IMLebanon

أين أصبح النفط الايراني؟

في 3 آب الجاري، اكد الامين العام لحزب الله السيد نصر الله في اللقاء السنوي مع المبلّغين وقارئي العزاء، عشية بدء شهر محرم ان “مجموعة من الإخوة في حزب الله موجودون في إيران حالياً لاستكمال بحث موضوع البنزين والمازوت”، مؤكداً “أننا سنأتي به عمّا قريب وسندخله سواء براً أو بحراً”. ولم يكتف الامين العام بالحديث عن حل للمحروقات اذ اشار أيضاً  الى أن أزمة الدواء تدخل ضمن أولويات الحزب، لافتاً إلى أن “الحزب سيأتي بالدواء الإيراني إلى السوق اللبنانية”.

هذا الموقف اتى بعد شهرين تقريبا، على اعلانه استعداد الحزب للمساهمة في حل أزمة المحروقات التي يشهدها لبنان. يومها ذكّر نصر الله في كلمة  بـ”العروض الإيرانية واستعداد الجمهورية الإسلامية لبيع المواد النفطية للبنان، بالعملة اللبنانية”، واعدا بأن “حزب الله لن يقف متفرجاً، وأنه في حال بقاء الدولة ساكنة، فإن الحزب سيأتي ببواخر البنزين والمازوت من إيران”، متحدّيا مَن يعنيهم الامر بمنع الحزب من جر النفط الايراني الى بيروت.

هذا الكلام الذي يعود الى مطلع حزيران الفائت، لم يجد بعد ترجمته العملية. اليوم، الازمة مستفحلة وباتت اشد وطأة. الطوابير على حالها امام المحطات، في حين شحّ المازوت في شكل شبه تام، وانعدمت التغذية بالتيار الكهربائي سواء من مؤسسة الكهرباء او من المولدات الخاصة، في وقت رفع اصحاب الافران والمطاحن والمستشفيات والقطاعات كلّها، الصوت، مطالبين بحلّ سريع، كون المادة (اي المازوت) حيوية لاستمرارهم في اعمالهم.

في المقابل، الدولة عاجزة عن التوصل الى صيغة تعالج هذه المشكلة المستفحلة. مصرف لبنان يؤكد انه لن يفتح اي اعتمادات جديدة اضافية من دون غطاء من مجلس النواب يتيح له التصرف بالاحتياطي الالزامي، وقد اعلن مساء الاربعاء عجزه عن الذهاب ابعد في دعم المحروقات على الـ3900، فيما السلطة السياسية في المقابل، تتهرب من قرار رفع الدعم. وقد انتهى الاجتماع الذي دعا اليه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون امس في بعبدا، على عجل، لمتابعة  الملف، في ظل انفجار اجتماعي كان سيفجّره على الارض، الى “لا حلّ”. واكتفت كتلة الوفاء للمقاومة بالتعليق على ما يجري امس قائلة: إجراء حاكم مصرف لبنان برفع الدعم عن المحروقات هو اجراء مرفوض لأنه خارج أي خطة انقاذية.

فأين اصبح النفط الايراني؟ تسأل مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”. اذا كان العون لن يأتي الآن، بينما اللبنانيون بأمسّ الحاجة اليه، فمتى يأتي؟ وهل كان حزب الله جدّيا عندما اقترح هذا المخرج، أم انه طرحه من باب التحدّي؟ ام ان ايران لم تلبّ حليفها الاول وذراعها الاكبر في لبنان والمنطقة، حزب الله، سيما وان أزمتها الاقتصادية والمعيشية، جراء العقوبات الاميركية المفروضة عليها، تضاهي ازمة لبنان؟ بحسب المصادر، كانت الآليات البيروقراطية والتقنية كلّها، يُفترض ان يتم تجاوزها ووضعها جانبا، اذا كانت طهران صادقة وتنوي فعلا تقديم المساعدة للبنانيين، أو لجزء منهم وتحديدا لمناصري حزب الله وخط الممانعة، غير ان التأخير الحاصل يثير اكثر من علامة استفهام.. فهل هناك حقا اتصالات تنسيقية تجري بين مسؤولي الحزب والقيادات الايرانية؟ وهل علينا ابقاء الرهان قائما على دعم ايراني، أم نفقد الامل وننسى القضية؟ تختم المصادر.