IMLebanon

وضع كورونا غير مطمئن: لبنان على أبواب خريف صعب!

مع تلهي اللبنانيين بالأزمات المعيشية المتفاقمة، انحرفت الأنظار عن الوضع الوبائي إذ عاودت إصابات فيروس كورونا تسجيل معدلات مرتفعة، في حين أن القطاع الاستشفائي منهار وبالكاد يكافح للبقاء وتأمين الحدّ الأدنى من الخدمات، أما حملات التلقيح فمستمرة لكن بوتيرة بطيئة.

وفي قراءة للوضع الكوروني الراهن، رأى نقيب الأطباء في بيروت شرف أبو شرف عبر “المركزية” “أنه غير مطمئن لأن أعداد الإصابات تتزايد وبقوة حيث تخطّت الألفين يومياً، أما نسبة الفحوصات الإيجابية فزادت عن الـ 7%، وهذه الأرقام تعدّ مرتفعة، توازياً لا يزال عدد الملقحين أدنى من المستوى المطلوب كونه لم يتخطّ الـ 25%. بالتالي، إذا بقيت الأمور على حالها من دون تشديد التدابير الوقائية فالبلاد مقبلة على فصل خريف صعب”.

وشرح أن “القطاع الصحي والاستشفائي والتمريضي غير مجهّز لاحتواء أعداد كبيرة من الإصابات، حيث النقص كبير في الأدوية والطواقم التمريضية، كذلك قدرة المستشفيات الاستيعابية تراجعت بنسب كبيرة، لذا وضع البلد الصحي مزرٍ”.

وطالب أبو شرف بـ “العودة إلى الالتزام بالإجراءات الوقائية”، داعياً المواطنين غير الملقحين إلى أخذ اللقاح لأن المناعة المجتمعية تتطلب أن تتجاوز نسبة هؤلاء الـ 75%، ولا نزال بعيدين جداً عن هذا الهدف رغم إصابة كثر واكتسابهم المناعة الذاتية إلا أن هذا غير كاف. من هنا، أهمية تعاون المواطنين معنا لتخطي هذه المرحلة الصعبة، وفي الوقت نفسه المطلوب من الدولة تنفيذ التدابير الوقائية ومحاسبة المخالفين لا سيما المقاهي والمطاعم والتجمعات ووقف الأراكيل في الأماكن العامة، هذا ومن الضروري إعادة تكثيف ماراتونات التلقيح… أما الإعلام فلا شك أنه يؤدي دوراً في الإطار، إلا أن المطلوب حملات توعية أكبر”.

ولفت إلى أن “المستشفيات تعاني نقصاً حاداً في الأدوية والمستلزمات الطبية والمازوت، والعديد من العمليات الجراحية تؤجل لحين تأمينها. ووسط هذه الأجواء، من الأسهل ضبط موضوع كورونا كي نتجنب مشاكل نحن بغنى عنها”.

وعما إذا كانت نسبة الإصابات المحلية بدلتا 100%، أوضح أن “القسم الكبير منها بالفعل من هذا المتحور، لكن يبقى للقاح مفعول ضدها، ورغم تلقيه ممكن أن نلتقط العدوى لكن عوارض الإصابات في صفوف الملقحين أقل بكثير من غيرهم، والأكثرية الساحقة من المصابين راهناً رغم التلقيح لا يحتاجون الى دخول المستشفى على عكس غير الملقحين حيث الحالات الموجودة في المستشفيات وفي أقسام العناية الفائقة على آلات التنفس الاصطناعي جميعها لم تتلق اللقاح”، معيداً في الإطار التشديد على “ضرورة التلقيح كي يحمي الشخص نفسه ويساهم في بناء المناعة المجتمعية بوتيرة أسرع”.