IMLebanon

تطورات الجنوب… رسالة إيرانية قاسية إلى تل أبيب

جاء في “المركزية”:

لا تنظر مصادر سياسية معارضة الى تطورات الجنوب اللبناني الا من الزاوية الاقليمية. ففي رأيها، ردّ حزب الله ، بـ”صراحة” ومن دون “أقنعة” على الضربات الاسرائيلية التي استهدفت الاراضي اللبنانية منذ ايام، لم يأت فقط لحفظ ماء وجهه امام جمهوره وتثبيت معادلة الردع بينه والكيان العبري عقب استخدام الاخير، للمرة الاولى منذ عام 2006، الطيرانَ لقصف اهداف في الداخل اللبناني، بل كان هدفُه توجيه ايران وتحديدا، القيادة المتشددة الجديدة، برئاسة ابراهيم رئيسي، رسالة قاسية الى تل ابيب.

فالجدير ذكره، بحسب ما تقول المصادر لـ”المركزية”، أن التصعيد العسكري على الحدود، واعلان حزب الله في بيان واضح ومباشر أنه “وردا على الغارات الجوية الإسرائيلية على أراض مفتوحة في منطقتي الجرمق والشواكير ليل الخميس الماضي، قامت مجموعات الشهيد علي كامل محسن والشهيد محمد قاسم طحان في المقاومة الإسلامية بقصف أراض مفتوحة في محيط مواقع الاحتلال الإسرائيلي في مزارع شبعا بعشرات الصواريخ من عيار 122 ملم” – هذا التصعيد يأتي ساعات بعيد تسلّم رئيسي الحكم رسميا في ايران، حيث ادى يوم الخميس، اليمين الدستورية امام مجلس الشورى الايراني، رئيسا جديدا للجمهورية الإسلامية الإيرانية.

تحريك الجبهة الجنوبية، تتابع المصادر، يحصل فيما تتلاعب طهران ايضا بأمن الملاحة البحرية، حيث اعتدت منذ نحو اسبوع على سفينة اسرائيلية كانت تمر في بحر عمان، من دون ان ننسى تعقيدها القديم الجديد لمسار الحل السياسي في اليمن وتصعيدها العسكري ضد قوات التحالف العربي وضربها اهدافا في السعودية، بالتزامن مع استهدافها قوات التحالف الدولي في العراق. وهذه المعطيات كلّها، ولبنان ضمنا، تدل الى ان القيادة الايرانية الجديدة، تجمع اوراق قوّتها وتعرض عضلاتها امام المجتمع الدولي، لتذهب الى طاولة التفاوض معه في فيينا، من موقع القوي لا الضعيف.

مع الاسف، تتابع المصادر، في هذه المعمعة الخطيرة، لا كلمة للبنان – الرسمي. والبلاد تُساق، بصمت حكّامها وتواطئهم، الى ممرّ الفيلة الاقليمي، لزجّها في صراع لا ناقة لها فيه ولا جمل، فلبنان وطنٌ أسير ونحن “أكياس رمل”.

بحسب المصادر، الكلام عن توازن رعب مع اسرائيل بفضل الصواريخ الايرانية، والحديث عن “تماثل” في الاحجام، في غير مكانه وهو ضرب من الخيال. فما يلجم اسرائيل اليوم هو الرأي العام الدولي والشرعية الدولية. اما الكلام عن “العين بالعين والسن بالسن”، فلن يؤدي الا الى مزيد من الدماء العربية التي ستسفك لتحسين ظروف ايران في مفاوضاتها مع الولايات المتحدة، لا لتحسين ظروف العالم العربي او حقوق شعوبه.

واذ تستبعد قدرة فعلية للجامعة العربية على التدخّل لبنانيا، تقول المصادر، إنه على الاقل، يجب ان تجتمع الجامعة العربية وتصدر بيانا متوازنا تدين فيه قصف اسرائيل للبنان وأيَّ عمل عسكري ينطلق من لبنان تنفيذا لاوامر “فوق لبنانية” و”فوق عربية”. وهنا، تستطرد: لكن المشكلة هي في ان الدبلوماسية اللبنانية تعمل على عكس التوجه العربي ولصالح المصالح الايرانية. اما على النطاق الاستراتيجي الاوسع، فتعتبر المصادر ان صحّ كلام الحجّاج بن يوسف عندما قال “سأجعلنّ لكل واحد منكم شغلا في جسده”، بمعنى ان كل دولة عربية منشغلة اليوم بمشاكلها، بحيث لا يمكن ان يكون هناك عمل عربي مشترك للتصدي للاحتلال الايراني للمنطقة العربية بأسرها، الممتدة من اليمن الى العراق فسوريا ولبنان وصولا الى غزة.