IMLebanon

خلف: إننا في صمود ثابت ونضال مستمر من أجل لبنان

عقد في “بيت المحامي في بيروت”، لقاء حواري مع المحامين الشباب في لبنان، في إطار برنامج التضامن مع نقابة محامي بيروت، تضمن مداخلات لنقباء محامين عرب واجانب.

شارك في اللقاء، الى رئيس نقابة محامي بيروت ملحم خلف ورئيس نقابة محامي طرابلس محمد مراد واعضاء مجلس النقابة ونقباء محامين سابقين في لبنان، رئيسة اتحاد النقابات في أوروبا والنائبة السابقة لنقيب المحامين في باريس دومينيك اتياس، رئيس المجلس الوطني لنقابات المحامين في فرنسا جيروم غافاودان، رئيس اتحاد المحامين العرب نقيب مصر رجائي عطية، نقيب محامي العراق اياد الصدي، رئيسة مؤتمر نقباء المحامين في فرنسا وخارجها هيلين فونتين، ممثلة نقيب المحامين في باريس ونائبة رئيس المجلس الوطني لنقابات المحامين في فرنسا والنقيبة السابقة للمحامين في باريس ماري ايميه بيرون، نقيب المحامين في ليون سيرج ديغاس، نقيب المحامين في مونبلييه نيكولا بيديل دي بازارينغيس، ممثل نقيب المحامين في هوت دو سين النقيب السابق للمحامين في هوت دو سين فنسنت رئيس لجنة ممارسة القانون في المجلس الوطني لنقابات المحامين في فرنسا والعضو السابق في مجلس نقابة المحامين في باريس مارتن برادل، العضو في مجلس نقابة المحامين في مونبلييه امين فراج، وحشد من المحامين.

بداية، النشيدان الوطني والنقابي، ثم قال خلف: “لا يسعني في هذه المناسبة إلا التنويه، بالعلاقات المميزة التي تربط اللبنانيين والمحامين منهم بإخوانهم في الدول العربية، والتذكير بدور لبنان المشارك في تأسيس الجامعة الدول العربية من خلال بروتوكول الإسكندرية سنة 1944، ودور نقابتي المحامين في بيروت وطرابلس في تأسيس إتحاد المحامين العرب من خلال المشاركة في المؤتمر التمهيدي الذي انعقد في دمشق سنة 1944، العام نفسه. هذا يجسد، مدى التحام لبنان ونقابتي المحامين فيه، بالروابط العربية، والتي تبقى مصدر فخر واعتزاز لكل اللبنانيين والمحامين”.

وأضاف: “زميلاتي وزملائي من كل أقطار الأرض، اليوم، نقف متضامنين مع أهل الحق، نقف متضامنين مع الناس الموجعين، نقف متضامنين مع المتروكين. اليوم، هو يوم تضامن فعلي ليس فقط مع المحامين بل مع كل اللبنانيين. اليوم، أتوجه إليكم لا بصفتي نقيبا للمحامين وحسب بل بصفتي مواطنا-كسائر المواطنين-غاضبا مقهورا معذبا؛ وأنتم تسمعون أنين وجع اللبنانيين؛ وأنتم تشعرون بهدير غضبهم، وقد وصل صريخ وجعهم الى كل أصقاع الأرض… فأقول لكم أنه:

يوم يفشل المعنيون في إخراجنا من الأزمات وإنقاذ ما تبقى من وطن وجمهورية وإنسانية،

يوم تهمش مطالب الناس المحقة في إعادة تكوين السلطة والعبور الى الدولة: دولة القانون، دولة العدالة، دولة الحق والحقوق…دولة الإنسان،

يوم تحول دولة لبنان الكبير من دولة مشاركة في صياغة شرعة حقوق الإنسان الى دولة بوليسية أمنية منتهكة لكل أنواع حقوق الإنسان وممتهنة لكل انواع الترهيب والتخويف والوعيد،

يوم يعطل عمل القضاء ويعرقل الولوج للعدالة وتحول أروقة قصور العدل والمحاكم العسكرية الى مذبحة لإستقلالية القضاء والى مهزلة الإنحراف في تطبيق القوانين والإستنكاف عن إحقاق الحقوق،

يوم تعود لغة الإنتقام وإستفاء الحق بالذات وشريعة الغاب وعدالة القبائل،

يوم يضرب المحامي ويسجن خلافا لكل الأصول والنصوص والأعراف ويمنع من ممارسة مهنته،

يوم يضطهد القاضي النزيه الكفوء الباحث عن الحقيقة وحامي الحقوق،

يوم يهدر مستقبل الناس وتضيع مدخراتهم وودائعهم في المصارف، ويمنع التدقيق المالي الجنائي، ويعجز تواطؤا عن مكافحة الفساد، ويخفق في تسيير كل القطاعات وفي تأمين الحد الأدنى من العيش الكريم،

يوم تفجر العاصمة بيروت وأجساد الأبرياء بأكبر جريمة مركبة في تاريخ الوطن، ولا يرف جفن، وتتعثر مسارات القضية وتطمس الحقائق وتغتال العدالة،

يوم يصل الوضع الى ما نحن عليه لينفجر بوجه الأبرياء على الطرقات، في متاجر المواد الغذائية، في الصيدليات، في المصارف، في محطات الوقود،

يوم ترفض كل المبادرات للخروج من الأزمة الأخلاقية التي أوقعت بها البلاد،

يوم ندخل زمن البؤس والذل والتفرد والإستغلال والسقوط،

يوم يلوح بالحروب والتقاتل والفوضى،

يومها، إعلموا جيدا أن نقابة المحامين هي رافعة وطن، وهي ملجأ لكل مواطن ومستضعف، وهي حصن للحريات العامة وحقوق الناس، وهي متأهبة لإيجاد الحلول”.

وتابع: “إن نقابة المحامين في بيروت، ولأنها تزعج من يقسم الوطن، ولأنها تستفز من يستولي على الدولة، ولأنها تطالب بكشف من يفجر العاصمة بيروت، ولأنها تتعب من يعرقل العدالة، ولأنها تقلق من يقمع الحريات، ولأنها تخيف من ينتهك الحقوق، ولأنها تغضب من يسرق الأموال، ولأنها تقهر من يقهر الناس، ولأنها تحارب على كل الجبهات وعلى كل المستويات، لتنقذ الوطن والدولة والعاصمة والعدالة والحريات والحقوق والأموال والناس، من أجل كل ذلك، هي والمحامون المنتسبون إليها في صمود ثابت ونضال مستمر من اجل لبنان والإنسان فيه. اليوم، بتضامنكم معها، التاريخي، اشتدت إرادتها وعزيمتها وقدرتها وشجاعتها كي لا تترك الناس مهما تعاظمت التضحيات”.

والقى رئيس المجلس الوطني لنقابة المحامين في فرنسا كلمة قال فيها: “نحن اخوة في حبنا للديموقراطية والدفاع عن قيم الحرية، نشيد بارادة النقيب في بث روح الإنفتاج والدينامية ووقف انهيار المؤسسات في لبنان وما يمكن للنقابة ان تقوم لأجل ذلك”.

كما أشار إلى أنه “نحن هنا لنتضامن معكم بروح الخدمة والتواضع، أتينا لنبرهن لكم صداقتنا ولنستلهم منكم المثال الذي سيحركنا ولنستمع الى ما تودون قوله. انتم تبثون روح الشجاعة في نقابتكم وهذا جد مهم في هذه الأوقات الصعبة. وتضامننا هو التضامن مع دولة القانون والجمهورية، وهذا يتجسد من خلال المواطنين، فمن دون المحامين لا يمكن للمواطنين الوصول الى حقوقهم والى الحرية والحفاظ على السرية المهنية وحق الدفاع. فلا مواطن حر من دون محامين، وانتم في هذه النقابة وبما تمثلون قادرون على ان تقولوا للطبقة السياسية لديكم وللمواطنين لان يتماسكوا ولنفكر ولنتقدم لنبني انفسنا ونعيد كتابة الديموقراطية”.

وختم: ” باسم 71 الف محامي في فرنسا أعلن اننا الى جانبكم ونستمع اليكم ومعجبون بكم وانتم مثال لنا”.

وقالت رئيسة اتحاد النقابات في أوروبا: “ان نقابتي بيروت وطرابلس غاليتان على قلوبنا. لطالما جسد لبنان مثالا لنا، مثال عن الحياة والتصميم والشجاعة. أنا امثل 250 نقابة في اتحادات نقابات أوروبا وهي الى جانبكم وتدعمكم؟ ان الملايين من المحامين يدعمونكم، ونقيبكم توجه اليهم وهي سيتحركون نحو كل سلطات بلدانهم ليقولوا لا تنسوا لبنان”.

اضافت: “شهران ونقابتكم في اضراب للدفاع عن دولة القانون المهددة بشدة، ولاستقلال القضاة والمحامين. واحترامي لكل الإعضاء الذين يعملون من دون كلل على حسابهم وعلى حساب امنهم احيانا”.

وقال رئيس اتحاد المحامين العرب: “أشعر برضى عميق ان اشارككم هذا اليوم وهذا الجمع وهذه الدعوة، وهذا دليل على ان انفاسكم لن تخمد وانكم في الطليعة. لقد سمعت عرضا لما يجابهه لبنان الشقيق، هناك مشاكل تعترض القضاء وتهدد استقلاليته مشاكل تعترض المحاماة وتهدد رسالتها، مشاكل تعترض الديموقراطية وتهدد اداءها وفعاليته ومشاكل تشريعية لرد الأمور الى نصابها. ان الذين تصدوا في لبنان ازاء هذه القضايا والمعضلات المتشعبة هم المحامون”.

وأكد أنه “أتينا الى لبنان حبا بلبنان، وكلنا أمل ان يعود لبنان قبلة العرب وان يتجاوز كل المشاكل التي تعترضه في القضاء والمحاماة والإقتصاد، والأمل معقود عليكم وجئنا لنضع ايدينا بايديكم تحقيقا لما تبغون”.

وشدد نقيب محامي العراق على “التضامن والوقوف الى جانب نقابتي بيروت وطرابلس في نضالهما وجهادهما الوطني”. وقال: “ان الموقف المهني الذي يربط المحامين في دولنا يجب ان يأخذ مداه الأبعد. معاركنا واحدة، ومهمة المحامي في بلادنا لا تكمن في التوكل امام المحاكم فقط، فالمحامون الآن يقفون الى جانب شعوبهم من اجل حقوقهم الوطنية والدستورية المتعلقة بقضاء نزيه وعادل وببناء الدولة والمؤسسات الدستورية، وعلى المحامين ان يكونوا شركاء في عملية سن القوانين والتشريعات”.

وقالت النقيبة السابقة بيرون: “نحن هنا متضامنون مع محامي لبنان ونقابة المحامين. أنتم تمرون في ظروف غير مسبوقة، ونحن نعبر لكم عن التزامنا وتضامننا معكم، التضامن والزمالة هما قسمنا وقسمنا هو حماية قيم مهنتنا، فاستقلالية المحامي عن مختلف المؤسسات القانونية والقضائية والحكومية امر اساسي، لانكم مع النقباء حصون للحرية والديمومقراطية وسندافع عنها في العالم كله، نحن من جميع دول العالم الى جانبكم”.

اما رئيسة مؤتمر نقباء المحامين في فرنسا وخارجها فقالت: “نحن هنا لنعبر عن تضامن المؤتمر وما يمثل معكم، انتم رأس حربة للحرية، حرية التعبير والحقوق الاساسية وللقيم. ما تقومون به مهم جدا، لقد سمعنا ما قاله النقيب ولكن يجب ان تعرفوا ان النضال لا بد أن يثمر في النهاية وانتم على الطريق الصحيح”.

من جهته، قال النقيب مراد: “لا غرابة في ان نرى المحاماة تواجه ما تتعرض له هنا وهناك، لان رسالتها هي الحق والحرية والديموقراطية، فقد تواجه هذه القيم اخصاما لها، وما حصل في لبنان ليس غريبا ولكن نحن لا نريده ان يكون، لان رسالتنا هي الدفاع عن الحق والانسان والكرامة الانسانية”.

وقال نقيب المحامين في مونبلييه: “تنفذون الاضراب من اجل بلدكم وحريتكم وحرية مواطنيكم، ونضالكم. جميع المحامين متضامنون من اجل مساعدتكم، واؤكد لكم اننا لن ندعكم تسقطون”.

وبعد وقفة المحامين في قاعة “الخطى الضائعة” في قصر العدل في بيروت، ومسيرة راجلة من “بيت المحامي” اتجاه قصر العدل، قال نقيب المحامين: “يا قضاة لبنان، من هذه القاعة، في قلب قصر العدل في بيروت، قصرنا، وقبل كل شيء قصر المتقاضين الذين لهم علينا واجب خدمتهم وحمايتهم، أتوجه إليكم بنداء علني: اليوم، أناشدكم، أمام زميلاتي زملائي، في بيروت وطرابلس وفرنسا وأوروبا ومصر والعراق والدول العربية، المتواجدين معنا ليشهدوا على ندائي.

يا قضاة لبنان، أناشدكم بكل صراحة ووضوح وجدية:

دعونا ننسى خلافاتنا وننقي علاقتنا.

دعونا نتقبل اختلافنا كما هو، ولكن فلنؤمن بمساواتنا وبالندية.

دعونا نستفيد من خصوصية كل واحد منا، ولكن فلنتجنب الفئوية المهنية.

دعونا نطبق القوانين والأصول التي ترعى مهنة المحاماة والقضاء، ونجعل روح النصوص لا تقل أهمية عن حروفها.

دعونا نضع الأولوية أننا في خدمة هذا الشعب الذي يتم تحقيق العدالة بإسمه.

دعونا لا ننسى قسمينا، ولنطبق كل كلمة فيهما”.

وأضاف: “لبنان في ظلام وظلمة والناس خائفون والمؤسسات تنهار. لنجعل العدالة مثالا لما يمكن أن يكون عليه لبنان الجديد. دعونا نعمل معا من أجل الصالح العام. دعونا نطمئن الناس. دعونا نلاحق المسؤولين عن مصائبنا، أولئك الذين قتلوا، أولئك الذين نهبوا، أولئك الذين يعتقدون أنفسهم فوق القانون، أولئك الذين يعتقدون أنهم يستطيعون الإفلات من العدالة، ما دمنا غير متحدين سينتصرون هم ويخسر لبنان. ولا بد أن ننتصر معا”.