IMLebanon

إيران توظّف أوراقها في “عواصمها”… لبنان أشدّها إيلامًا

جاء في المركزية:

كل الابواب تدقها طهران لمحاولة احداث خرق تريده بقوة في مفاوضاتها النووية المفرملة لرفع سيف العقوبات المضنية عن رقبتها. وتوظف للغاية اوراقها في العواصم الاربعة التي مددت نفوذها فيها من صنعاء الى بغداد فدمشق وبيروت اضافة الى غزة. تلعب في اليمن لعبتها المفضلة، صواريخ حوثية على منشآت النفط السعودية كونها الاكثر ايلاماً، وقد ارسلت دفعة منها الأحد الماضي، مستخدمة 10 طائرات مسيرة و6 صواريخ باليستية، اعلنت وزارة الدفاع السعودية، اعتراضها وتدمير ثلاث طائرات حوثية مسيرة وثلاثة صواريخ باليستية وأوضحت في بيان صادر عن المتحدث العسكري للوزارة تركي المالكي أن” طفلين أصيبا وتضرر 14 منزلا أثناء اعتراض وتدمير صاروخ باليستي حوثي في الدمام.

في بغداد وبعدما استشعرت خطر تفلت الدولة الجارة من سيطرتها، خصوصا في اعقاب مؤتمر دول الجوار الذي اعاد للعراق بعضا من مجد غابر، عمدت الى استخدام اوراق الضغط الحيوية فقطعت خطوط الطاقة عن مناطق شرقية في محافظة ديالى المحاذية حدودها للاراضي الايرانية بذريعة ان لطهران ديونا مع بغداد، ترغمها بذلك على تسديدها، وقد اختارت اللحظة المناسبة لممارسة ضغطها مع تجاوز درجات الحرارة الخمسين مئوية ما ارغم السلطات على تعطيل الدوام الرسمي في العاصمة بغداد ومحافظات البلاد الجنوبية، بعدما قطعت طوال الشهور الماضية معظم الأنهار المتدفقة من أراضيها نحو العراق، ما تسبب بجفاف شديد في معظم مناطق شرق العراق.

في سوريا، لا يبدو هامش الحركة الايرانية واسعا في ضوء الضغط الدولي من اكثر من جهة على الرئيس بشار الاسد لانهاء نفوذ ايران في دمشق مقابل وعود عربية بإعادتها الى الحضن العربي ان هي فكت حلفها مع الفرس. بيد انها، ومن خلال اذرعها العسكرية لا سيما حزب الله، تعمل على تغيير ديموغرافي تهز من خلاله العصا لمن يعترض مسارها، حيث يعمل الحزب على شراء ومصادرة الممتلكات العقارية في المناطق الحدودية، وقد اشترى الأراضي في أطراف العاصمة دمشق، ونحو 875 قطعة أرض في ضواحيها، و315 شقة في مناطق مختلفة بحسب ما ذكرت صحيفة “اندبندنت” البريطانية منذ يومين.

لكن اقوى اوراق الضغط واكثرها تأثيرا بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية” مركزها بيروت التي حوّلها نفوذها عبر تواجد ذراعها الاقوى حزب الله من دولة ازدهار وحياة رخاء للبنانيين الى افقر واكثر الدول تعاسة بفعل جنوح السلطة الحاكمة نحو محور ايران وعبر فائض القوة المتمثل بالسلاح الذي ترضخ لسطوته معظم القوى السياسية تحت شعار “المقاومة”، وقد تمكن منذ ثلاثة عشر شهرا من تعليق تشكيل الحكومة من دون ان يفلح اي فريق في الداخل او الخارج في فك اسرها، وما اتصال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بالرئيس الايراني ابرهيم رئيسي منذ ايام في هذا الشأن  الا الدليل الى مدى احكام طهران قبضتها على حكومة لبنان. وتعتبر المصادر ان حزب الله الذي يعتبر نفسه منتصرا في معركة لبنان السياسية، بات يرى في الرؤية الاميركية الجديدة للواقع اللبناني تراجعا لمصلحته بعد اعتراف مسؤولين اميركيين بان العقوبات على الحزب لم تبدل لا في مواقفه ولا في سلوكه ولا في ممارساته داخل لبنان وخارجه في المنطقة، بدليل انها بعدما كانت تشترط عدم اشراكه في الحكومة عدلت عن موقفها هذا  لمصلحة تشجيع مشاركة جميع الافرقاء لاستعجال تشكيل الحكومة وتسهيل مهمة الرئيس المكلف واسقطت كل التحفظات والشروط ، كما غضت الطرف عن قانون قيصر لمساعدة لبنان نفطيا وايصال الغاز المصري والكهرباء الاردنية اليه عبر سوريا.

استغلت ايران الموقف الاميركي المستجد، وسارعت الى استثماره في السياسية تحت غطاء “انساني” محاولة الدخول على خط “المساعدة” من خلال المجتمع الدولي المهتم بأزمة لبنان وعرضت خدماتها النفطية سعيا لاستدراج واشنطن الى التواصل معها وابرام صفقة سياسية تفضي الى رفع العقوبات عنها قبل استئناف اجتماعات فيينا.الا انه فات طهران، بحسب المصادر، ان واشنطن تدرك تماما سياسة “التذاكي” الايرانية وليست في وارد الوقوع في فخها الذي خبرته طوال سنوات.