IMLebanon

هل تكون أحداث خلدة مقدّمة لـ “عبرا 2″؟

كتب وسام أبو حرفوش في “الراي”:

الوضعُ الأمني يهتزّ، الطبقةُ السياسية «ترتعد»، الملفُ الحكومي يترنّح. «مثلّثٌ» ارتسم في لبنان مُنْذِراً بإدخال البلاد في «مربّع رعبٍ» على وقع تَبَدُّد الآمال بإمكان إحداث الصدمة الإيجابية «في الوقت المُناسب» بما يتيح إحداث كوةٍ في الدائرة الجهنّمية التي تتخبّط فيها البلاد وناسها منذ نحو عام.

فغداة «موْقعة خلدة» التي أوقعتْ 5 قتلى وعدداً من الجرحى واندلعت بخلفياتٍ تشابَك فيها المذهبي والسياسي في جغرافيةٍ حساسةٍ وتوقيتٍ أكثر حساسية، تطايرتْ في بيروت «شراراتٌ» في الأمن والسياسة جعلتْ أوساطاً واسعة الاطلاع تعرب عن قلقٍ بالغ من اقتراب انتقال الانهيار الشامل الى مراحله الأشدّ عَصْفاً.

فعلى وهج حادثة خلدة، التي جرت بين «حزب الله» وعشائر العرب خلال مرور موكب تشييع علي شبلي (غداة جريمة الثأر التي ارتكبها شقيق أحد ضحايا إشكالٍ مع العشائر وقع قبل نحو عام) وتداعياتها المفتوحة على عناوين «مفخّخة»، لاحتْ بوادر قلقٍ كبير من السلطة مما قد يحمله إحياء الذكرى الأولى لزلزال انفجار مرفأ بيروت غداً وسط مؤشراتٍ إلى أنه سيكون يوماً مشهوداً في المشاركة الشعبية التي ستعلن «الغضبَ الساطع»، خصوصاً بعدما تَلاشتْ كل إشاراتِ «الإيجابية المصطنعة» في الملف الحكومي التي سادت منذ تكليف الرئيس نجيب ميقاتي (الاثنين الماضي) الذي طوى أمس بعد لقائه الرابع مع الرئيس ميشال عون صفحة «المرونة المختبئة خلف الابتسامة» ودشّن مرحلة جديدة في الشكل عنوانها «خلْع القفازات» وتأكيد أن المهلة غير مفتوحة قبل «القفز من مركب التكليف» مستخدماً لغة «وليفهم مَن يفهم».

وتقاسمتْ هذه الملفات أجندة الاهتمام الداخلي وسط احتواءٍ ميداني لاندفاعة النار في خلدة التي لم تخفُتْ المخاوف من أن تتحوّل فتيلاً «متعدّد التوظيف» في لحظةٍ مفصلية يعيشها الوطن المنْهَك الذي استدرجت «دولتُه الفاشلة» معاينةً دولية لصيقة لواقعه المتداعي تحت عنوان «العناية بالشعب المتروك».

ومن خلْف ظهر المناشدات لترْك معالجة ارتدادات أحداث السبت – الأحد في عهدة الجيش اللبناني، فإن أوساطاً متابعة لم تتوانَ عن قرْع جرس إنذار من أن يكون ما جرى في خلدة مقدّمةً لـ «أحداث عبرا 2 (شرق صيدا)» التي كانت وقعتْ صيف 2013 حين وقف الشيخ أحمد الأسير بوجه الجيش في معركة كانت قطبتها المخفية «الأمر لمَن» على بوابة الجنوب، وهو ما عززتْه مواقف لـ«حزب الله» بدا وكأنها أطلقت معركة «تحرير» طريق الجنوب الساحلي التي غالباً ما حذّر الحزب من مغبّة قفْلها وهدّد بفتْحها «بيديه» منذ أن انفجرت ثورة 17 اكتوبر 2019 التي يُتوقَّع أن تشكل ذكرى «بيروتشيما» غداً ما يشبه تجديداً لها ستكون له بالتأكيد ترجمات على صعيدينْ: الأول الضغط في اتجاه الإسراع بالتحقيقات في قضية انفجار المرفأ ورفْع الحصانات عن المطلوبين والمدعى عليهم (من وزراء سابقين – نواب وقادة أجهزة أمنية)، والثاني الاحتجاجات الشعبية التي لم يعد يفصل الكثير عن انفجارها في ظل اقتراب الارتطام الكبير.

وفيما أوقف الجيش، أمس، بعض المتورّطين في إطلاق النار على موكب تشييع شبلي، كان نائب «حزب الله» حسن فضل الله الأكثر تعبيراً عما سيكون بعد أحداث الأحد بإعلانه «ما حصل كمين وجريمة موصوفة وسلوك عصابات متمردة على الدولة، ونحن قادرون على اجتثاث هذه الفئة من الناس في 5 دقائق لكننا نفضل المسير عبر الدولة»، مؤكداً «لدينا مطلب أساسي يتمثّل باجتثاث هذه العصابات التي تسيطر على طريق الساحل، ووقف هذا المسلسل الدائم الذي نراه على طريق بيروت – الجنوب، وأن تقوم جميع القوات الأمنية بمسؤوليتها، وللصبر حدود».