IMLebanon

السياحة تلفظ أنفاسها الأخيرة!

منذ حوالي شهر، أعلن القطاع السياحي حالة الطوارئ السياحية بسبب شح مادة المازوت، إلا أن صرخة الاستغاثة لم تلق آذانا صاغية، على غرار صرخات القطاعات الأخرى. ومنذ حينه تسوء أزمة المازوت معطوفة على المصائب المنهالة من كلّ حدب وصوب على مختلف أركان القطاع السياحي.

نقيب أصحاب المطاعم والمقاهي والملاهي والباتيسري طوني الرامي اعلن: “يبدو أن جميع المسؤولين يمتنعون عن إعطائنا الكهرباء ويمنعون عنا البديل. باتت القدرة على الاستمرار مستحيلة بكل ما للكلمة من معنى بحيث أننا في عز الموسم السياحي نتلقى أقسى ضربة. نعجز عن تأمين المازوت الشرعي ونشحده من السوق السوداء بقطرات لا تكفي لساعات، فالمطاعم والحانات الموجودة في الأحياء السياحية لا تعتمد على المولدات بل على الاشتراك في خط من المولدات، وهنا سياسة ليّ الذراع، فإما الاشتراك مطفأ أو 5 أمبير مقابل 3 مليون ليرة”.

وكشف في بيان أن “سلسلة المطاعم العالمية ستلجأ إلى إقفال 50% من فروعها في محاولة منها لتجنب الإقفال التام. نعيش أياما صعبة لم تمر علينا سابقا وتخطينا كل الخطوط الحمراء وها نحن نقف مكتوفي الأيدي ونغرق في الأزمات كل يوم أكثر”.

“المركزية” تواصلت من جهتها مع رئيس اتحاد النقابات السياحية نقيب أصحاب الفنادق بيار الأشقر، الذي لفت إلى أن “اسباباً عدّة تقف خلف الكارثة التي يواجهها القطاع، أبرزها القضايا الأمنية من التوتر والتصعيد على الحدود الجنوبية وصولاً إلى مواجهات خلدة، فالقطاع السياحي بغنى عن أجواء التوترات المسلّحة والحروب لأنها توصله إلى الخراب”. مضيفاً: “السياحة كانت الخلاص الوحيد، والبحصة الممكن أن تسند الخابية، إذ إن المغترب أو السائح الحامل للنقد النادر يساعد اقتصاد البلد ومؤسساته ولو بنسبة بسيطة”.

وأضاف: “يتم تسليط الضوء على المازوت فقط، لكننا نواجه بالتوازي العديد من الصعوبات الأخرى على الصعد كافة فالمياه مقطوعة مثلاً، وصهاريج النقل بحاجة إلى المازوت لتلبية حاجتنا، وفي نهاية المطاف التكاليف زادت ثلاثة وأربعة أضعاف. وإذا كانت المؤسسات السياحية قادرة على الأقل على تغطية أكلافها، عدنا إلى تكبد الخسائر”.

واوضح الأشقر  “لم تمر ظروف مشابهة على القطاع طوال تاريخ لبنان، حتّى أيام الحرب كنا “بألف خير”، حيث كان المازوت والنقد النادر متوافران والأهم أن أموالنا لم تكن محتجزة في المصارف. ويتم إلهاؤنا بتأمين الماء والمازوت والأموال اللازمة لسداد ثمنها…”.

وعن إلغاء الحجوزات، أوضح أن “الدفعة الكبيرة المنتظرة من السياح غادرت لبنان، والعراقيون الذين كانوا يقصدونه بأعداد اكبر، توقفوا بعد صدور قرار الحجر الإلزامي لأربعة أيام إذ بعد هذه الفترة تنتهي إجازتهم في البلد. أما الأردنيون والمصريون وبعض الأجانب فألغوا حجوزاتهم بسبب التوترات الأمنية، يضاف إليها احتمال نشوب حرب مع إسرائيل، كذلك الظروف غير مشجّعة في ظلّ فقدان المواد الأساسية والحيوية من محروقات ودواء.. بالتالي يفضّل السائح قضاء عطلته في بلد آخر”.

وختم: “الاتّجاه إلى الإقفال مؤكّد في حال بقيت الأمور على حالها، فكيف نطعم الزبائن من دون كهرباء للبرادات؟ أو هل نقول للنزلاء في الفنادق بيتوا من دون كهرباء؟ نكافح للبقاء والمازوت متوافر بالأطنان في السوق السوداء، من دون أن نجده بالسعر الرسمي ما يعني أن الدولة ووزاراتها ومراقبيها فاشلون”.