IMLebanon

هل يكون أيلول شهرًا مفصليًا؟

جاء في “المركزية”:

ودخلنا شهر الحسم. رب قائل ماذا بعد؟ الأزمات المعيشية؟ اختبرنا مذلاتها. الأزمات الصحية؟ طحنتنا. الأزمة المالية؟ أفلستنا. الوضع الأمني؟ كل يوم قتيل والآتي أعظم… فماذا بعد؟ ولماذا أيلول الذي كنا ننتظره لإعادة لململة فوضى فصل الصيف وترقب زمور “الأوتوكار” الصباحي… لماذا صار أيلول 2021 مفصليا في مسار الأزمة اللبنانية؟

على مفكرة الأزمات محطات عديدة. ففي نهاية هذا الشهر سيوقف مصرف لبنان الدعم المخصص للمشتقات النفطية نهائياً ليتحرر بذلك سعر المحروقات ويلهبها، ويخشى أن تكون هذه الخطوة مقدمة لفوضى شاملة قد تطيح ما تبقى من استقرار في البلد. ونهاية هذا الشهر ينتهي العقد الموقّع مع شركة “كارادينيز”، ما يعني حتمية مغادرة الباخرتين فاطمة غول واورهان بيه الشاطئ اللبناني بعد توقف معامل إنتاجها، مع العلم أنّ مستحقات الشركة التركية تجاوزت وفق بعض المعنيين الـ200 مليون دولار، من دون أن يتبيّن كيف ستسدد الدولة اللبنانية هذا الدين.

يبقى المفصل الأمني وهو الأكثر خطورة. مراجع أمنية ذكرت أن الانفجار الاجتماعي في البلاد قادم حتما، وشهر أيلول مفصلي بهذا الاتجاه. واستندت إلى ما جرى ويجري في بعض البلدات اللبنانية معتبرة إياه بمثابة مؤشر خطير إلى ما يمكن ان يحصل في مناطق أخرى. ولفتت  إلى أن “تعامل الأجهزة الأمنية بحكمة وروية مع الإشكالات التي حصلت وتحصل أمام محطات الوقود جنّب البلاد مشاكل كبيرة،  أظهرت  مدى الاحتقان الشعبي عند جميع  اللبنانيين في  كل المناطق. وهذا التعامل هو ما كشف بأن الانفجار بات مسألة وقت فقط.

يحصل كل ذلك والمعنيون بزمام الحكم والمسؤولية في البلاد يتعاطون إزاءها بنكران تام، ويمعنون في الخلافات التي لا طائل منها، بدل إيجاد حل سياسي يبدأ بتشكيل حكومة تعالج الملفات الملحة أولا والطوفان الآتي بعدها. فهل تكون الرسائل التحذيرية من شهر أيلول مجرد تهويل على من بقي على أرض هذا الوطن؟

النائب السابق فارس سعيد أوضح عبر المركزية أن “ثمة تواريخ مفصلية في شهر أيلول تبدأ بقرار رفع الدعم عن المحروقات وصولا إلى مشروع قانون إضافة 6 مقاعد للإغتراب في الإنتخابات النيابية المقبلة والمحدد تاريخه بـ20 أيلول والذي سيتحول إلى مادة للطعن بعده في حال عدم إقراره”.

ما يستوقف سعيد في هذا الشهر المفصلي ليس مسألة تشكيل الحكومة التي باتت أشبه بالحزورة… حكومة؟ لا حكومة. التشكيلة جاهزة بالأسماء، أم أن العقبة لا تزال تقف عند تسمية الوزير الفلاني أوالفلاني؟ حتى مسألة إجراء الإنتخابات النيابية في موعدها الدستوري أو عدم إجرائها لم يعد أولوية. الأهم بالنسبة إليه “ما صدر نهار الأربعاء 1 أيلول 2021، عقب اجتماع المطارنة الموارنة”. ويسأل سعيد: “هل ثمة من استوقفهم هذا النداء الذي حذروا فيه من مغبة ما يجري ويُخفي انقلابا على الميثاق الوطني والدستور واتفاق الطائف؟ وهل سمع المعنيون بتمعن ما ورد في البيان –النداء  لجهة أن لبنان الحرية والسيادة والاستقلال وسلامة الأراضي بات على مشارف الزوال والقضيّة اليوم إنما هي قضيّة المصير وبالتالي قضيّة حياةٍ أو موت؟”.

أضاف سعيد: “أخطر ما في الأمر أن أحداً حتى اللحظة لم يتصدَ لهذا الخطر الذي يهدد الكيان ويؤشر إلى ضرب الدستور والطائف للإنتقال إلى صيغة جديدة”. وذكّر بموقف سيدة الجبل الذي اعتبرت فيه بيان المطارنة بمثابة نداء جديد بعد نداء أيلول 2000. وقال: “ما يجري اليوم يشبه مرحلة بداية الحرب اللبنانية عام 1975 حيث كانت هناك محاولة لإلغاء الجمهورية. اليوم هناك مخطط للقضاء على الدستور والصيغة. فالخروج عن الطائف أو منه يعني الدخول في المجهول وهذا ما يجب أن تدركه القوى السياسية الوازنة. فهي المسؤولة للدفاع عن الدستور والصيغة وهذا لن يتحقق في حال عدم التفاف القوى السياسية الوازنة حول مناشدات البطريرك الراعي بالدفاع عن الشرعية العربية والمطالبة بتنفيذ القرارات الدولية لا سيما منها 1559 لمواجهة مخطط حزب الله لإلغاء لبنان”.

نداء أيلول 2000 أخرج المحتل السوري بعد 5 أعوام فهل يكون نداء أيلول 2021 مقدمة لإخراج المحتل الإيراني؟ “حتما، لكن المسار طويل وشاق” يختم سعيد.