IMLebanon

جعجع: لن نستكين حتّى رفع الحصانات وورقة التحقيق الدولي بيدنا

اعتبر رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع أن “جرح بيروت لم ينل من جسدها وروحها فحسب، بل شكّل وما زال جرحاً نازفاً في ضمير لبنان والإنسانيّة جمعاء. لكنّ الألم مضاعفٌ، لأنّ بيروت بما تلقاه من إنكارٍ وتبرّؤٍ وغسل أياد من دماء شهدائها تغتال مرّتين”، داعيًا “المواطنين جميعاً لحضور القداس الإحتفالي الذي يقيمه البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في المرفأ يوم الأربعاء في 4 آب الجاري للصلاة عن أرواح الشهداء”.

وفي كلمة له خلال المسيرة التي دعا اليها الحزب في ذكرى 4 آب، توجه إلى شهداء انفجار المرفأ وضحاياه وجرحاه ومنكوبيه، قائلا: “بقدر ما ننحني لذكراكم ولأوجاعكم، بقدر ما نقف في وجه محاولات تبرئة المرتكبين وحماية المتورّطين. وبقدر ما يهربون من المحاسبة، بقدر ما سنلاحقهم حتّى الساعة”، وقال لـ”إخوتنا أهالي الضّحايا، ويا أهلنا في بيروت”: “كما كنّا دائماً معكم على الوعد والموعد، دفاعاً عن حقّكم في الحياة والحريّة والكرامة والعدالة، نحن معكم دفاعاً عن حقّكم في معرفة الحقيقة وتطبيق العدالة”.

وشدّد على أنّ “منذ اللحظة الأولى وحتّى النفس الأخير باقون معكم بقدر ما قدّر الله ونبضت عروقنا. إنّ العديد من الشّهداء والمصابين والمنكوبين هم من رفيقاتنا ورفاقنا، لكنّنا في المصاب الأليم جميعنا سواسية، لأنّ الكارثة لم تميّز بين إنسانٍ وآخر وبين بيتٍ وآخر”.

وأكّد أنّ “إحقاق الحقّ وجلاء الحقيقة هما عنوان أساس من عناوين نضالنا الحالي ولن نستكين حتّى رفع الحصانات، كلّ الحصانات، وإسقاط الحرمات، كلّ الحرمات، فشهادتكم دين في أعناقنا. ولكلّ أمّ ثكلى وكل أب فقد ابنة أو ابناً، وكلّ ابنة وابنٍ يتمتهما لحظة غادرة تختصر سنوات من الاستهتار والتآمر، وكلّ أخت وأخ وكلّ حبيبة وحبيبٍ، قضيّتكم قضيّتنا. لن نتخلى عنها مهما كلّف الأمر وطال الزمن، لاسيما بعدما أظهره المحقّق العدلي من جدّيّة. أمّا إذا حاولوا إحباطه وإفشاله، فإنّ ورقة التّحقيق الدّوليّ ستبقى في يدنا ونواصل السّعي لبلورتها من دون كللٍ أو مللٍ للوصول إلى ما يرضي الشّهداء في سمائهم”.

وأضاف: “الأهمّ أن نعرف أنّ جلّ ما تهدف إليه المجموعة المتحكّمة بالسّلطة حاليّاً هو أن تبثّ اليأس وتزرع الإحباط، حتّى نتخلّى عن روح المقاومة والصّمود ونستسلم في منتصف الطّريق من دون أن ننجز عمليّة التّغيير المطلوب”.

ورأى أنّنا “اليوم في دوّامة أزمة غير مسبوقة أوصلتنا إلى هذا الدّرك وطنيّاً ودستوريّاً وسياسيّاً وماليّاً واقتصاديّاً ومعيشيّاً. لا داعٍ لمزيدٍ من التّوصيف للأزمة لاننا نعيشها جميعاً ويوميّاً. من هنا علينا ألا نقع في اليأس والإحباط بالرغم من المعاناة المتفاقمة وأن نتمسّك بأهلنا وعائلاتنا وبلداتنا ومدننا وبوطننا أكثر فأكثر، والأهمّ أن نتمسّك بمستقبلنا أكثر من أيّ وقتٍ مضى. كونوا على ثقةٍ أنّ الحلول ممكنة ومتوافرة، عندما يوجد أناس يسعون إليها. إذ لم يعد من الجائز بل إنه من الجريمة إضاعة المزيد من الوقت: إنتخاباتٌ نيابيّةٌ بأسرع وقتٍ ممكنٍ حتّى ولو قبل يومٍ واحدٍ من موعدها المحدّد، لأن كلّ يومٍ إضافيٍّ يرتّب علينا مزيداً من الآلام والجوع والعوز والخسائر والويلات. والأهمّ، لمبادرة إلى خوض المعالجة الجذريّة لأزمتنا المتمادية، من خلال تغيير المجموعة الحاكمة، تغييرٌ لن يتمّ إلا عبر انتخاباتٍ نيابيّةٍ بأسرع وقتٍ ممكن”.

وأردف: “لذلك لا بدّ أن نلتزم ببعض المسلّمات: رفض اليأس أو محاولات التيئيس والإحباط، رغم كل وجعنا وألمنا وانسداد الأفق، واتّخاذ قرارٍ ضمني وحاسمٍ بالمواجهة أياً تكن الصعاب والتحديات، التّعاون والتعاضد فيما بيننا كي نجتاز معاً المرحلة الصّعبة الراهنة، وحتّى يكون مطلبنا واحداً من أقاصي لبنان إلى أقاصيه: إنتخاباتٌ نيابيّةٌ في أسرع وقتٍ ممكنٍ، إنتخاباتٌ لا نخشى فيها أحداً ولا يهمّنا منها إلّا إيصال الصوت التغييري الصوت النّظيف الصوت السياديّ الحرّ للخلاص من الطّغمة المتحكّمة وبدء مسيرة الإنقاذ”.

ووجه نداء إلى “شابات وشباب لبنان إلى أي فئة أو منطقة أو توجه انتموا، كي نتكاتف جميعاً ونسقط الاعتبارات الضيّقة والشّكوك والتّحفّظات المفتعلة، ونضغط بمختلف الوسائل المشروعة”. وقال: “أدعوكم يا شابّات وشباب لبنان للتكاتف معاً لأنّ القوات فعلاً لا قولًا ناضلت وتناضل للوصول الى جمهورية فعلية قوية، جمهورية تحمي شعبها وتؤمن له سبل العيش الحرّ الكريم”.

ولفت الى أن “القوات اللبنانية أثبتت في مختلف المراحل وفي مختلف المجالات أنها على قدر المسؤولية، بأعلى درجاتها. إنها تنفذ ما تعد به، والأمثلة كثيرة حيثما حللنا وتولينا المهمات، في مختلف الوزارات وفي الندوة النيابية، وفي المناطق المختلفة خصوصا تلك التي أعطتنا شرف تمثيلها بالكامل. فتجربتنا الطّويلة والمضنية صقلت فينا العزيمة وصلّبت عودنا وتعوّدنا مواجهة الصعوبات والعراقيل والاضطهاد والاعتقال والتنكيل والإرهاب والترهيب والابتزاز بأبشع صورهم”.

وقال: “القوات اللبنانيّة مرّت باختباراتٍ وتحدّياتٍ نضاليّةٍ كثيرة، ولديها التجربة اللّازمة والتّمرّس والممارسة المطلوبان وتعرف كيفيّة التّصرّف بإصرارٍ وصلابةٍ ووعيٍ وحكمة. القوات اللبنانية ناضلت وتناضل لمكافحة الفساد، وحاربت وتحارب عند اللّزوم وجهاً لوجهٍ في المؤسسات الدستوريّة وكما يحصل الآن بموضوع رفع الحصانات، بالفعل وليس بالقول، بالمواجهة وليس فقط بالتّمنّي والاستنكار. أدعوكم كي نتكاتف معاً لأنّ القوات اللبنانيّة أثبتت أنّها تمثّل حالةً شعبيّةً واسعة وحالةً تنظيميّةً كبيرةً على مستوى الوطن من أقصى شماله إلى أقصى جنوبه، ناهيك عن بلاد الانتشار حيث يبرز حضورها المتميّز والمتقدّم جدّاً”.

وأشار إلى أن “الوقت والفرصة اليوم هما لتجميع القوى وتضافر الجهود حتّى نستطيع جميعاً وعبر جهودنا الموحّدة الخلاص من الطّغمة الحاكمة. سنخسر معاً رهان التغيير إذا عملنا مشتتين متفرقين. ولن نكسب إلاّ معاً رهان التّغيير”.

وختم: “ايها المسؤولون عن انفجار المرفأ، إهمالاً أو فعلاً، شراكةً أو تواطؤً: مهما تهربتم، ومهما تحورتم، ومهما تنصّلتم، ومهما تبرّأتم، ومهما حاولتم عرقلة العدالة، وحياة يللي راحوا رح تتحاكموا”.