IMLebanon

الراعي يُخوَّن من قبل مَن “مالهم ومأكلهم” من ايران؟

جاء في “المركزية”:

قبل ان توزّع شهادات بالوطنية، عليك ان تكون من اللبنانيين “الخالصين” الذين لا تشوب شائبة انتماءهم الوطني، فهل هذه هي الحال اليوم، حين يقرر حزب الله الذي يجاهر أمينه العام بأن مأكله ومشربه وماله والسلاح من إيران، بواسطة جمهوره وجيشه الالكتروني، تقويمَ مواقف واداء البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي؟!

السؤال تطرحه مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”، معتبرة ان الحملة من قِبل هذا الفريق بالذات على مقام بكركي، الذي على صخرته وبفضل أسياده، قام الكيان اللبناني عام 1920، تثير الشفقة، سائلة: “هل يتم تخوين البطريرك الماروني اليوم لأنه ذكّر باتفاقيات دولية قائمة وقّع عليها لبنان وارتضاها، وهي وثائق رسمية موجودة، سواء أعجبتنا ام لم تعجبنا”؟

التعرّض للراعي، واعتبار ان مجرّد تذكيره باتفاق الهدنة مع اسرائيل تخاذل و”جريمة” لا تغتفر، اتهامات مردودة لاصحابها، الذين، وبينما هم يسيطرون على كل شيء في البلاد، أطلقوا سراح مَن وصفوه بالعميل، عامر الفاخوري، وأعادوه الى الولايات المتحدة بعدما تم توقيفه في بيروت، عندما ناسبت هذه الخطوة، مصالح ايران مع واشنطن… فهل يزايدون اليوم على البطريرك الماروني في وطنيّته، أم ان ما أزعجهم هو وضعُه الاصبع على الجرح، برفضه تحكّم فريق لبناني بمفرده بقرار الحرب والسلم، الذي يُفترض ان يكون ملكا حصريا للدولة اللبنانية، وبتأكيده ان مهمة الدفاع عن لبنان وحماية اللبنانيين، يجب ان تقع حصرا على عاتق الجيش اللبناني؟

هذه البديهيات التي تُعتبر “ألفباء” قيام الدول الفعلية – التي بطبيعة الحال لا تناسب الدويلة – تريد الممانعة طمسَها ومحوَها من قاموس اللبنانيين، لذا فإنها تسعى الى “محو” كل مَن يحمل لواءها وينادي بها، عبر تخوينه وتشويه صورته او سمعته ومن خلال كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لإسكاته، ألم يحمّل لقمان سليم حزب الله مسؤولية اغتياله سلفا في ملاحظات دوّنها قبل تصفيته؟

من هنا، تشير المصادر الى ان حملة محور المقاومة اليوم، ليست موجّهة ضد الكنيسة المارونية فقط بل ضد الرأي الحر وضد مَن يطالبون بسيادة الدولة، الامر الذي تنص عليه الدساتير والقوانين والقرارات الدولية وعلى رأسها الـ1701 والـ1559، لافتة الى ان الوقوف الى جانب الصرح اليوم ليس وقوفا كنسيا، لأن البطريرك الماروني هو المستهدف، بل هذا الدعم واجبٌ وطني يجب ان تؤديه كل المرجعيات الروحية والسياسية اللبنانية، تأييدا لبكركي في نضالها من اجل استقلال لبنان وصونه، لان هذا المحور، ان نجح – ولن ينجح – في تخويف الكنيسة، يكون قد تمكن من إسكات آخر صوت ينادي بلبنان الذي نريد ونعرف. واذ تنبه هذه المصادر الى عدم الاستخفاف بالتحريض الحاصل، عبر القول إن الحملة محصورة بمواقع التواصل الاجتماعي او انها ليست مبرمجة، معتبرة انها في الواقع، مُحرّكة مِن “الحزب”، فإنها تحذر من ان الاستمرار في التهجّم على الصرح، سيُجابه بتحركات شعبية قوية على الارض، لوضع مَن يعنيهم الامر امام مسؤولياتهم، تختم المصادر.