IMLebanon

باسيل “يحنّ” الى التسوية.. ليونة برتقالية لفرملة الاعتذار؟

بكثير من الانفتاح والمرونة، تكلّم رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، ليس فقط عن التأليف بل عن الرئيس المكلف سعد الحريري ايضا. فقد اكد أنّ “اعتذار الاخير عن عدم التشكيل هو خسارة بالنسبة الينا وليس ربحاً كما يعتبر البعض، بل نحن أكثر الخاسرين، ويحزننا جداً أن يعتذر، ونحن قمنا بكل شيء كي تنجح عملية التشكيل، ومستعدون للقيام بأي خطوة من شأنها المساهمة في استمرار الحريري بمهمته وعدم إضاعة المزيد من الوقت الذي يجب أن نستثمره في ضبط الانهيار”. ورداً على سؤال في شأن إمكان التفاهم مع الحريري إذا تشكلت الحكومة، قال باسيل “في الماضي تفاهمنا مع الحريري على الكثير من المواضيع، وبإمكاننا اليوم الاتفاق، ولا شيء من جهتنا يمنعنا من التفاهم معه، وأنا جاهز كما في السابق للنقاش في كل الأمور وسنجد مساحة مشتركة تصبّ في مصلحة الجميع”. وفي موضوع إصرار”التيار الوطني الحر” ورئيس الجمهورية على تسمية الوزيرين المسيحيين، أكّد باسيل أن “الرئيس عون لم يطالب يوماً بتسمية اي من الوزيرين المسيحيين، والاقتراح المنطقي يقضي بموافقة رئيس الجمهورية والرئيس المكلف على اسمين من لائحة مقترحة عليهما تتضمّن أسماء اختصاصيين غير محسوبين على أي منهما، فيتفقان على الإسمين بما يؤدّي الى الا يحصل رئيس الجمهورية بأي شكل على الثلث الضامن، ولا تنحصر كذلك التسمية بالرئيس المكلّف. كما انّ موضوع الثقة قد تمّت معالجته، فلماذا الاعتذار”؟

بحسب ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية” إن هذه اللهجة التصالحية لم تظهر من ذي قبل. صحيح ان باسيل كان يؤكد دائما تمسّكه بالحريري رئيسا مكلّفا، الا انه في معرض الخطاب عينه، كان يضع العصي في دواليبه متمسكا بالحقوق وبحصرية اختيار الرئيس ميشال عون للوزراء المسيحيين في الحكومة، ومتّهما الحريري بالعمل على عزل المسيحيين وبالافتئات على صلاحيات رئيس الجمهورية وتطويقه..

اليوم، اختلفت هذه النبرة، لتحلّ مكانها أخرى “عاطفية” من جهة، و”براغماتية” من جهة ثانية. فالى تعبيره عن حزنه في حال اعتذر الحريري، بدا باسيل يمدّ اليد اليه للذهاب معا نحو تسوية جديدة، مبديا “حنينا” الى التسوية الرئاسية التي تم ابرامها ابان انتخاب الرئيس عون والتي اسست لمرحلة تعاون وأكثر، بين الجانبين واستعدادا لإحياء “الزمن الجميل” بينهما. ولم يكتف بذلك بل ابدى ليونة “طارئة” في مسألة اختيار الحريري لوزير مسيحي وحيال منح لبنان القوي الثقة للحكومة العتيدة ايضا!

فماذا خلف هذا المنطق الجديد؟ تسأل المصادر. هل شعر باسيل والعهد بـ”السخن” بعد ان بات موقف الحريري شبه محسوم بالاعتذار، وبعد ان ايقنا ان ايجاد بديل لن يكون نزهة بل مهمة شبه مستحيلة سيما اذا قرر زعيم المستقبل عدم تغطية اي خلف له؟ ام ان كلام باسيل ابن لحظته ولن تكون له اي مفاعيل مستقبلية، اي ان في حال زار الحريري القصر حاملا تركيبة وزارية اخرى، سيرفضها عون من جديد؟

الى ذلك، يجب رصد ما اذا كان هذا الودّ البرتقالي، سيلاقي صدى في بيت الوسط، تتابع المصادر. فهل يمكن ان يفرمل اندفاعة الحريري نحو التريّث، فيجرّب مرة اخرى مع العهد- علّ الضغوط المعيشية والاستنفار الدولي لانقاذ لبنان الذي تجاوز المنظومة كلّها بعد ان ضاق الخارج ذرعا بفشلها وانانياتها وتعنّتها- يُسعفه في التشكيل، ام ان ما كتب قد كتب، والاعتذار مبرم لا تراجع عنه؟ فلننتظر ونر، تختم المصادر.