IMLebanon

مساع دولية متجدّدة للخرق حكومياً: هل تنجح؟

وضع بعض المراقبين الاتصالات الدولية التي انطلقت اثر الاجتماع الثلاثي الاميركي – الفرنسي – السعودي في ايطاليا، في اطار رسم خطةٍ لايصال الغذاء والدواء الى اللبنانيين والدعم للجيش، فقط لا غير، حاصرين اياها في الخانة “الانسانية” لا اكثر، لكنه تبين في الساعات الماضية ان هذه الجهود أوسع وأشمل، وان الملفّ السياسي الحكومي اللبناني حاضرٌ في صلبها.

ففي أعقاب محدثاتهما في الرياض، صدر عن السفيرتين الاميركية دوروثي شيا والفرنسية آن غريو بيان مشترك امس حمل اشارات واضحة الى مضمون المفاوضات. ومما جاء فيه: خلال زيارة العمل هذه، أكدت السفيرتان غريو وشيا على الحاجة الماسة إلى حكومة تتمتع بصلاحيات كاملة تكون ملتزمة وقادرة على تنفيذ الإصلاحات. وقد اشارتا إلى أن الحكومتين الفرنسية والأميركية، وكذلك شركاء آخرين يعتمدون التوجه نفسه، يقومون بمواصلة تقديم المساعدة الطارئة إلى الشعب اللبناني بما في ذلك الدعم الصحي والتعليمي والغذائي. كما شددت السفيرتان غريو وشيا على أن إجراءات ملموسة يتخذها قادة لبنان لمعالجة عقود من سوء الإدارة والفساد ستكون حاسمة لإطلاق دعم إضافي من فرنسا والولايات المتحدة والشركاء الإقليميين والدوليين.

الشأن الحكومي كان اذا قيدَ البحث بين العواصم الثلاث، ما يشير، وفق ما تقول مصادر سياسية مطّلعة لـ”المركزية”، الى ان الجهود الدولية لمحاولة تحقيق خرق في الجدار المسدود انطلقت من جديد. ولتوكيد الواقع هذا، كان اعلانُ وزارة الخارجية الروسية امس ايضا، ساعاتٍ قليلة قبيل البيان الثنائي المشترك، عن اتصال هاتفي جرى بين الممثل الخاص لرئيس روسيا الاتحادية في الشرق الأوسط وبلدان أفريقيا نائب وزير الخارجية الروسية ميخائيل بوغدانوف والرئيس المكلف سعد الحريري. وعرض الرئيس الحريري أثناء المكالمة لوجهة نظره وتقييمه ورأيه في ما يتعلق بتطور الأحداث الاجتماعية والسياسية والاقتصادية في لبنان، والذاهبة في اتجاه مزيد من التعقيد والصعوبات. في المقابل، تابع البيان، أكد الجانب الروسي على ضرورة دعم كل الجهود في سبيل الإسراع بتشكيل لبنان حكومة مهمة قادرة، من التكنوقراط، برئاسة الرئيس سعد الحريري. كما شدد على ضرورة الوصول إلى توافق وطني بين كل القوى السياسية والطائفية الأساسية الفاعلة، على مبادئ الوحدة الوطنية ووحدة الأراضي اللبنانية والاستقلال والسيادة. وضمن هذا الاتجاه، تم التأكيد وفق البيان، على توجهات موسكو في متابعة الاتصالات المكثفة مع ممثلي القوى الاجتماعية السياسية الفاعلة في لبنان، بالاعتماد على الرصيد القوي لعلاقات الصداقة التاريخية الروسية اللبنانية، المبنية على المصالح المشتركة بين البلدين.

هذه المعطيات الدولية الجديدة، بتزامُنِها، ومضمونِها، سيما لجهة تمسّك الروس بالحريري رئيسا مكلّفا، من شأنها ان تفرمل اندفاعة الاخير نحو الاعتذار، دائما وفق المصادر. فعلى الارجح، ستحاول موسكو – في ضوء محادثات الرياض التي يبدو لم تعد بأيّ “رفضٍ” سعودي للحريري، او لمست “لا ممانعة” لتكليفه – التواصلَ من جديد مع اللاعبين المحليين والاقليميين المقرّبين منها، اي ايران وحلفائها في لبنان، لحثّهم على خفض السقوف والذهاب نحو التشكيل سريعا، وقد تكون روسيا تعوّل هنا على المرونة التي طبعت في الايام الماضية خطابَ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل.

لكن هل تنجح هذه المساعي في تحقيق خرق؟ التجارب غير مشجّعة. واذا فشلت، فإن الخارج يحضّر خطة بديلة لتأمين الحد الادنى من الدعم المادي للشعب اللبناني المسكين “المخطوف”، ليتمكّن من الصمود، تختم المصادر.