IMLebanon

لبنان بحضن “الممانعة”: عزلة دولية ونيترات وخراب اقتصادي!

يتبيّن أكثر يوما بعد يوم، كم هو كبير الضرر الذي يتسبب به إلحاق بيروت بمحور الممانعة بقيادة ايران، من خلال امساك حزب الله بمفاصل الحكم كلّها في لبنان، على البلد الصغير، وعلى الصعد كافة.

فالى سلخه عن محيطه الحيوي وابتعاد اشقائه العرب والخليجيين عنه، بما كانوا يمثّلون من سند وداعم للبنان اقتصاديا وسياحيا وماليا واستثماريا وسياسيا واستراتيجيا، بات لبنان – الدولة، بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، معزولا ومنبوذا يُعتبَر في نظر معظم المجتمع الدولي وعواصمه الكبرى، مصدّرا للارهاب ومصدرَ تهديد للامن العالمي.

فمنذ ساعات قليلة، أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأميركي جو بايدن قرر تمديد حالة الطوارئ الوطنية تجاه لبنان، بسبب “استمرار الأنشطة المهددة للأمن القومي الأميركي”. وقال البيت الأبيض في بيان إن “بعض الأنشطة مثل عمليات نقل الأسلحة المستمرة من إيران إلى حزب الله، والتي تشمل أنظمة متطورة، تعمل على تقويض السيادة اللبنانية، وتساهم في عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي في المنطقة، وتستمر في تشكيل تهديد غير عادي للأمن القومي الأميركي والسياسة الخارجية للولايات المتحدة”. وأضاف “لهذا السبب فإن حالة الطوارئ الوطنية المتعلقة بلبنان والمعلن عنها في الأمر التنفيذي رقم 13441 للـ1 من آب 2007، يجب أن تبقى سارية المفعول بعد الـ1 من آب 2021”.

وبينما جال وفد اميركي في بيروت باحثا ضرورة تعاون المؤسسات والاجهزة المعنية المحلية، في مجال مكافحة تمويل الارهاب، وتركيزُ الوفد هنا هو على ضرورة منع حزب الله من استخدام الانظمة المالية والمصرفية اللبنانية لغسل الاموال وتمويل الارهاب (علما ان الادارة الجديدة تواصل سياسات السابقة لناحية فرض عقوبات على قيادات الحزب وداعميه وعلى المؤسسات التي يستخدم وآخرها “القرض الحسن”)، كان جانبٌ آخر من جوانب “البلاء” الذي حلّ بلبنان كرمى لمحور المقاومة ومصالحِ دُوَله، يتظهّر من جديد.

فقد نشرت صحيفة “لو فيغارو” الفرنسية مقالاً للكاتب رينو جيرار، تحت عنوان “التمرين الصعب لفرنسا في لبنان”، تناول فيه الوضع في لبنان بشكل عام، مروراً بثورة 17 تشرين الاول 2019 وانفجار مرفأ بيروت في 4 آب الماضي، حيث ذكر المقال أن “حزب الله خزّن نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت لصالح النظام في سوريا”. بحسب المصادر، فإن هذه المعلومات لا تنشر للمرة الاولى، بل أفادت تحقيقاتٌ صحافية محلية وغربية عدة، على مر الاشهر الماضية، ان النيترات الذي وصل الى بيروت، ضالعٌ في شرائه متموّلون سوريون مقرّبون من النظام السوري، أتوا به الى لبنان حيث تم إنزاله في المرفأ بإِشرافٍ من الحزب، الذي استخدمه لاغراض عسكرية في لبنان والعالم، كما صدّر جزءا منه للنظام السوري الذي لجأ اليه ايضا في حربه ضد المعارضة.

هذا امنيا. اما اقتصاديا و”استراتيجيا” اذا جاز القول، فالحدودُ سائبة وتسرح وتمرح عبرها البضائعُ المدعومة بـ”اللحم الحيّ” من اموال اللبنانيين، من البنزين الى المازوت مرورا بالادوية. كما انها مشرّعة امام تصدير السلاح والمخدرات والممنوعات الى العرب والدول الخليجية، من دون ان يجرؤ اي من الجالسين في كراسي السلطة على اتخاذ قرار بإقفالها وضبطها، لأن في تركها “فلتانة” مصلحةً لحزب الله ولمحور المقاومة.

هذا غيض من فيض “مآثر” محور الممانعة وأفضاله على لبنان. وبينما لا تزال البلاد تنتظر المحروقات الايرانية الموعودة، تقول المصادر اننا سننتظر طويلا قبل ان تأتي وعلى الارجح لن تأتي. فايران ترسل الصواريخ والمال لحزب الله، ولا تهتم كثيرا الى ما يحلّ باللبنانيين او بدولتهم وهيبتها.. فهي لا تبالي اصلا بمصالح شعبها القابع دون محروقات ومياه منذ اسابيع… امام هذا المشهد القاتم، يمكن الجزم بأن لا خلاص حقيقيا للبنان قبل تحرير الحكم فيه من قبضة حزب الله وحلفائه، وكلّ ما دون ذلك تفاصيل، تختم المصادر.