IMLebanon

انهيار العصابات الحاكمة! (بقلم رولا حداد)

ليس غريباً أن تتكشف حقائق مذهلة، تماماً كمثل أن عصابات ومافيات التخزين والتهريب في عكار يقودها نواب ومحميون يتبعون لأفرقاء أساسيين في المنظومة الحاكمة، أو كمثل أن نواباً آخرين مسؤولون عن التخزين في مناطق الجنوب ويتبعون طبعاً للمنظومة الحاكمة جنوباً، وهم باتوا معروفين من الجميع ولا داعي للتسمية!

المفارقة المهمة اليوم أن جميع هؤلاء باتوا مفضوحين أمام اللبنانيين، كلٌّ أمام بيئته الحاضنة، ولم يعودوا يستطيعون أن يختبئوا. لن يقدر أحد بعد اليوم على حماية “زعيم” أو “مسؤول” يكون مسؤولاً عن إفقار الشعب اللبناني ويقوم بعمل المافيا في تخزين المحروقات وتهريبها، إضافة إلى كل أنواع المخالفات، ويتلطّى بحمايات سياسية وحزبية وحصانات نيابية أو وزارية أو ميليشيوية أو غيرها!

إنها المنظومة المافيوية الحاكمة تتدحرج تحت أقدام اللبنانيين الناقمين بعدما أوصل المسؤولون لبنان إلى جهنم بالفعل وليس فقط بالشعارات، جهنم الخالية من الكهرباء والمحروقات والخدمات على أنواعها، جهنم التي يتهدّد فيها مستقبل طلابها في المدارس والجامعات بعدما تيقّن الجميع أن السنة الدراسية والجامعية المقبلة باتت في مهبّ الريح نتيجة لتصرفات الحكام الرعناء، لا بل نتيجة تورّط الطبقة الحاكمة في قهر الشعب لإرضاء مصالحها السياسية والمالية والطائفية!

نعم، عاجلاً أم آجلاً سنشاهد نواباً ووزراء يهربون لأنهم متورطون، وهذا قدر التاريخ في لبنان كما في كل العالم.

نعم ستسقط منظومة المافيا، وسيُقرّون بجرائمهم وبسرقاتهم لا مفرّ، لأن ساعة الحقيقة ستدنو.

ولكن لكي يتحقق كل ذلك لا بدّ من توحّد اللبنانيين ووعيهم على قاعدتين ذهبيتين:

ـ أولاً: نعم لملاحقة ومحاكمة ومعاقبة كل من تلوّثت يداه بالفساد وبدماء اللبنانيين. نعم لفضح كل من تورّط بأي نوع من الممارسات المسيئة للبنانيين، ومنها مؤخراً عمليات تخزين المحروقات أو الأدوية أو المنتجات الغذائية وتهريبها، سواء مباشرة أو عبر أزلامه.

ـ ثانياً: من الضرورة إسقاط شعار “كلن يعني كلن” وتوجيه المحاسبة نحو المذنبين، عوض إضاعة البوصلة ومحاولة تلطي المذنبين والمرتكبين خلف الأبرياء للتهرب من المحاسبة.

إن الأساس هو في فضح الارتكابات والمرتكبين وليس في إسقاط الاتهامات على الجميع لأن في ذلك تضييع للحقيقة وللحقوق، تماماً كما في حال جريمة عكار حيث المهرّبون معروفون في قضية التليل وفي كل قضايا التهريب عبر الحدود، ولن تنفع البعض الحصانات النيابية أو الحمايات السياسية والطائفية للتهرّب من المحاسبة والمساءلة الشعبية.

ما لم يسقطه تفجير مرفأ بيروت بات ينهار تحت وطأة التراكمات التي جعلت من اللبنانيين في كل المناطق ضحايا للمنظومة الحاكمة. وليست مصادفة أنه بعد كلام حاكم مصرف لبنان في مقابلته مع كاتبة هذه السطور عن ارتكابات كارتيلات ومافيات تخزين المحروقات وتهريبها، كيف تحرّك الجيش والقوى الأمنية باتجاه تلك العصابات ليتم اكتشاف مئات آلاف الليترات من المحروقات المخزنة في عدد كبير من المناطق. والسؤال الكبير هنا: لم لم تتحرك القوى الأمنية من قبل؟ نعم نحتاج للإجابة الواضحة والشافية عن هذا السؤال، وخصوصا بعدما تبيّن أن السوق اللبنانية غارقة بالمحروقات التي تخزّنها المافيات ويُحرم منها اللبنانيون!

المطلوب بعد اليوم فضح كل الممارسات والارتكابات. المطلوب أن يصحو ضمير “التابعين” ليفضحوا بأنفسهم ممارسات “زعمائهم”، لأن لبنان واللبنانيين لم يعودوا يحتملون وقد انهار كل شيء على رؤوس الجميع.

من الجنوب مروراً بمرفأ بيروت وصولاً إلى عكار… قضية واحدة تجمع اللبنانيين وقد آن أوان الانتصار على المافيات التي تحكمنا!