IMLebanon

“مؤسسة عطالله” الأميركية تؤمن منحًا لأكثر من 200 تلميذ بمدارس البقاع

أطلقت “مؤسّسة عطالله” (Atallah Foundation)، وهي منظّمة غير حكوميّة أميركيّة، حملة تبرّعات، في اجتماع عقدته عبر تطبيق “Zoom”، لتأمين منح مدرسيّة لأكثر من 200 تلميذ مسجّلين في 3 مدارس في منطقة البقاع هي “المدرسة الوطنية المارونية – بعلبك”، و”مدرسة راهبات العائلة المقدّسة المارونيّات” – ضهور زحلة، ومدرسة سيّدة البرج لراهبات العائلة المقدّسة المارونيات” – دير الأحمر. علمًا أنّ حملة التبرّع ستبقى مفتوحة حتى 20 أيلول الحالي لتأمين أكبر عدد من المنح للتلامذة بعد أن تخطّى عددها الـ200.

وكانت كلمات خلال الاجتماع لكل من السفير إيد غابريال رئيس “مجموعة العمل الاميركية من أجل لبنان”، المحامي اللبناني الأميركي بيل شاهين الناشط السياسي وصديق الرئيس الأميركي جو بايدن، والسيّد شارلي حنا مؤسّس منظمة “Cedar’s Food USA” ممثّلاً بالمهندس جورج قصاص، والطبيب جو خليل مؤسّس ومدير منظّمة “Empower Lebanon”، في حين أدارت الجلسة رئيسة “مؤسّسة عطالله” المحامية اللبنانيّة الأميركيّة سيلين عطالله.

وأكّد السفير إيد غابريال رئيس “مجموعة العمل الاميركية من أجل لبنان” (American Task Force for Lebanon) أنّ الهم الأساسي اليوم هو هجرة الأدمغة من لبنان وهو على مستويين، الأوّل متعلّق بالتربية لجهة تمكّن التلامذة من الحصول على تعليم جيّد وإبقاء الأساتذة في بلدهم، ولجهة دعم جامعتي “AUB” و”LAU” المهمّتين في الشرق الأوسط واللتين خرّجتا قادة كبار في مجالاتهم حول العالم. أما المستوى الثاني، وفق غابريال، فهو هجرة الأطباء والممرّضين في القطاع الصحّي المتميّز في لبنان بين أقرانه في المنطقة. ولفت إلى أنّ عمله مع إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن كان إيجابيًا جدًا إذ إنّهم في الإدارة يتلمّسون هذه الأولويّات وسيعملون على تمويلها.

وتوجّه غابريال بالشكر إلى المحامية عطالله لما تبذله من جهود لمساعدة بلدها، مهنّئًا إيّاها والمحامي بيل شاهين للأدوار التي يلعبانها كلبنانيّين أميركيّين تجاه لبنان.

أما المحامي اللبناني الأميركي بيل شاهين، زوج السيناتور الأميركيّة جاين شاهين، فقال إنّ أهم ما يجب القيام به عندما نريد إعادة بناء بلدٍ هو التأكّد أوّلاً أنّ الأمن الغذائي مؤمّن للجميع وثانيًا توفير التعليم والمكان الآمن والدافئ للتلاميذ. ولفت إلى أنّ جميع المشاركين في الاجتماع اليوم يعرفون فوائد التربية والتعليم، كونها تشكل كل الفرق. وأضاف: يومًا ما هؤلاء التلامذة سيكونون القادة ونحن سنتبعهم. وشدّد على ضرورة أن نقوم بكل ما في وسعنا لإنجاز دورنا سواء أكان لجهة تأمين الغذاء أم التعليم أم الحماية، وهذا الأمر يشكّل حجر الزاوية لما يجب أن يتحقّق في لبنان لكي يعود أمّة عظيمة كما كان وكما سيصبح بالتأكيد. ولفت إلى أهمّية جمع الأموال لإبقاء المدارس مفتوحة كونها شريان حياة لبنان.

وإذ نبّه شاهين إلى أنّ الكل يركّز على أفغانستان اليوم، والولايات المتّحدة ليست في أفضل حالاتها، لفت إلى أنّه على اللبنانيّين الأميركيّين أن ينهضوا ببلدهم الأم لأنّه وإن كانت الإدارة الأميركيّة ستقدّم بعض المساعدات ولكن الأزمات تعمّ العالم ولا تقتصر على لبنان. وأضاف: لذلك علينا أن نقوم بواجبنا تجاه لبنان وسأكمل شخصيًا بالضغط. واعتبر شاهين أنّه من غير الممكن زيادة الضغط على الإدارة الأميركيّة إنّما على اللبنانيّين الأميركيّين أن يبحثوا عن كل زاوية وفرصة متاحة لمساعدة لبنان.

وسأل: كيف يمكن للولايات المتّحدة أن تساعد بلدًا يستشري فيه الفساد. واعتبر أنّ هناك كثيرين يتوقون للاستثمار في لبنان ولكن يجب التأكد من أنّ الأموال تذهب إلى أماكنها الصحيحة أي إلى المدارس والمستشفيات والأطباء وخلق فرص العمل، وليس إلى جيوب السياسيّين الفاسدين وغيرهم.

ورأى أنّ الجزء الأصعب من موضوع المساعدات هو كيفيّة التأكّد من وصول الأموال التي تُرسل للبنانيّين إلى الذين بحاجة إليها وهذا الأمر غير متوفّر إلا عبر الآليّة التي نعتمدها اليوم في هذا الاجتماع، أي المنظمات غير الحكوميّة الموثوقة كالمسجّلة في الولايات المتّحدة، كوننا نعلم أنّ الأموال ستذهب مباشرة إلى المدارس المعنيّة.

ولفت المهندس جورج قصّاص، الذي مثّل السيّد شارلي حنّا مؤسّس منظمة “Cedar’s Food USA”، إلى أنّ حنّا هو أحد أكبر المساهمين في التبرّعات للجيش اللبناني وهو كذلك ناشط في أعمال إنسانيّة كثيرة للبنان. وقال إنّ حنا ملتزم بقضيّة التربية التي تعمل عليها “مؤسّسة عطالله” اليوم لأنّه يؤمن بأنّ الإستثمار الأفضل هو عندما نستثمر في البشر.

يشار إلى أنّ حنّا ساعد خلال وباء كورونا مستشفيات عدّة في مختلف أنحاء لبنان وأرسل لقاحات للمواطنين وللأجهزة الأمنيّة، وسبق له أن ساعد عددًا من المدارس بمنح تغطي أقساط تلاميذها، ورمّم أحد الأبنية المتضرّرة بانفجار بيروت.

واستذكر جو خليل، مؤسّس ومدير منظّمة “Empower Lebanon” في مداخلته كيف كان أهله خلال الحرب اللبنانيّة يقولون له: “بإمكانهم أن يأخذوا كل شيء منك ولكن لا أحد يمكنه أخذ علمك وثقافتك”. وشدّد على أنّ كل ولد في لبنان يستحق أن يحصل على تعليم جيّد. وتوجّه خليل إلى اللبنانيّين بالقول إنّ الانتشار اللبناني يحبّهم وهو معهم ولن يتوقّف عن مساعدتهم.

وتحدّثت رئيسة “مؤسّسة عطالله” الداعية إلى الاجتماع، المحامية سيلين عطالله عن وجوب عدم الاكتفاء بلوم الخارج رغم تدخّله وضغوطه علينا، والبدء بلوم أنفسنا. وقالت: عندما نسأل عن التغيير الجدّي، فهو يبدأ في الانتخابات، وعندها فقط يبرهن اللبنانيّون إرادتهم الحقيقيّة بالتغيير، لا عبر إعادة انتخاب المسؤولين أنفسهم. فقد حان الوقت لإظهار الوعي والوحدة وعدم السماح للطبقة السياسيّة بأن تجرّنا وراء التمييز الطائفي تحقيقًا لمصالحها الشخصيّة، فمعظم من في هذه الطبقة لا يقود اللبنانيّين إلى أيّ مكان سوى إلى الجحيم؛ وقد وافقها بيل شاهين الرأي بهذه النقطة وقارنها بالانتخابات الرئاسيّة الأميركيّة الأخيرة “حيث كادت أميركا تفقد ديمقراطيتها”.

عطالله أشارت إلى أنّها مع فريق كبير من اللبنانيّين الأميركيّين يسعون لدى الدولة الأميركيّة كي تدعم إجراء الانتخابات النيابيّة اللبنانيّة بشكل عادل وفي موعدها.

ولفتت عطالله إلى الدور المهم الذي تلعبه منظّمة “تاسك فورس”، التي بدأت التنسيق معها في الآونة الأخيرة، لجهة إبقاء لبنان أولويّة في سياسة وزارة الخارجيّة الأميركيّة والذي تعتبره أساسي اليوم في الظروف التي يمرّ بها لبنان.

وشدّدت على أنّ مساعدة لبنان لا تكون فقط عبر جمع التبرّعات والمساعدات الإنسانيّة إنّما أيضًا بالتأكّد من أنّ هناك من يمثّل لبنان ويتحدّث عنه في الإدارة الأميركيّة والكونغرس ويطرح قضيّته ويطالب بمساعدته. ولفتت إلى أنّه بهذه الوسيلة نصنع فرقًا كوننا أميركيين ننتمي إلى إحدى أقوى الأمم في العالم. وأكّدت أنّ اللبنانيين في الولايات المتّحدة هم من يعرفون ما هي الأمور التي تصبّ في المصلحة العليا للبنان، وعبر تواصلهم مع ممثّليهم في ولاياتهم ومع أعضاء “الكونغرس” والإدارة يسلطون الضوء على الأزمة اللبنانيّة وضرورة المساعدة في معالجتها كي لا نخسر في النهاية بلدنا.

ونبّهت إلى أنّه عندما يدق الجوع باب المواطنين لا يعود المهم من هي الجهة التي تطعمهم حتى لو كانت تتعارض مع قناعاتهم، ولا يعود المهم تحقيق التغيير الديمقراطي ولا التعليم… ويصبح الأساس تأمين المعيشة. ومن هنا ضرورة تأسيس “منظّمات غير حكوميّة” لتقديم المساعدات في هذه الظروف وتأمين مستلزمات الصمود للمواطنين.

وعندما تطرّق المشاركون إلى مسألة الهجرة الكثيفة من لبنان، تحدّثت عطالله عن تجربتها المحزنة الأخيرة كمحامية متخصّصة في هذا المجال، وكثافة طلبات الهجرة المقدّمة إلى مكتبها من اللبنانيّين، طالبي الهجرة إلى الولايات المتّحدة، وكيف أنّهم في حالة خوف شديد من ترحيلهم إلى لبنان نظرًا للظروف التي كانوا يرزحون تحتها فيه. ولفتت إلى أنّها تعمل مع “مجموعة العمل الاميركية من أجل لبنان” وإيد غابريال على تشجيع الإدارة الأميركيّة، ودفع الكونغرس للضغط عليها، بهدف منح اللبنانيّين الذين وصلوا إلى الولايات المتّحدة استثناءات للبقاء فيها وذلك تحت سقف نظام “تي بي أس – TPS” (Temporary Protected Status) الذي يَمنَح الأجانب حق السكن والعمل في الولايات المتّحدة لفترة محدّدة كون في بلدهم نزاعات مسلّحة أو كوارث طبيعيّة؛ وكذلك تحت نظام “دي إي دي – DED” (Deferred Enforced Departure) الذي يمنح رئيس الولايات المتّحدة، كجزء من سلطاته الدستوريّة في إدارة العلاقات الخارجيّة، صلاحيّة منع ترحيل رعايا دولة ما من أميركا لفترة محدّدة.

يشار إلى أنّ القسيس رفّول نجم، الذي كان من بين المشاركين في الاجتماع، أعلن أنّه سيزور قريبًا لبنان برفقة فريق أميركي يحمل معه مساعدات مختلفة غذائيّة وطبّية للبنانيّين.

عن “مؤسّسة عطالله”

الهدف من تأسيسها، وفق نظام تسجيلها في الولايات المتّحدة، هو “مساعدة الإنسانية في دول العالم الثالث”. وتترّأسها المحامية سيلين عطالله التي أنشأتها مع كل من الأعضاء فيها: المحامي بشير عطالله، سيّدة الأعمال نجاة عطالله، المهندس جورج عطالله والمهندس ناجي عطالله، ومعهم في عضويّة مجلس الإدارة: الدكتور جورج خويري وسيّدة الأعمال رولينا مونتيس، ومستشار المجلس المحامي بيل شاهين. ولكون الأعضاء ينتمون إلى جذور لبنانيّة، ولأنّ القيم الأميركيّة تدعو إلى المحافظة على الأصول والتراث الخاص بكل مواطن أميركي، فقد قرّروا بدء المساعدات من بلدهم، خصوصًا في ظلّ الظروف الصعبة والأوضاع الخطيرة التي يمرّ فيها اليوم.

يشار إلى أنّ مشاريع “المؤسّسة” الأولى تناولت تقديم مساعدات غذائيّة وطبّية بالإضافة إلى المشروع التربوي الحالي. ويؤكّد المؤسّسون أنّ التربية تبني الأوطان وثقافة الحرّية الفرديّة وتؤدّي في النهاية عبر الوعي السياسي إلى تغيير وجه الدولة بكاملها.

هذا مع العلم أنّه تمّ اختيار منطقة البقاع لإطلاق نشاط “المؤسسة” لأنّها من الأكثر حرمانًا وإهمالاً في لبنان. إلا أنّ الخطة الموضوعة لمساعدة لبنان ستتضمّن مشاريع تشمل مناطقه كلها تباعًا.