IMLebanon

ميقاتي من بواخر ايران الى التسوية المعجزة… تعنّت يمنع الولادة!

جاء في “المركزية”:

ان لم تولد الحكومة الميقاتية خلال ما تبقى من الاسبوع الجاري، بعد تذليل آخر العقد المتمثلة بوزارة الطاقة والتي يدفع مدير عام الامن العام اللواء عباس ابراهيم بقوة نحو حلها سريعاً لتقترن امال رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بالأفعال، على ما ابلغ وفد الكونغرس الاميركي امس، فلا حكومة بعد اليوم ولا من يُحكَمون. وإن صح ربط اطراف سياسية بين تسهيل مهمة الرئيس ميقاتي بوصول بواخر المحروقات الايرانية الى لبنان انطلاقا من معادلة  “ما دامت واشنطن عازمة على تجاوز قانون قيصر في سوريا لايصال الغاز المصري والكهرباء الاردني الى لبنان عبرها، فلماذا لا تتجاوز العقوبات على النفط الايراني لحاجة لبنان الانسانية اليه وطالما ان الخارج يسعى لمساعدة لبنان وشعبه وتوفير حاجياته المعيشية”، فهذا يعني ايضا ان حلم الطامحين الى الانقاذ من بوابة تشكيل حكومة سيبقى من دون تحقيق.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة، يسعى العاملون على هذا الخط الى ارساء حالة مساكنة بين الرئيسين عون وميقاتي حتى نهاية العهد، في ظل رفض الاخير بشكل قاطع ابرام اي تسوية سياسية مع عون وفريقه السياسي. وتوضح لـ”المركزية” ان داخل فريق العهد، ثمة من يعمل على تعزيز وضعية ميقاتي في بيئته السنيّة من خلال تشكيل الحكومة، بحيث يصبح متقدماً بين المتساوين في نادي رؤساء الحكومات ويتمتع بوضعية مميزة تنافس موقع الرئيس سعد  الحريري داخل بيئته، وفي الامر تصفية لحسابات شخصية بين الطرفين.

لكن وبعيدا من كل ذلك، تستبعد الاوساط تشكيل حكومة  هذا الاسبوع، على رغم الضخ الاعلامي الايجابي في الساعات الاخيرة، وتعزو اعتقادها هذا الى ان الرئيس عون لن يوقع المراسيم الحكومية، الا اذا طابقت التشكيلة شروطه وشروط رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل فيكون له الثلث المعطل على رغم معارضة الرئيس نبيه بري وحزب الله. وخلاف ذلك لن يسمح لاي جهة مهما علا شأنها ان تقطع الحبل السري الحكومي، ولو اقتضى الامر استمرار الازمة حتى نهاية العهد، معربة عن اعتقادها ان كما نكس القادة اللبنانيون الرسميون والسياسيون بوعودهم للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون إبان زيارتيه الى بيروت في اعقاب انفجار المرفأ وضربوا عرض الحائط كل النصائح والتحذيرات الدولية المنهمرة من كل حدب وصوب من مغبّة عدم تشكيل حكومة والشروع في مسار الاصلاح الانقاذي، فإنهم يعتمدون المسار ذاته اليوم ولا يأبهون ان تشكلت الحكومة او لم تشكل لأن مصالحهم الخاصة على ابواب الاستحقاق الانتخابي تأتي اولا، اضافة الى مصالح ااقليمية تقود هذا المسار، بحيث يبقى تعنتهم اقوى من ضغط الخارج كله، من واشنطن الى باريس، وآخره جاء على لسان وفد الكونغرس امس، بدليل ان حكومة الاختصاص المستقلة التي نصت عليها المبادرة الفرنسية متضمنة شخصيات توحي الثقة وتتمتع بالكفاءة لم يأخذ بها المعنيون بالتشكيل وراحوا يفصلون تشكيلات تناسب “أجسامهم اللبيسة” حصصا وولاءات حزبية وسياسية. لكن حتى حكومة كهذه لم يتفقوا عليها بالحد الادنى بعد، مما يضع مصير الوعود الخارجية بمد يد العون والمساعدة على الانقاذ في مهب الريح ولبنان في قعر قعر جهنم.