل المؤسسة العسكرية فسنستعيد تجربة 7 أيار”.

“البلد رايح على إنفجار” رددها ريفي مرارا وتكرارا في كلامه إلى “المركزية” “والحل أو بداية الحل يكون من خلال حكومة أو هيئة إنتقالية إنقاذية وقد تتشكل بعد إعلان حال طوارئ وتسليم الجيش زمام السلطة لأن لا ثقة لنا بالسلطة السياسة. حتى لو تشكلت حكومة ستكون شبيهة بحكومات العهد، وليس خبراء أو سياسيين من هنا يبدأ الحل”. ويختم ريفي منوّها بحراك نقابتي المهندسين والمحامين وباللقاء المسكوني في الفاتيكان والدور الروحي والوطني الذي يؤديه البطريرك الراعي  “يكفي أن قداسة البابا قال عن هذه المنظومة بأنها سلطة بلا ضمير… فماذا بعد؟”.

بدوره يقول النائب السابق مصباح الاحدب ان ” المواجهات في طرابلس ليست بين الجيش والشعب إنما المجموعات المولجة حماية السياسيين”. ويضيف: “الرهان كان ولا يزال على الجيش على رغم كل المحاولات المغرضة في تشويه صورة أبناء طرابلس وإلصاق تهمة الإرهاب بهم. لكن الحقيقة تكمن في الدور المطلوب من الجيش وهو حماية السياسيين وعلى قيادة الجيش اتخاذ قرار حاسم فإما أن تكون مهامه حماية ابناء السلطة أو الشعب”.

الصرخة التي رفعها الأحدب اليوم تختصر باستقالة سياسيي طرابلس ما داموا قد تبرأوا من تأمين الأمن الغذائي والسياسي لشعبهم. وإذا ما استمر الجيش في ممارسة مهامه بنفس التعليمات علينا أن نتوقع الأسوأ”.

وترجمة الأسوأ تعني الفلتان والمواجهة مع الجيش التي ستمتد إلى كل الأراضي اللبنانية ” ويختم: “هناك خطة أمنية في طرابلس والكل يعلم من يملك السلاح ومن يحمي هذه المجموعات والقرار للجيش إما حماية الشعب أو الإنفجار”.