IMLebanon

لبنان-السعودية… إعادة تصدير الأمل

كتبت أنديرا مطر في القبس:

يواصل السفير السعودي في بيروت وليد بخاري مساعيه مع المسؤولين اللبنانيين، من سياسيين وأمنيين وهيئات اقتصادية، لحثهم على اتخاذ كل الإجراءات الآيلة الى وضع حدٍّ نهائي وجذري لاستخدام لبنان معبراً وممراً لتهريب المخدرات الى المملكة العربية السعودية.

وفي هذا الإطار، يلتقي بخاري الثلثاء الهيئات الاقتصادية لمناقشة لائحة الحلول التي تقدمت بها الهيئات، ووافق عليها الجانبان السعودي واللبناني، وللتباحث في الخطوات المقبلة.

وينتقل السفير البخاري الى المقر العام لحزب «القوّات اللبنانيّة» في معراب، حيث يعقد مؤتمراً صحافياً مشتركاً مع رئيس حزب القوات سمير جعجع تحت عنوان «لبنان – السعوديّة إعادة تصدير الأمل»، في حضور شخصيات اقتصادية وزراعيّة.

وقد أطلق الإعلان عن المؤتمر المشترك الآمال بعودة السعودية عن قرارها السابق بحظر دخول المنتجات اللبنانية الى أراضيها، والذي ستكون له انعكاسات إيجابية في ظل الازمة الاقتصادية الخانقة.

وقالت مصادر ان برنامج اللقاء سيتضمن كلمات لجعجع وبخاري يتخللها مناقشات مع أهل الاختصاص ويختتم بقراءة توصيات.

حزب القوات اللبنانية يعتبر هذا الموضوع أولوية في المرحلة الراهنة، ويتابعه مع المسؤولين السعوديين ومع القطاعات المتضررة من الحظر، لا سيما المزارعون والمصنعون، ومعروف أن علاقة مميزة تربط «القوات» اليوم بالسعودية انطلاقاً من الحرص على علاقات لبنان العربية والغربية، على ما يؤكد لـ القبس رئيس الدائرة الإعلامية في حزب القوات شارل جبور.

وانطلاقاً من هذه العلاقة المميزة التي يحكمها عامل الثقة تضع «القوات اللبنانية» كل ثقلها من أجل رفع الحظر عن التصدير الذي اتخذته المملكة عن حق، لأنه من غير المسموح أن يتحول لبنان الى معبر لتصدير المخدرات الى السعودية وغيرها، او يتحول الى منصة لاطلاق المواقف والعمليات العدائية ضد الدول الشقيقة بما يهدد أمنها واستقرارها.

وبحسب جبور، يدخل المؤتمر المزمع عقده اليوم ضمن هذه المساعي، لان لبنان لم يصل الى ما وصل اليه سوى نتيجة ضرب هذه العلاقة المميزة وربطه بالمحور الإيراني على حساب «الأكسجين» الذي يتنفسه مالياً اقتصادياً من الدول الخليجية والدول الغربية بشكل عام.

وعما اذا كانت هذه الجهود ستثمر قريباً، يؤكد جبور أن كل مسعى لا بد ان يفضي الى الخاتمة المرجوة، خصوصاً أن السعودية لديها كامل الاستعداد للوقوف الى جانب لبنان كما كانت دوماً شرط ألا تنقلب هذه المساعدة الى تعدٍّ عليها، و«لو كانت السعودية في غير وارد الوصول الى نتيجة ما كانت لتفتح نقاشاً ومباحثات على هذا المستوى»، يضيف جبور، ويؤكد لـ القبس أن «هناك نية لإعادة العمل بالتصدير. فالسعودية ليست في موقع من يطلق رسائل ويوهم اللبنانين، اما توقيت هذا القرار فعائد للمملكة، مع التأكيد ان اللقاءات هي جزء من الاستعداد والتهيئة لتحضير الأرضية اللازمة له».

جهود لجنة الصداقة

رئيس هيئة تنمية العلاقات الاقتصادية اللبنانية ــــ الخليجية إيلي رزق أشاد بدور السفير السعودي لإيجاد حل لهذه الازمة، لافتا الى مواكبة لبنانية له على اكثر من مستوى. منوهاً بالتنسيق التام بين القوى الأمنية اللبنانية والسعودية الذي أفضى الى كشف وضبط العديد من عمليات التهريب، علما بأن القاصي والداني يعلمان أن المخدرات تأتي عبر الأراضي السورية وبشهادات منشأ مزورة ليتم تصديرها من مرفأ بيروت.

نيابياً، يتولى النائبان شوقي الدكاش وميشال ضاهر هذا الملف من ضمن اللجنة الاقتصادية النيابية. مع الإشارة إلى أن النائب ضاهر قام بإصلاح السكانر الموجود في مرفأ طرابلس، ومعبر المصنع البري. وفي الأيام القليلة المقبلة سيستقبل مرفأ بيروت سكانر جديداً، تبرعت الجالية اللبنانية في الرياض لبناء الغرف له.

وبانتظار إيجاد حل نهائي لهذه الأزمة، تعمل السفارة اللبنانية في الرياض مع المسؤولين السعوديين للإفراج عن مستوعبات وصلت الى مرفأ جدة قبل صدور قرار الحظر ويمنع إدخالها، رغم ان ملكيتها تعود الى مصانع لبنانية لها باع طويل في التصدير الى الممكلة ولم تقم يوما بتهريب الممنوعات.

كل هذه الجهود على كل المستويات الأمنية والسياسية والتي يواكبها السفير السعودي في بيروت لا بد ان تؤتي ثمارها، «نتمنى صدور القرار غداً ولكن لن نستبق الأمور ولكن كل جهد في هذا الاطار مشكور ومقدر» يقول رزق.

الحريري يلتقي السيسي الخميس

رغم هول الانهيار وتبعاته على اللبنانيين من فقدان للكهرباء والبنزين والدواء والغذاء، يبقى التريث عنوان المرحلة، حكومياً، بانتظار محطة دولية من هنا ولقاء من هناك، وآخرها التعويل على لقاء الرئيس المكلف سعد الحريري مع الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي الخميس المقبل.

وفي السياق أعلن القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش أن «حَسْم الرئيس المكلف خياره بالاعتذار يحتاج أربعة إلى خمسة أيام».

أما قضائياً، وعلى مشارف السنة الاولى من مأساة تفجير مرفأ بيروت، يواصل أهل السلطة الالتفاف على التحقيقات والمماطلة في رفع الحصانات، في وقت يظهر أهالي الشهداء إصراراً وعزيمة على الوصول الى الحقيقة، كما المحقق العدلي في الملف القاضي طارق بيطار الذي أكد الاستمرار في مهمّته الشاقة.