IMLebanon

ايران و”الحزب” على طاولة واشنطن واسرائيل

يزور رئيس حكومة اسرائيل نفتالي بينيت واشنطن نهاية الشهر الجاري في اول زيارة له للعاصمة الاميركية للقاء المسؤولين بعد تسلمه السلطة من بنيامين نتنياهو اثر الانتخابات التي شكل بعدها حكومة ائتلاف من يائير لابيد وبيني غانتس، وسيبحث مع المسؤولين الجهود المبذولة لتعزيز السلام والأمن والازدهار للاسرائيليين والفلسطينيين والعمل من اجل مستقبل اكثر سلاماً وامانا.

فهل سيكون ملف الصراع الفلسطيني – الاسرائيلي على طاولات المباحثات في واشنطن، خصوصاً وان وزير الخارجية يائيير لابيد كان قد أشار الى ان حل الدولتين للصراع الاسرائيلي – الفلسطيني سيكون على جدول اعمال الحكومة فور توليه رئاستها لحقبة سنتين وفق اتفاق الائتلاف بتقاسم السلطة، في حين ان بينيت يرفض التطرق الى حل الدولتين ولذلك لم تتحدث الحكومة الجديدة مع محمود عباس حتى الان؟

مدير مركز الشرق الأوسط للدراسات والعلاقات العامة العميد الركن المتقاعد الدكتور هشام جابر أكد لـ”المركزية”: “ان هذه الزيارة لا تحمل حلاً للصراع الفلسطيني – الاسرائيلي، فبينيت معروف انه من الصقور. واذا لم يحصل الحل في عهد نتنياهو او لم يتقدم الرئيس الاميركي بحل نظرا للوضع الفلسطيني المعقد، فلا اعتقد ان رئيس وزراء اسرائيل سيفتح الملف اطلاقا لأنه غير مضطر لذلك”، مشيراً الى “ان المشكلة في الملف الفلسطيني ان لا مفاوض آخر قويا من الجانب الفلسطيني للتباحث معه. فالمجتمع الفلسطيني منقسم وغير راضٍ عن الرئيس محمود عباس الذي انتهت ولايته. فعندما يتوحّد البيت الفلطسيني ويترتّب يصبح هناك محاور فلسطيني. وعندما تكون الدول العربية ايضاً متفرّغة ومتحمّسة للوضع الفلسطيني عندها نشهد حلاً. الدول العربية ليست في هذا الوارد إطلاقا وتتسابق للمصالحة مع اسرائيل خاصة دول الخليج”.

ورأى جابر “ان الملف الفلسطيني لن يكون من اولويات بينيت مع بايدن إلا في حال أراد الرئيس الاميركي إثارة الموضوع، فإن للولايات المتحدة مطالب منها تهدئة الوضع ووقف الاستيطان وتنفيذ قرارات الامم المتحدة التي وافقت عليها الولايات المتحدة في الموضوع الفلسطيني لم ينفذها الاسرائيليون، وليس تلك التي نالت فيها اسرائيل حق الفيتو”، لافتاً الى ان اولوية هذه الزيارة هي للتفاهم مع الولايات المتحدة الحليف والحامي الدائم لاسرائيل. بالطبع سيتطرق بايدن الى موضوع ايران وحزب الله والاخطار التي تهدد اسرائيل. كما سيعيد الكلام نفسه الذي قاله لنتنياهو ومفاده ان اميركا ستسير بالاتفاق النووي مع ايران لأن ذلك يصبّ في مصلحة الولايات المتحدة واسرائيل والعالم، وان الحل الوحيد هو في منع ايران من امتلاك سلاح نووي. اسرائيل غير راضية وتحاول العرقلة”.

واعتبر جابر ان سياسة بايدن تقوم على اختصار الصراعات واختصار الوجود العسكري الاميركي في العالم وانتشاره، ويريد ان يفهم الاسرائيلي ان أميركا تعاني من مشاكل داخلية وأخرى مع الصين تأتي في الاولوية، وان الولايات المتحدة غير مستعدة للانشغال بملفات أخرى وان “الحركشة” مع ايران تعرقل الملف النووي وتورط اميركا ربما بصراع عسكري”.

واكد جابر ان المفاوضات النووية ستستأنف وانها تعرقلت لأسباب عديدة، منها “اولاً، اقتناع الاميركيين بوجوب تأجيلها ليتم الاتفاق مع الرئيس الجديد ابراهيم رئيسي، لأن في حال التوصل الى اتفاق معه، فإنهم سيضمنون احترامه من الجانب الايراني وعدم معارضته من قبل المتشددين بما ان رئيسي منهم. وثانياً، تصلّب الوفد الايراني في موقفه”، مؤكداً “ان الموقف الايراني سيبقى على حاله كما كان في فترة الرئيس دونالد ترامب، اي العودة الى الاتفاق كما كان حرفياً دون اي تعديل ومع ضمانات تؤكد عدم الخروج منه مجدداً. أما الملفات الاخرى كالصواريخ الباليستية ووضع قواعد للطائرات المسيرة وحرب السفن وانتشار ايران ونفوذها في المنطقة، وغيرها من الملفات، فكلها قابلة للنقاش”، جازماً “ان ايران تريد العودة الى الاتفاق لأنه يزيل عن كاهلها أثقالا كثيرة ومنها العقوبات ويسمح لها بالانفتاح على العالم مجددا هي التي تمر بحالة اقتصادية صعبة. واعتقد ان مندوبي ايران في المفاوضات لن يتغيروا وسيبقى عباس عرقجي المفاوض الاول مع فريق عمله”.

وختم جابر: “اسرائيل تعرقل إذ لا تريد ان تعود الولايات المتحدة الى الاتفاق النووي وحاولت منعها من ذلك، لكنها لم تنجح وبدأت تقوم بذبذبات على الاتفاق وتحرّض عليه وتفتعل مشاكل هنا وهناك كحرب الناقلات وغيرها، لعلمها أن احداثا كهذه تلجم الاتفاق وتؤخره”.