IMLebanon

الحريري: لن أسمي أحدًا… تحالف “الحزب” وعون مشكلة لبنان

أكد الرئيس سعد الحريري أنه “لم يفرض أي شرط على رئيس الجمهورية ميشال عون في المهلة التي أعطيته إياها وأنا ذهبت إلى قصر بعبدا بكل انفتاح. وأنا لم أرفض التشاور مع عون إلا أنني تناقشت معه بموضوع الثقة فأنا أفاوض رئيس الجمهورية على 8 وزراء إذا احتسبنا حصة “التيار” ولكنه أبلغني أن 3 نواب تقريبًا من ضمن “لبنان القوي” سيعطون الثقة لا كل التكتل”.

وأضاف، في حديث لـ”الجديد” بعد اعتذاره: “المشكلة اليوم أن عون يريد ورقة الرئيس نبيه بري ولا يريد إعطاء الثقة في المجلس النيابي كما أنه يريد الثلث المعطل في الحكومة. تمنى علي بري والفرنسيين التوجه من حكومة من 18 إلى 24 وزيرًا لانجاح المبادرة ولكن الأبواب كانت مقفلة وفي كل مرة تتم الموافقة على حقيبة تُخرب ثانية ووجدت اليوم نفس الحديث مع عون وقدمت تشكيلة فيها اختلافات بالوزارات السيادية ولكني أعطيت عون حصته وقمت بواجبي”.

ولفت إلى أن “أساس الاعتذار إذا لم أستطع أن أشكل الحكومة فالبلد بحاجة إلى حكومة ورئيس الجمهورية حامل السلم بالعرض مع تشكيل حكومة مع سعد الحريري. فأنا عندما استقلت بالـ2019 استقلت لأنني أريد حكومة اخصائيين وإذا أردت أن أشكّل حكومة ميشال عون لن أنقذ البلد وأنا غيّرت الحقائب السيادية وأعطيت 8 حقائب لرئيس الجمهورية وأفسحت المجال لتغيير “اسمين تلاتة”.

وتابع: “هناك فريق قرّر أن يعذّب البلد ويأخذنا إلى جهنم وكل العقبات التي واجهتها بسبب هذا الفريق وإن اعتذاري عن التشكيل هو لأني رأيت أن رئيس الجمهورية لا يريد أن يشكّل وعندما يقرر عون متى الاستشارات أتحدث مع حلفائي ونقرّر ماذا سنفعل. tهل مشكلة البلد مسلم-مسيحي؟ مشكلة البلد أن ليس هناك إدارة صحيحة. أنا لا أستطيع أن أقدّم تشكيلة للحكومة ورئيس الجمهورية لا يريد إعطاء الثقة بل يريد الثلث المعطل وكلكم تعرفون أن هذه ليست طريقة لتشكيل الحكومة”.

واعتبر أن “الحل للأزمة هو بتشكيل الحكومة وحين تتشكّل يجب أن تعمل على الإصلاحات وإجراء الانتخابات والتفاوض مع صندوق النقد الدولي لا أكثر. لا تواصل مع “حزب الله” وسأترك الناس لكي تحكم إذا سهلوا وساعدوا في تشكيل الحكومة. أنا إنسان واضح لا أؤمن بالفراغ ولن أسمح أنا أكون جزءًا من الفراغ وإذا كان يريد عون أن يبقى الفراغ لآخر عهده فهذا قراره ولا أحد يطلب مني أن أفعل كل شيء وأضحي وغيري لا. ولكن “من الآخر” لن نسمي أي اسم لرئاسة الحكومة ولكن لن نعطّل ولن نوقف البلد”، مردفًا: “خلال سفري كان هاتفي مفتوحًا 24/24 ولم يتصل بي أحد من أجل الحكومة. كنت حريصًا على فتح القلوب وتصفيتها مع عون خلال اللقاءات التي جمعتنا ولقاءاتي في بعبدا انحصرت بيني وبينه ولكن “ما بعرف شو كان يصير بس فل”.

ورد الحريري على رئيس الحزب “التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط بأنه “أجهض مع عون المبادرة الفرنسية”، قال: “إذا مفكرني إني جزء من الإجهاض أشكره على تصريحه ونحن ضد الفراغ “ونقطة على السطر”. هناك انتخابات قادمة وموعدنا مع كل الذين مشوا ضدّ المبادرة الفرنسية وأثبتت الدولة اليوم أنها فشلت بإدارة كل القطاعات بينما القطاع الخاص نجح كما في كل الدول”.

وأردف: “قرار رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع كان بعدم إعطاء الثقة أو المشاركة في الحكومة حاولت معه مرّة ومرتين ولم يتجاوب فإن سعد الحريري لأنه سني وطني ممنوع عليه أن يسمي الوزراء فقط عون يحق له أن يسمي”، معلنًا أنه “لن يصوّت لجعجع مرة أخرى في الانتخابات الرئاسية فهو رشّح عون وحمّلني المسؤولية”.

وقال: “أريد أن أشكر بري على وقوفه معي في هذه المرحلة وهو كان هدفه الأساسي أن تتشكّل الحكومة. “حزب الله” يقول إنه ضغط على رئيس التيار “الوطني الحر” النائب جبران باسيل لكن أنا لم أراه ولا أحد يصدّق فهو لم يقم بالجهد الكافي للخروج من أزمة التأليف. إن الاجتماع مع باسيل لا يحل المشكلة فمشكلتهم هي سعد الحريري وأخطأت عندما اعتبرت أن هناك حسن نية فميشال عون يريد حكومة ميشال عون”.

وعلّق عن عدم زيارته السعودية، فقال: “أيمتى ما بدي بروح على السعودية بس أنا ما عم روح والسبب بالبداية هو كورونا”. المملكة العربية السعودية لديها مشكلة مع “حزب الله” ومشكلة مع لبنان. السعودية لم تعطنا سوى مساعدات ولم تعطنا سلاحًا ولا “7 أيار” ولم تفرّق اللبنانيين وهي لديها مشكلة مع “حزب الله” لا مع بري ولا فرنجية ولا أرسلان ولا جنبلاط. السعودية منحت السلام للبنان وتريد الخير لكل اللبنانيين. إذا كان فريق 8 آذار حريصًا فعلاً على السعودية فليتوقف عن شتمها وتصدير الكبتاغون والتدخل بالشؤون العربية”.

وشدد على أن “المشكلة الأساسية اليوم في البلد هي تحالف عون مع “حزب الله” والأخير منذ التسعين وحتى اليوم ضدّ كل الأمور الإصلاحية. فإذا نظرنا إلى المؤتمرات الدولية التي قام بها الرئيس الشهيد رفيق الحريري وسعد الحريري فنرى أننا استعطنا أن نُدخل إلى البلد 33 مليار دولار”.

وذكر: “أنا دفعت ثمنًا في الانتخابات السابقة ودفعت ثمن انقسامات داخل “المستقبل” لأنني لم أقف مع طائفتي ولأنني وقفت مع كل اللبنانيين وبالنسبة لي إذا كان المسيحي بخير المسلم بخير ولبنان كله بخير. أنا أؤمن بالحوار ولا أريد مشكلة “سني-شيعي” في البلد وحماية لبنان هي الأساس”.

وعن زيارته لمصر، كشف الحريري عن أنه “لم يكن هناك أي نقاش خلال اللقاء مع الرئيس عبد الفتاح السيسي حول الاعتذار والكلام الذي نقل حول اللقاء غير دقيق. ناقشت مع السيسي ملف الغاز لتخفيض فاتورة الكهرباء عبر الحكومة الجديدة رغم أنني لست رئيسها وأنا ذهبت إلى مصر لاستجرار الغاز المصري عبر سوريا واستطاع الأردن إقناع الأمركيين بهذا الأمر”.

واعتبر أن “السابقة التاريخية هي إرسال رئيس الجمهورية رسالة إلى مجلس النواب لسحب التكليف من سعد الحريري وهذا لم يحصل لا قبل الطائف ولا بعده”.

وعن المحكمة الدولية، قال: “أنا ابن شهيد وبالنسبة لي الحقيقة مقدسة، في لحظة اغتيال والدي عرفت أن القضاء اللبناني لا يستطيع الوصول إلى الحقيقة، وارتضينا أن نذهب إلى المحكمة الدولية كلّفت دماء وقافلة شهداء واشتباك سياسي لمعرفة الحقيقة وارتضينا في تلك اللحظة ان نرضى بقرارها مهما كان. هل تظنون أنني راضٍ على أن المحكمة غير قادرة على إدانة منظمة إنما افراد؟ وهل سليم عياش يقود دراجة في “حزب الله” مثلًا؟ الدولة اللبنانية اليوم تعلم أن سليم عياش متهم باغتيال والدي فلتسلمه للمحكمة الدولية وممنوع عليّ أن أدفع وأشقائي للمحكمة والعائلات البيروتية تبرّعت بذلك”.

وعن انفجار مرفأ بيروت، اشار الحريري إلى أنه “إذا كنا فعلًا نريد الوصول إلى حقيقة في قضية مرفأ بيروت علينا الذهاب إلى تحقيق دولي. “انشالله ينحبس مين ما ينحبس في قضية المرفأ” ولكن هل هذا هو فعليًا سبب الانفجار؟ هناك نيترات وصلت إلى بيروت وفُجّرت فيها وما أريده هو معرفة من جاء بالنيترات إلى المرفأ”.

وعن سؤال “إذا استدعاك التحقيق الدولي بتروح؟”: “إي بروح”. كما توجه لأهالي الشهداء قائلًا: “لا تضيعوا وقتكم مع القضاء وحتى لو سجن فلان وعلتان ماذا يفعل مع من أحضر النيترات ووضعها وتصرف بها؟”.

وعن الأزمة المالية، قال الحريري: “خسرت الكثير من المال في لبنان وأنا كنت مليارديرًا ولم أعد كذلك بسبب لبنان. المشكلة ليست في وجود دين عام فكل الدول ومن بينها الولايات المتحدة لديها دين عام لذا فالمسؤولية لا تقع على عاتق حاكم مصرف لبنان رياض سلامة وحده وأنا أريد تدقيقًا جنائيًا شاملًا ولا أريد أن أحمي أحدًا والمرتكب “ستين عمره ما يرجع”.

وختم: “أنا قادر على تثبيت سعر الدولار والتفاوض مع صندوق النقد وواثق من الفوز في الانتخابات النيابية إذا شكّلتُ حكومة. وموعدنا في الانتخابات للردّ على كلّ الحملات التي طالت “المستقبل” من قبل “التيار”. الثورة علمتنا أننا أخطأنا في بعض المواقف ودفعتنا لإجراء مراجعة فولكن أنا ضد إقفال الطرقات والاحتقان في الطرقات والحل في صناديق الاقتراع”، لافتًا إلى أن “هناك دعاوى بحقي في السعودية بسبب تصفية الشركة وهذا الأمر يتم العمل على حله”.