IMLebanon

صواريخ لحفد والمجدل… تجهيل المسؤول والدولة غائبة!

قرابة الساعة الواحدة من فجر الخميس الماضي، سقطت شظايا صاروخ في حي السيدة الفوار في لحفد أدت الى أضرار في السيارات والمنازل في محيط 500 متر. وتسبب الصاروخ بحالة من الذعر بين أهالي المنطقة. وفي الليلة نفسها، سقطت شظايا صاروخ اسرائيلي أيضاً في بلدة المجدل في الكورة.

وأفادت المعلومات يومها ان طائرات حربية اسرائيلية حلقت في الأجواء اللبنانية لتنفيذ ضربات جوية داخل الأراضي السورية، وان الدفاعات الجوية السورية تصدت لها وتمكنت من إسقاط معظم الصواريخ الإسرائيلية قبل وصولها إلى هدفها. وأشار المرصد السوري المعارض الى ان الضربات الاسرائيلية دمّرت مستودعات للأسلحة والذخائر تابعة لـ”حزب الله اللبناني” بريف حمص الغربي.

لم يؤكد أي طرف صحة هذه المعلومات، كما لم ينفها أحد أيضاً. فإلى متى سيستمر انتهاك الأجواء اللبنانية من دون ان تحرك السلطات ساكناً؟ والى متى سيبقى السلاح غير الشرعي سببا لأضرار مباشرة وغير مباشرة على الداخل اللبناني وإقحام لبنان في صراعات المنطقة؟

النائب السابق فارس سعيد أكد لـ”المركزية” “أننا ننتظر صدور بيان، اولاً من مديرية التوجيه في الجيش اللبناني، ثانياً من وزيرة الدفاع، وثالثاً من وزير الداخلية، ورابعاً من الحكومة المستقيلة، وخامساً من المجلس الاعلى للدفاع. فليتحدث احد معنا ويعلمنا بما حصل في لحفد. لأن ما حصل أثار الخوف والذعر في قلوب السكان، خشية تكراره. نريد ان نعرف الفاعل، سواء اسرائيل او سوريا او روسيا او ايران… اصبح جبل لبنان ولبنان بشكل عام على خط تماس في المعركة الدائرة في المنطقة. يحق لنا ان نعرف”، مشيراً الى “ان هذا الغياب للدولة بكل تراتبيتها الامنية والعسكرية والسياسية يؤكد اننا نعيش في المجهول. كان من الممكن ما حصل في لحفد أن يتسبب بكارثة ويوقع ضحايا، لو سقط في وسط البلدة او في بلدة أخرى كمشمش أو عنايا او غيرها، تماماً كما حصل في 4 آب. لماذا نعيش في ظل هذا الخوف؟”

وأضاف سعيد: “لا نريد ان يضعوا لنا بطاريات صواريخ في لحفد، او في جرد العاقورة او جرد قرطبا، كل ما نطلبه معرفة ما حصل، لنعرف هل نصعد الى الجبل للاصطياف ام نبقى ساحلا. فليتوجه احد من المسؤولين الى اللبنانيين ويخبرهم ما حصل وبكل صدق. لا نطلب هذا الموضوع كي نكون مع فريق ضد آخر، جل ما نقوله هو اننا نعيش في قرى وبلدات جبلية آمنة. رئيس بلدية لحفد قام بما يمكنه القيام به. عدا ذلك، لا شيء رسمياً حتى الساعة، بل مجرد تكهنات وأحاديث”.

وعن استمرار الخرق للاجواء اللبنانية، أكد سعيد “ان لحفد ليست تفصيلاً. فليس تفصيلاً أن تسقط قذيفة في بلدة واقعة بعيداً عن خطوط تماس المنطقة وبعيدة عن خطوط التماس في البقاع او الجنوب او داخل سوريا، سواء عن طريق الخطأ او من باب الاستهداف. بناءً على حيثيات ما حصل والمعطيات التي ستزودنا بها السلطات المعنية، نتخذ الموقف المناسب. علينا كمواطنين ان نطلب عندها حماية دولية او تحييد لبنان عن صراع المنطقة او مظلة او قبة حديدية. حاليا لا يمكننا اتخاذ موقف سوى مطالبة السلطات اللبنانية بمعرفة ما جرى”.

ما حصل في جبيل والكورة يمكن ربطه بسلاح “حزب الله” بما ان المعلومات أشارت الى استهداف مخازن له في حمص، ولكن بعد ان أسقطت الثورة معادلة “شعب وجيش ومقاومة” في مقابل معادلة “شعب جيش ودولة” وأطلقت شعارات تطالب بدولة المراقبة والمحاسبة والقانون وبحصر السلاح بيد الشرعية وتطبيق للقرار 1559، ما هو الطريق لتحييد لبنان؟ أجاب سعيد: “أولاً علينا ان نجمع اللبنانيين مجدداً حول عنوان “لبنان تحت الاحتلال الايراني” وبعدها جمع اصدقاء لبنان في العالم حول هذا العنوان أيضاً، خاصة وان موضوع السلاح ناتج عن هذا الاحتلال”، لافتاً الى ان الاحتلال يحصل اولاً من خلال سلاح “حزب الله” الذي ينتشر بصواريخ عددها لا يقل عن 150 الف صاروخ على الاراضي اللبنانية بأمرة ايرانية، وثانياً هذا الاحتلال يرتكز ايضا على متعاونين معه من قبل الطبقة السياسية التي أبرمت معه مقايضة. هذه الطبقة تعطيه جزءاً من السيادة، ونعتبر ان السيادة لا تتجزأ، مقابل ان يعطيهم هذا الاحتلال جزءاً من النفوذ على حساب الشريك الداخلي”.

ويختم: “لا اعتقد ان هناك مكاسب على حساب الشريك الداخلي. وبالتالي اذا اردنا فعلا توصيف الموضوع علينا ان نقول ان لبنان واقع تحت الاحتلال الايراني وأن هذا الاحتلال يرتكز على السلاح وعلى متعاونين مدنيين من قبل المجتمع اللبناني والطبقة السياسية اللبنانية. هكذا نبدأ الخطوة الاولى باتجاه رفع الاحتلال عن لبنان وبناء دولة ترتكز على حصرية السلاح بيدها”.