IMLebanon

الحلاقة في طرابلس على الرصيف …و”الجايي أسوأ”

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

أصبح الحلاقون في طرابلس والشمال أمام خيارات صعبة وكل خيار منها أصعب من الآخر. فالطقس هذه الأيام أحرّ من الحرّ ولا كهرباء بنوعيها (مولدات ودولة) مع أهمية الكهرباء بالنسبة إلى الحلاق في تأدية عمله وبالأخصّ في أيام الصيف. فكيف يتصرّف هؤلاء؟

أمام الحلاق شمالًا خيارات كلها صعبة. فإما أن ينتظر الكهرباء لتأتي ساعة أو ساعتين في النهار ويفتح صالونه في هذا التوقيت؛ مع ما سيخسره من مدخول فيما عليه التزامات كثيرة وفواتير الكهرباء والإشتراك أصبحت أغلى من الغلاء نفسه، أو أن يقفل الصالون ويجلس في بيته من دون عمل، أو أن يشتري مولداً صغيراً لصالونه أو محله وسعره يتجاوز 300 دولار أميركي ولا قدرة له على دفع مبلغ كهذا، وكلها خيارات صعبة بالنسبة إليه. وبينما أطفأت المولدات الخاصة الكهرباء في طرابلس والشمال لعدم توفر مادة المازوت، فإن المواطن المحتاج إلى قصّ شعره بات مرغماً أن يقبل بقص شعره على الرصيف خارج الصالون وتحت أشعة الشمس من دون أي تكييف وفي عز الصيف لأنه باختصار “هيدا هوي لبنان .. بلد العذاب والصبر”.

قصّ الشعر على الرصيف أصبح دارجاً في شوارع طرابلس ومناطقها، وهي طريقة يلجأ إليها الحلاقون في أوقات انقطاع الكهرباء وهي طويلة. ومع أن بعض الزبائن لا يرغب بالحلاقة على الرصيف، والناس تمر من أمامه ويفضّل أن يؤجل الأمر أو أن يحاول أخذ دور له في وقت تكون الكهرباء قد أتت … وهذه طريقة غير مضمونة لأن مجيء الكهرباء غير مضمون، وهو دور جديد يجب على المواطن انتظاره إلى جانب دوره على محطات الوقود والصيدليات وغيرها.. لكنّ زبائن آخرين يضطرون للقبول بالأمر على قاعدة “شو جابرك على المر إلا الأمرّ”.

نقيب أصحاب صالونات الحلاقة في الشمال فتحي الهندي قال لـ”نداء الوطن: “نحن في وضع صعب جدًا لناحية الكهرباء وكل أصحاب الصالونات بحاجة إلى الكهرباء كي يقوموا بأعمالهم”.

أضاف “أصحاب الصالونات يعانون في ظل غياب كهرباء الدولة وأصحاب المولدات يقولون إنهم بحاجة إلى مازوت وهم غير قادرين على التأمين. أصحاب الصالونات في الشمال يعانون مشكلة كبيرة من ناحية الغلاء وفاتورة الإشتراك كبيرة جداً رغم التقنين القاسي. وهناك الكثير من الزملاء يخسرون زبائنهم لأنهم غير قادرين على تلبيتهم في أي وقت لأن الكهرباء مقطوعة. بعض الحلاقين لجأوا إلى الحلاقة لمن يرضى من الزبائن على الرصيف خارج الصالون وهذه ذروة الأزمة التي وصلنا إليها”.

وأشار إلى أنه “منذ حوالى 35 سنة مررنا بتجربة صعبة مثل هذه في وقت الصيف أيضاً ولم تكن هناك وقتها مولدات إشتراك. للأسف كل الدول تتقدّم إلى الأمام مع تقدّم السنوات إلا لبنان يتراجع إلى الوراء… لقد عدنا لنقصّ الشعر بالمقص وخارج الصالونات.. ما هذه الأوضاع التي وصلنا إليها”. وأكد الهندي “أننا لا نملك أكثر من الصبر وأن ندعو الله أن يفرّج هذه الأزمات عنا وعن كل الزملاء الحلاقين وعن كاهل كل اللبنانيين لأن الشعب لم يعد يحتمل.. نأمل أن يتمكن دولة الرئيس نجيب ميقاتي من تشكيل حكومة تعيد للناس الأمل بهذا البلد”.

ينتظر أصحاب الصالونات في طرابلس أن تتأمّن مادة المازوت كما كانت في السابق ليخوضوا مع أصحاب المولدات الخاصة جولة من المفاوضات قد تؤدي إلى تخفيض أسعار الفواتير التي كوت جيوبهم، إلى جانب الإيجارات وارتفاعها، كما ارتفاع أسعار المواد والآلات والمستلزمات التي تدخل جميعها في عمل الحلاق، وراحت تهدر جميعها من أرباحه لتضع مستقبل المهنة والعاملين فيها على كفّ عفريت.