IMLebanon

إعادة إعمار المرفأ مشروع جاذب للاستثمار الدولي.. فمَن يفوز؟

رغم التسابق الدولي على اعادة اعمار مرفأ بيروت الذي دمره انفجار ٤ آب الماضي تبقى الامور مرهونة بتشكيل حكومة جديدة صاحبة الصلاحية في اختيار الشركة التي ستعيد الاعمار، علماً ان اكثر من شركة ودولة ابدت استعدادها لاعادة الاعمار لهذا المرفق الحيوي، حتى ان نقيب المقاولين اللبنانيين مارون الحلو ومؤسّس محطتي الحاويات في مرفأي بيروت وطرابلس أنطوان عماطوري قدّما مشروعهما الى رئيس مجلس ادارة مدير عام مرفأ بيروت عمر عيتاني بصورة رسمية على أن يعرض مشروعهما على مجلس الادارة، ثم على وزير الاشغال العامة والنقل باعتباره وزير الوصاية .

وهذا التسابق الدولي مردّه، وفق خبراء استراتيجيين، الى اهمية مرفأ بيروت ودوره خصوصاً انه يقع على سواحل البحر الابيض المتوسط ويملك اهم محطة الحاويات في المنطقة ويُعتبر ممرّاً للترانزيت الى بعض الدول العربية، اي انه بمثابة نافذة اساسية يمكن ان تطل منها الدولة التي تفوز باعادة اعماره الى العالم العربي كما كان يشكّل منافساً حقيقياً لمرفأ حيفا قبل وقوع الانفجار الآثم في ٤ آب الماضي.

وفي نظر الخبراء “إذا كان بعض الدول يتسابق للحصول على الامتياز لاعادة الاعمار، فإنه يعتمد على مالية الدولة اللبنانية التي تتراكم عليها الديون وترهن المرفأ لحوالي ٢٥ سنة، في حين أن مشروع عماطوري – الحلو فيعتمد على اعادة اعمار المرفأ لمدة ثلاث سنوات من خلال مداخيله، ما يعني ان الدولة اللبنانية لن تتكبّد اي مصاريف او تستدين، علماً ان على رغم مرور اكثر من ١١شهراً على الانفجار لم نرَ “ضربة معوَل” حتى اليوم في انتظار الحكومة الجديدة” .

وإذا كانت العيون شاخصة على مَن سيفوز بإعادة اعمار المرفأ “فإن العين الثانية ستكون متجهة نحو مَن سيفوز بمناقصة محطة الحاويات، خصوصاً أن الشركات المشاركة فيها تضمّ ممثلين عن دول مثل فرنسا وألمانيا والصين، كون هذه المحطة تشكّل أكثر من ٧٠ في المئة من نشاط المرفأ وقد مدّدت ادارة المرفأ للشركة المشغلة للمحطة وهي BCTC اكثر من مرة على امل اطلاق هذه المناقصة التي ستبلور مَن هي الشركة التي تمثل الدولة المعنية بإعادة اعمار المرفأ” بحسب الخبراء.

عماطوري: المشروع يُنعش الاقتصاد

واعتبر عماطوري عبر “المركزية” أنّ مشروعهما “من شأنه إنعاش الناتج المحلي وتوفير فرص عمل للبنانيين كما سيؤمّن للدولة مداخيل إضافية للاستثمار بحيث لن نحتاج إلى كامل المساحات المخصّصة حالياً للمرفأ بحسب الدراسة التي قمنا بها، بل سيُقتطع قسم منها وسيوزع على مستثمرين محليين”. مع التأكيد على أنّ هذا التصوّر لا يُلزم الدولة بأي استدانة أو مصاريف إضافية.

وأوضح ان “مساحة المرفأ مقسومة بين 30% حاويات و70% كارغو، وقال “اليوم، تكمن مشكلة المرفأ في أن مهلة المتعهّد في محطة الحاويات انتهت وانخفضت قيمة العملة، وبالتالي انخفضت قيمة المدخول”، لافتاً الى ان “دفتر الشروط كان قد أُنجز قبل الانفجار ولم تصدر المناقصة حتى الآن”، مطالباً بإطلاقها “كي يأتي مشغّل جديد”.

ولفت إلى أن المشروع “صنع في لبنان ومنجز من لبنانيين ملمين بقطاع المقاولات والعمل المرفأي ويؤمّن فرص عمل في هذه الظروف الاقتصادية كما مداخيل اضافية له .

ماذا عن بقية المشاريع؟

عندما وصل الرئيس الفرنسي في زيارته الاولى الى لبنان بعد الانفجار، اصطحب معه احد المستثمرين الفرنسيين من اصل لبناني ملمّاً بالعمل المرفأي ويملك احد اهم الشركات البحرية في العالم هو رودولف سعاده الذي ابدى رغبته في مزيد من الاستثمار في القطاع البحري فاشترى محطة الحاويات في مرفأ طرابلس وشارك في مناقصة محطة الحاويات في مرفأ بيروت عبر شركة  CGM-CMAالتي يمتلكها، حيث اعلن مديرها العام جو دقاق عن نية الشركة تنفيذ خطة لاعادة اعمار المرفأ على رغم الازمة السياسية في لبنان التي تحول دون اصدار قرارات في شأن المرفأ.

وقال دقاق في السياق: ان خطة الشركة التي عُرضت على السلطات اللبنانية للمرة الاولى في ايلول من العام الماضي تتضمن اعادة بناء الاحواض والمخازن المدمرة مع توسعة المرفأ وتحويله الى النظام الرقمي بتكلفة اجمالية تتراوح بين ٤٠٠ و٦٠٠ مليون دولار .

ثم دخلت المانيا على خط اعادة اعمار المرفأ عبر ممثلين عن شركة هامبورغ بورت للاستشارات وشركة هندسية تدعى “كوليرز “حيث قسمت المرفأ الى قسمين الأول يكون عبارة عن محطة الحاويات، والثاني يتمّ تطويره لبناء مدينة نموذجية صغيرة مُخصّصة للسياحة، ستكون عبارة عن أبنية خضراء وحديقة ومطاعم وشاطئ رملي.

ومن المقدّر أن تبلغ كلفة المشروع الذي سيتمّ على مراحل تمتدّ إلى عشرات سنوات بين 5 و15 مليار دولار، لكنّ المشروع الألماني يطالب بحكومة ذات مواصفات إصلاحية، وبالتالي تستطيع وضع برنامج بالاتفاق مع صندوق النقد الدولي، وهو أمر صعب.

كما ابدت الصين التي دخلت احدى شركاتها في مناقصة محطة الحاويات، رغبتها في الاستثمار في اعادة اعمار المرفأ، كما تركيا وروسيا التي وصل وفد منها الى لبنان وابدى رغبته ايضا في ان يكون لروسيا موطىء قدم في المرفأ .

ولكن كل ذلك يبقى مجمداً في انتظار تشكيل الحكومة العتيدة.