IMLebanon

امتحانات الثانوية اجتازت الاختبار… والعد العكسي للنتائج بدأ

بعد “المعركة” التي خاضها تلامذة الشهادة الثانوية لإلغاء الامتحانات الرسمية أسوة بتلامذة الشهادة المتوسطة، ورغم الشعارات التي رفعوها أمام “الاونيسكو” والاشتباك مع القوى الأمنية للمطالبة بمراعاة الظروف الاقتصادية والصحية التي رافقت العام الدراسي، خاصة وان التلامذة لم يتمكنوا من تحصيل العلم كما يجب مع تقنية الاونلاين، رغم كل هذه الظروف والتحديات، يمكن القول ان الامتحانات مرّت بخير وسلام والاستحقاق نجح في تجاوز كل العوائق التي كانت قائمة وتمكّن وزير التربية والتعليم العالي طارق المجذوب من تأمين شهادات للتلامذة عوضاً عن الإفادات. جرت الامتحانات بشكل طبيعي، خاصة وأنها تواكبت مع حلّ جزئي لأزمة المحروقات والبنزين وتمكّن الأهالي من ايصال أبنائهم الى مراكز الامتحانات التي لم تكن بعيدة عن أماكن سكنهم، والأمر نفسه انطبق على الأساتذة الذين لم تكن مراكز المراقبة بعيدة عنهم الى حدّ ما.

لم يعكّر صفو الامتحانات سوى ما حكي عن تسريب امتحان اللغة العربية لتلامذة العلوم، حيث أتت المسابقة، وهي عبارة عن نص مأخوذ من مجلة العربي بعنوان “هواتفنا الذكية وذكرياتنا” للكاتب مهى قمر الدين في العام 2018، مماثلة لمسابقة وزّعت في منطقة البقاع وطرحت في ثانوية مواهب أسطى الرسمية للبنين في طرابلس في الامتحانات النهائية وفي مدارس أخرى في الشويفات وفي مدارس خاصة مثل مدارس المهدي سابقاً. ولم يعرف كيف وصلت إلى لجنة امتحانات هذه المادة التي لم تقم بتغيير أي سؤال منها. وزارة التربية تحقق في الأمر على ان يتم الإعلان قريباً عن نتيجة التحقيق، كما من المفترض اتخاذ إجراءات ومعالجة الأمر لعدم تكراره.

إلى ذلك، شكا تلامذة فرع الاجتماع والاقتصاد من ورود سؤال في مادة الرياضيات كان قد ألغي ولم يقدم الأساتذة على شرحه، ما أثار بلبلة في صفوف التلامذة. إلا ان لجنة التصحيح وعدت الأخذ بالاعتبار أن المحور الذي طرح منه سؤال الرياضيات كان ملغياً، عند التصحيح.

كما تمّ تسجيل بعض الشكاوى من قبل التلامذة ومنها ان المراقبة كانت مشددة في بعض المراكز ومتساهلة في مراكز أخرى وأدت الى فوضى، كما ان انقطاع الكهرباء في بعض المراكز تسبب في انطفاء المراوح وبالتالي شعور الطلاب بالحر الشديد. أما عمليات الغش او التراخي في المراقبة في بعض الصفوف، فلا يمكن الحديث عنها، لأنها أمور تحصل عادة في كل امتحانات وتتم معالجتها محلياً.

ومع انتهاء آخر يوم من الامتحانات السبت الماضي، انجزت لجان التصحيح، بحسب ما أكد مصدر تربوي لـ”المركزية” وضع المعايير (الباريم)، وباشر الاساتذة بتصحيح المسابقات مع الأخذ بالاعتبار كل الظروف التي عانى منها التلامذة ولن يكون هناك اي تشدّد إنما سينال كل تلميذ ما يستحقه من علامات، مؤكدة ان الاسئلة التي وضعت كانت مبسطة ولا تحتوي على اي تعقيد، خاصة وان المنهج كان قد تقلّص الى الربع ولم يكن هناك تعقيدات، وان اللجان بقيت ساهرة حتى الخامسة صباحاً على حلّ السؤال وتبسيطه الى أقصى درجة ممكنة، ولن يرسب إلا من لم يتابع الدروس نهائياً، مؤكدة ان المراقبين لاحظوا ان عددا قليلا من التلامذة اشتكى من صعوبة الاسئلة.

وأشارت المصادر الى ان الاسئلة مدروسة بطريقة تراعي الظروف من جهة وتراعي حصول التلامذة على شهادة ذات قيمة من جهة أخرى، لما فيه مصلحة وخير التلامذة مستقبلاً. ففي نهاية المطاف سيحصل التلامذة على شهادة وليس على مجرد إفادة لا قيمة لها.

اما عن صدور نتائج الامتحانات، وبعد معلومات عن إمكان صدورها بين 7 و14 آب، أكدت المصادر ان الأمر رهن عدد المصححين والإنجاز اليومي والإقبال على التصحيح. واليوم ستبدأ التقارير بالوصول الى الوزارة من المناطق، فقد تمّ استحداث مراكز للتصحيح في المناطق مراعاة لظروف الاساتذة كي لا يضطروا للنزول الى بيروت في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة وغلاء سعر المحروقات والاوضاع الأمنية وإطلاق النار الذي شهدناه شمالاً أو جنوباً. وخلال أيام يمكن تقييم الامتحانات، وعندما يُنجز نصف التصحيح،  تمكن معرفة تاريخ صدور النتائج. وسيشارك العديد من الأساتذة في عمليات التصحيح، على أمل تحصيل بدلات النقل والحوافز التي وعدت بها وزارة التربية، مثل تأمين عشرة دولارات لكل أستاذ عن كل يوم تصحيح. وينجح كل تلميذ ينال معدل 9.5 حيث يقوم الحاسوب تلقائيا بإضافة علامات الاستلحاق له واعتباره ناجحاً، بحسب ما ينص القانون.

أما رئيس رابطة أساتذة التعليم الثانوي في لبنان نزيه جباوي، فأكد لـ”المركزية” ان الرابطة ستجتمع يوم الاربعاء او الخميس المقبلين مع أعضاء الرابطة الذين شاركوا في الامتحانات، على ان يصدر بعدها بيان تقييمي.