IMLebanon

في طرابلس: الكهرباء للأغنياء فقط والفقير “إلو الله”

كتب مايز عبيد في نداء الوطن:

إن أكثر ما يقضّ مضاجع الطرابلسيين هذه الأيام هي الكهرباء، فالتزوّد بتيار الدولة لساعة أو لساعتين في اليوم، والحصول عليه من المولدات الخاصة من أصعب المصاعب ومن الأزمات الكبرى التي تواجه العائلات هذه الأيام.

واقع مأسوي تعيشه عائلات كثيرة في الفيحاء أمام عدم القدرة على تأمين فاتورة الإشتراك الشهرية؛ وقد فاقت قدرتها بعدما بلغت قيمتها لكل 5 أمبير ما بين 100 إلى 120 دولاراً أميركياً على سعر السوق الموازية؛ وفي بعض الأحياء والمناطق أكثر من ذلك.

أمام هذا الواقع يجد المواطنون أنفسهم مرغمين على فك خطوط الإشتراك من بيوتهم على مبدأ “مكرهٌ أنا في ذلك لا بطل”، سيما وأن فاتورة المولدات الخاصة صارت أعلى من المعاش الشهري.

أصحاب المولدات الخاصة في طرابلس وبعدما سطّروا فواتير شهر أيلول المنصرم، وإزاء تقاعس الكثير من المشتركين عن السداد، حرروا رسائل إليهم يسألونهم فيها عن الرغبة بالإستمرار في الاشتراك من عدمه، مؤكدين على التسعيرة الجديدة للفاتورة في الأشهر المقبلة؛ ليتبلّغوا ردّهم السريع، لا سيما في المناطق الشعبية، “فكوا الخط وشيلوا ما عدنا قادرين ندفع”.

وما يحصل في طرابلس بهذا الخصوص ينسحب على باقي المناطق الشمالية وعكار، حيث باتت أكثرية العائلات في مسألة المولدات الخاصة أمام خيار واحد لا ثاني له، إزالة الإشتراكات من المنازل لأن لا قدرة على تسديد فواتيرها بعد الآن.

يؤكد المواطن أحمد سعد العمري من طرابلس أن فاتورة الإشتراك صارت من الأمور الصعبة أو المستحيلة على المواطن، خصوصاً أصحاب الدخل المحدود. ويقول: “أنا أعمل في شركة خاصة في عمشيت ومعاشي الشهري مليون و200 ألف ليرة لبنانية، مبلغ لم يعد يكفي دفعة لصاحب الإشتراك، وماذا أفعل بباقي المتطلبات الأساسية والحياتية للمنزل والعائلة؟ لقد أصبحت الكهرباء للميسورين جداً، أما الناس اللي متلنا فبتضوي شمعة وبزيادة”.

والجدير بالذكر أن من يتخلّون عن كهرباء المولدات الخاصة (الإشتراك) لا بدائل أخرى لديهم للإنارة، والمحظوظ منهم من كانت لديه بطارية سيارة مع بضع “لمبات نيون” وإلا فإلى الشمعة در. والتسعيرة التي يفرضها أصحاب المولدات الخاصة في طرابلس والشمال لا تلتزم بتاتاً بتسعيرة الدولة. فقد أعلنت وزارة الطاقة والمياه في بيان، أن السعر العادل لتعرفات المولدات الكهربائية الخاصة عن شهر أيلول هو التالي:

3.426 ل.ل. عن كل كيلواط ساعة، في حين أن أصحاب المولدات الخاصة يسعّرون الكيلوواط على هواهم.

وبينما تغيب كهرباء الدولة عن مدينة طرابلس بشكل شبه كامل؛ لا بل تغيب الدولة بكل مؤسساتها عنها، ولا تغطّي المولدات الخاصة أكثر من 8 – 10 ساعات في اليوم والليلة، فإن المواطن يجد أن التسعيرة الجديدة للمولدات مضخّمة أكثر من اللزوم ويراد منها إفقار الناس وإذلالها. وفي الوقت الذي لا يُلحظ فيه أي تحرك لأي جهة رقابية في الدولة تلجم هذا التمادي وتعطي للمواطن حقوقه، ستصبح الكهرباء قريباً للأغنياء فقط، واما الفقراء “فإلهم الله”.