IMLebanon

إمتعاض فرنسي شديد من تعقيدات التشكيل

كشفت مصادر موثوقة لـ«الجمهوريّة»، عن أن الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي ليس في وارد أن يستنزف نفسه في مراوحات ومماطلات تفرمل اندفاعته إلى تأليف سريع للحكومة، وبالتالي فإنّه يدرج مهمّته تحت سقف زمني من 10 أيام إلى اسبوعين على أبعد تقدير، وهذه المهلة قد بدأت تتآكل.

وأشار مقرّبون من ميقاتي إلى ان لبنان يعيش وضعاً دقيقاً وحساساً جداً، الأمر الذي يتطلب الوصول إلى حكومة في أسرع ما يمكن، وآن للجميع ان يدركوا أنّ الوضع لا يحتمل أي مماطلة او تضييع للوقت على حساب البلد».

وأضافت المصادر أن اللقاءات الاربعة التي حصلت بين الرئيس ميشال عون وميقاتي لم تشهد أيّ تقدم يُذكر، بل العكس، فهي تراوح مكانها في ذات العِقد السابقة، وهذا أمر لا يطمئن».

وكشفت المصادر عن مواكبة فرنسيّة لحركة التأليف، عبر اتصالات جرت على أكثر من خط سياسي، من دون أن تستبعد المصادر شمول هذه الاتصالات الرئيس المكلّف.

واشارت إلى ان الجانب الفرنسي أبدى امتعاضاً شديداً من التعقيدات التي يجري افتعالها، وهذا إن دلّ على شيء فعلى التشبث بمسار التعطيل. مشدّداً في الوقت نفسه على ان يتحلّى القادة السياسيون بالمسؤولية التي يقدّمون من خلالها مصلحة لبنان على كل المصالح السياسية والحسابات الحزبية الضيّقة.

ميقاتي يمهل نفسه 3 اسابيع.. والأجواء رمادية!

عُقد اللقاء الرابع بين عون وميقاتي، وسط أجواء رمادية غير مشجعة على التفاؤل في إمكان العبور قريباً إلى تشكيل حكومة.

واللافت للانتباه، أنّ هذا اللقاء بين عون وميقاتي الذي جاء بعد استراحة أربعة أيام، لم يتجاوز النصف ساعة، وانفضّ على موعد جديد بينهما الخميس المقبل، وبدا بعده الرئيس المكلّف غير متفائل.

وبحسب معلومات «الجمهوريّة»، فإنّ عون وميقاتي شرعا في بحث بعض التفاصيل المرتبطة بتوزيع الحقائب على الطوائف، بدءًا بالحقائب السيادية، الّا انّ العقدة تمثلت في اصرار رئيس الجمهورية على وزارة الداخلية، وهو أمر لا يحبذه ميقاتي الذي يرغب بعدم شمولها المداورة.

وكشفت مصادر اطلعت على مضمون اللقاء، عن ان ميقاتي لم يُفاجأ بتصلّب عون واصراره على موقفه من حقيبتي الداخلية والعدل، بعد اعادة النظر ببعض الحقائب العادية، والتي لم يكن من الصعب التفاهم بشأنها.

ولفتت المصادر الى ان ميقاتي سلّم التوزيعة الاخيرة للحقائب بتشكيلة من 24 وزيراً، وانّه لا يحبذ المسّ بتوزيعة الحقائب السيادية، طالما انّ تفاهماً قائماً على ابقاء المالية لدى الطائفة الشيعية.

وانتهت المصادر لتقول، انّه وفي اعقاب تمسّك عون بملاحظاته التي نسفت تشكيلة ميقاتي، ردّ ميقاتي بالمثل وأبلغ عون انّه امهل نفسه مدة ثلاثة اسابيع يبدأ احتسابها من اليوم، وهو لا يحتمل ان تطول المهمّة اكثر من ذلك.

مسار التشكيل… هذا ما خلق إشكاليات

أشارت مصادر مطلعة مقربة من بعبدا لـ «الجمهورية»، إلى أن التزام المبادرة الفرنسية من قِبل الاطراف السياسيين قد يشكّل مخرجاً للمأزق الذي وصلت اليه اللقاءات التي عُقدت حتى اليوم بين الرئيسين ميشال عون ونجيب ميقاتي، وهو يفترض بالتالي احترام بنودها وفي مقدّمها مبدأ المداورة في توزيع الحقائب، الذي يشكّل حلاً طبيعياً للإشكالية القائمة حول تأخير ولادة الحكومة نتيجة التمسّك بحقائب معينة وعدم اعتماد المداورة فيها.

وأضافت: «انّ تمسك بعض الاطراف بحقائب وزارية محدّدة من دون اخرى، يتناقض مع هذه المبادرة التي اتفق عليها جميع الاطراف بعد طرحها من الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في 2 ايلول الماضي، والتي تدعو في احد ابرز نقاطها الى اعتماد المداورة الشاملة في توزيع الحقائب الوزارية. ولذلك، فإنّ تجاهل مسألة المداورة خلق اشكاليات في مسار تشكيل الحكومة ما يسبب في تأخير ولادتها».