IMLebanon

هل يزور الراعي واشنطن قريبًا؟

شنّ نواب من الكونغرس الأميركي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي هجومًا على حزب الله بعدما حاول أنصاره تخوين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي بسبب مواقفه الأخيرة من موضوع التصعيد في الجنوب ودعوته الى التمسك باتفاق الهدنة عام 1948 ووقف إطلاق الصواريخ باتجاه اسرائيل. وجدد النواب دعمهم المطلق للبطريرك في مؤتمر افتراضي أقامته منظمة الدفاع عن المسيحيين في واشنطن.

أوساط دبلوماسية غربية توقفت عند أهمية المواقف التي صدرت عن الكونغرس، مؤكدة ان التحضيرات بدأت في الولايات المتحدة لزيارة البطريرك الراعي وتحديد مواعيد اجتماعاته لاسيما مع الرئيس جو بايدن وكبار المسؤولين في الادارة والكونغرس، والتي ستتضمن جولة على الولايات للاجتماع مع أركان الجالية اللبنانية. فهل تحدد موعد زيارة الراعي الى واشنطن؟

مصادر سياسية مطلعة أكدت لـ”المركزية” الا زيارة مجدوَلة للراعي الى واشنطن حالياً ولا اتصالات في هذا الخصوص ولا مواعيد. إنما هذا لا يعني أن لا زيارة في المطلق أكان الى الولايات المتحدة او فرنسا او غيرها من الدول الاوروبية او العربية، إنما لا شيء محددا حتى الساعة. فالبطريرك لن يكتفي بزيارة الجالية اللبنانية في الولايات المتحدة، إنما يسعى لزيارة البيت الابيض ولقاء الرئيس جو بايدن وكبار المسؤولين الاميركيين.

وعن التقدم في موضوع المؤتمر الدولي الذي دعا إليه البطريرك، لفتت المصادر الى ان التطورات المأسوية والكوارث التي تحصل في لبنان، بموازاة الجمود الداخلي الذي لا يحركه او يحرك المسؤولين اي حدث مهما عظُم، تتجه الانظار مجددا نحو تحرك خارجي معين، بالطريقة التي طرحها الراعي. لكن هذا التحرك الخارجي ما زال يصطدم بأمرين: الاول عدم وجود حكومة لبنانية لتلقف دعوة البطريرك ومن جهة ثانية انشغال المجتمع الدولي بقضية افغانستان. إنما بعد مدة قصيرة سيعود انتباه العالم نحو لبنان، خاصة اذا ما تشكلت حكومة سريعا وهذا ما لمحت إليه السفيرة الاميركية دوروثي شيا بعد لقائها رئيس الجمهورية العماد ميشال عون. والبطريرك في هذا الاطار، اجرى الاسبوع الماضي ومطلع هذا الاسبوع، سلسلة اتصالات مع عدد من السفراء العرب والاجانب لحثهم على تحريك الامم المتحدة ومجلس الامن والجامعة العربية للتحرك لإنقاذ لبنان. وهذا الامر ينتظر مشاورات ستحصل في ايلول المقبل وفي ضوئها تتوضح الصورة.

وعن تشبيه لبنان بافغانستان والتخوف من التدخل الاجنبي، قالت المصادر: اولا نحن لا نطلب من الولايات المتحدة والغرب ان يقوما بإنزال في لبنان، ولا نطلب تدخلا اجنبيا يدوم عشرين عاما، بل نطلب مؤتمراً دولياً برعاية الامم المتحدة ومشاركة الدول الصديقة للبنان لوضع خريطة انقاذ لبنان وتثبيت كيانه، لا اكثر. ومن ثم افغانستان هي افغانستان ولبنان هو لبنان، واللبنانيون لم يثقوا يوما من الايام ثقة عمياء بالاجنبي حتى في القرنين الثامن عشر والتاسع عشر. واذا كنا نتطلع الى مساعدة اجنبية فبسبب تواطؤ بعض المكونات اللبنانية مع الخارج الشرقي الذي حوّل لبنان الى جهنم.

وختمت المصادر: يحق لنا بعد كل هذا، ان نطلب دعم الامم المتحدة. ونأسف ان نرى ان البعض ينظر الى الانسحاب الاميركي من افغانستان على أنه انسحاب من لبنان، وكأن لبنان سقط بين يدي ايران. هذه الحسابات خاطئة وستبرز الاشهر المقبلة مدى خطئها.