IMLebanon

باريس بحراً وواشنطن برّاً.. هل حان وقت الحسم الدولي؟

في البحر فرقاطة “Aconit”  التابعة للبحرية الفرنسية للوقوف إلى جانب القوات المسلّحة اللبنانية، بحسب بيان سفارة فرنسا في بيروت. وفي البر، وفد من لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور المتشدد كريس مورفي، بدأ زيارة لبيروت من قصر بعبدا، حيث استقبله رئيس الجمهورية العماد ميشال عون في حضور السفيرة الاميركية دوروثي شيا، وعرض معهم الأوضاع في لبنان وتوجهات المرحلة المقبلة. واكد انّ هناك تقدماً على صعيد تشكيل الحكومة، وشكرهم على الدعم الأميركي للجيش اللبناني.

محطتان غربيتان لهما من الدلالات ما يكفي ويفيض للبناء على ابعادهما واهدافهما المعلنة والخفية في لحظة مصيرية يمر فيها لبنان القابع بين مربعي نفط طهران وغاز اقتراح واشنطن، فيما يسير بسرعة جنونية نحو الارتطام المدوّي بإرادة المسؤولين عنه. في قراءة اولية لما يجري، يمكن “الابحار” بالفرقاطة الفرنسية نحو الرد على ايران وتحذيرها من مغبة مجرد التفكير بالاقتراب من الشاطئ اللبناني لافراغ حمولتها من المحروقات التي يتباها بها امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله  متحديا العقوبات ومعلنا كسر الحصار، رسالة توصلها واشنطن عبر الحليف الفرنسي ليفهم “اللبيب الايراني” ومن يدور في فلكه في لبنان.

اما الزيارة الاميركية تزامناً، والى هدفها الاستطلاعي، فتأتي لتؤكد استمرار تقديم الدعم للجيش اللبناني، ولاستشراف ما في نية المسؤولين الرسميين القيّمين على شؤون البلاد في شأن بواخر المحروقات الايرانية بعدما التزموا الصمت المطبق متسلحين بعدم اقترابها من لبنان او تفريغ حمولاتها في مصافيه، انما في بانياس السورية.وتكشف اوساط سياسية مطّلعة لـ”المركزية” ان المسؤولين الاميركيين ابلغوا نظراءهم اللبنانيين بخطورة الاقدام على اي خطوة تضعهم حكما تحت نير العقوبات، من خلال رسالة نقلتها السفيرة الاميركية الى الرؤساء ميشال عون ونبيه بري ونجيب ميقاتي ، فالادارة الاميركية لا تتهاونولا تمزح في هذا الخصوص.

وفي ابعاد المحطتين الاميركية والفرنسية ايضا، تعويل من البعض على دخول دولي قوي على خط وضع حدّ للازمة المستفحلة منعاً لسقوط لبنان في محظور الانفجار الامني الذي لاحت بوادره من اشكالات محطات المحروقات في اكثر من منطقة وكادت تشعل شرارة الفتنة لو لم يتدارك مفاعيلها العقلاء ويطفئوا فتيلها. بيد ان الاوساط السياسية تعتبر ان الرهان على الخارج لانقاذ لبنان ليس في محله، فلا حل ولا نهاية لدرب الجلجلة الا من داخل لبنان وعبر تشكيل حكومة في اسرع وقت تبدأ مسار فرملة الانهيار والشروع في الانقاذ عبر الاصلاحات، وخلاف ذلك ضرب من الخيال. وتوضح ان زيارة الوفد الاميركي ورسو الفرقاطة الفرنسية وقبلهما زيارات لعدد كبير من المسؤولين الغربيين ليست سوى رسائل بأن لبنان ليس متروكا ولم يسقط من الاولويات والحرص دائم على مساعدة شعبه وجيشه لعدم انزلاقه نحو المجهول الاسود، لكن في المقابل لا ينتظرنّ احد ان يمد الخارج حبل خلاص لانتشال لبنان بالقوة، ما لم يقدم اللبنانيون انفسهم على التمسك بطرفه، فلا قرار دوليا ولا فصل سابعا ولا اعلان حياد كما يتوهم البعض، بل مجرد دعم ورسالة للشعب بأنه غير متروك لا اكثر. وتضيف ليس الخارج اليوم غازي كنعان ليفرض على اللبنانيين تشكيل حكومة ولا يملك ادوات الضغط الكفيلة فحمل المعنيين على الرضوخ للنصائح والتحذيرات، وإن هم، لم يقتنعوا  بوجوب وضرورة التشكيل لانقاذ ما تبقى من لبنان، فلا قدرة لا ي طرف خارجي على اخراج الحكومة من عنق الزجاجة. مسار اذا استكمل، تختم الاوساط سيؤدي في اسرع مما يتوقع البعض الى الانفجار وربما الى سيناريو مشابه لحرب الـ 1975 وبدل بوسطة عين الرمانة فردُ المحروقات كشرارة…على امل ان تصدق توقعات رئيس الجمهورية بإبصار الحكومة النور نهاية الاسبوع وتكذب الرهانات على انتفاء الرغبة بتقديم الهدية الى الرئيس ميقاتي وتسجيلها نقطة مضيئة في رصيده.