IMLebanon

عون والحريري يفتحان أبواب جهنم على لبنان

كتب عمر البردان في “السياسة” الكويتية: 

دخل لبنان أمس منعطفاً بالغ الخطورة بعد تقديم الرئيس سعد الحريري اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة الى رئيس الجمهورية ميشال عون في اجتماعهما الثاني، أمس، ما فتح الباب أمام سيناريوهات كارثية سيواجهها لبنان، الغارق في بحر من الازمات على شتى الاصعدة، وسط الكثير من الاسئلة عن مستقبل الوضع في البلد في مرحلة ما بعد الاعتذار، وفي ظل مخاوف جدية على الاستقرار الامني الذي بات مهدداً أكثر من أي وقت مضى، حيث صدرت دعوات للجيش للامساك بزمام الامور.

وقد بدا واضحا من كلام الحريري بعد خروجه من اللقاء مع عون أن الاخير كان اتخذ قراره بعدم تسهيل مهمة الرئيس المكلف، بدليل قوله له “إننا لن نتفق” عندما سأله الحريري إذا كان يريد مزيداً من الوقت لدراسة التشكيلة.

فيما قالت أوساط معارضة لـ “السياسة”، ان: “العهد ومن خلفه “حزب الله” لا يريدان حكومة، الا وفق التوقيت الايراني، وبالتالي فإن لا حكومة في المدى المنظور، ما يجعل لبنان عرضة لشتى الاحتمالات”.

وفي السياق ذاته، أكدت مصادر بارزة في “تيار المستقبل” لـ”السياسة” ان “عون لا يريد الحريري منذ البداية، وبالتالي فإن قراره لم يكن مفاجئاً، وهذا يُحمله مسؤولية أساسية في وصول الأمور الى ما وصلت اليه”.

وفي معلومات لـ”السياسة” أن الطائفة السُنية لن تتبنى أحداً لتولي رئاسة الحكومة في عهد عون الذي يتحمل مسؤولية أساسية في تعثر التأليف، في وقت يتوقع عقد اجتماع لقيادات الطائفة لاتخاذ الموقف المناسب مما حصل.

وكان التقى الرئيس الحريري الرئيس عون في القصر الجمهوري في بعبدا، من أجل استكمال التشاور بشأن الصيغة الحكومية التي قدمها الحريري اول من أمس، وأمهل عون 24 ساعة للبت بها.

وقال الحريري بعد لقائه عون، أمس: “تم النقاش مع الرئيس عون بالأمور التي لها علاقة بالثقة والأسماء، لكنه من الواضح أن الموقف لم يتغيّر على صعيد هذا الموضوع، وواضح أنه لن نتفق مع فخامة الرئيس”.

وأضاف: “خلال الحديث مع فخامة الرئيس اقترحت عليه إذا كان يريد بعضا من الوقت للتفكير بالصيغة الحكومية التي قدمتها فقال لي: ما راح نتفق”.

وأعلن الحريري اعتذاره عن عدم تشكيل الحكومة قائلا: “قدمت اعتذاري الى فخامة الرئيس عن عدم تشكيل الحكومة والله يعين البلد”، لافتًا إلى أنّ “موقف الرئيس عون لم يتغير ولا اتفاق”.

وفور إعلان الحريري موقفه هذا، شهدت السوق السوداء ارتفاعاً جنونيا في سعر صرف الدولار الاميركي، اذ سجّل 21500 ليرة لبنانية للدولار الواحد، بعد ان تراوح صباحا بين 19625 و19725 ليرة.