IMLebanon

هل تتكرر تجربة “لو كنت أعلم” 2006؟

جاء في “المركزية”:

يُخفي مشهد التطورات العسكرية في المنطقة وتحديدا على الحدود اللبنانية – الإسرائيلية الكثير من التطورات الخطيرة، خصوصا بعد توقف مفاوضات فيينا وإعلان إيران مباشرة بأنها وصلت إلى ما بات يعرف بالحائط المسدود. ويرى المراقبون أن المنطقة تتجه إلى مواجهة كبيرة على خلفية التطورات الاخيرة التي وقعت في بحر العرب من اعتداء بالصواريخ على سفينة اسرائيلية واتهام تل أبيب إيران بالوقوف وراءه. ويضع المراقبون 3 احتمالات للمشهد المأزوم: إما حرب سيبرانية، أو ضربة عسكرية محدودة، أو حرب شاملة خصوصا وأن ما يجري في المنطقة يدفع للإعتقاد بأن المنطقة مقبلة على عمل عسكري كبير.

وعلى رغم خطورته لا يخلو المشهد من انقسام الآراء حول إمكان توسع رقعة الإشتباكات سواء في الجنوب اللبناني أو على جبهة الخليج. المحلل لشؤون الشرق الأوسط الدكتور سامي نادر اعتبر في قراءة لـ”المركزية” “أن لبنان خارج منظومة الحرب السيبرانية، والهجوم على الناقلة الإسرائيلية من قبل إيران هو جزء من المواجهة الكبرى”. وأشار إلى التطور المستجد اليوم في وصول رئيسي إلى سدة الرئاسة في إيران، بدعم من مرشد الثورة خامنئي مما يضع دفة الإقتصاد والديبلوماسية في إيران بيد المتشددين. واعتبر أن “موقف إيران السلبي من مفاوضات فيينا تجلى في الإعلان صراحة عن عدم التمكن من الإتفاق بسبب رفض الطرف الأميركي العودة إلى الإتفاق النووي وتطرقه إلى مسألة الصواريخ البالستية وأنشطة إيران في المنطقة، مما يعني التوجه نحو المزيد من التصعيد في المنطقة الذي بدأ يُترجم بتوجيه إيران ضربات عسكرية على القواعد الأميركية في العراق وكذلك الأمر في سوريا، وبعرقلة تشكيل الحكومة في لبنان”.

تعرض الناقلة الإسرائيلية للقصف من قبل إيران وضعها نادر في إطار “عرقلة التجارة العالمية، ورفع أسعار النفط عالميا”. وفي ما يختص بجبهة الجنوب أوضح “أن لا يمكن اعتبار ما يحصل على الجبهة الجنوبية مجرد حادث كما لا يمكن عزله عن مسار التطورات العسكرية في المنطقة. وهذا المشهد سيتطور بشكل تصاعدي لا سيما بعد رفض إيران عملية مزج المسارات التي أرساها الرئيس الأسبق باراك أوباما. لكن يبدو أن ضغط الحلفاء وأيضا إسرائيل والشركاء أعاد رسم الصورة وفقاً لمقاربة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب أي التفاوض على كل النقاط بما فيها مسألتا الصواريخ البالستية وأذرع إيران في المنطقة لا سيما منها حزب الله وليس “على القطعة”.

وفي السياق سأل نادر: “هل يتحمل حزب الله مغامرة عسكرية على غرار حرب تموز 2006؟ وهل الجو العربي والدولي والداخلي الذي احتضن حزب الله في العام 2006 لا يزال على حاله أم اختلف؟ وماذا عن المقومات الإقتصادية التي ساهمت بإعادة بناء ما تهدم في تلك الحرب وقد انتفت اليوم؟ باختصار لا يبدو المجتمع الفولاذي – كما يسميه أمين عام حزب الله حسن نصرالله- مستعدا لامتصاص ضربة عسكرية. حتى حزب الله لا يبدو مهيأ لحرب مفتوحة مع إسرائيل ويتردد في أن يكون صاحب المبادرة بالضربة الأولى”.

ويضيف نادر: “أما بالنسبة إلى إسرائيل فالأمر يختلف. وهي تعتبر أن اللحظة مناسبة للضغط على حزب الله وإيران عن طريق لبنان كونه يشكل “الخاصرة الرخوة” لا سيما بعد جريمة تفجير المرفأ. وعلى رغم تبني إسرائيل كلام حزب الله لجهة تنصله من إطلاق الصواريخ على كريات شمونة في الأمس واتهام فصائل فلسطينية بذلك، إلا أن رد الحكومة الإسرائيلية باعتبار الدولة اللبنانية مسؤولة عن كل ما حصل ويحصل، يؤكد أن الرد الإسرائيلي على ضرب ناقلتها من قبل إيران جاء من الجنوب اللبناني”.

هل دقت ساعة “اللحظة المناسبة” لإطلاق الضربة الأولى وإعلان الحرب الشاملة؟ ومن سيبادر بذلك؟ الجيش الإسرائيلي أعلن اليوم استعداده لأية عمليات عسكرية يتطلّبها الوضع ولن يتهاون مع أيّ عدوان على المدنيين الإسرائيليين. انطلاقا من ذلك يقول نادر: “المطلوب اليوم الكثير من اليقظة والتيقن والإقتناع بضرورة تحييد لبنان عن صراعات المنطقة. وإذا سلمنا بأن إسرائيل قادرة على تحمل تداعيات سقوط صواريخ على أراضيها إلا أن مقومات لبنان الإقتصادية والسياسية معدومة، ولا قدرة لدى الدولة والشعب على تحمل تداعيات الحرب التي ستكون مدمرة”. ويختم: “أخشى أن نقع في الفخ وننزلق إلى ما لا تحمد عقباه، لأن اللحظة ليست لمصلحة لبنان. والأهم أن لا ينجرّ حزب الله لأوامر إيران. لأنه هذه المرة يجب أن يعلم ما لم يعلمه في العام 2006”.