IMLebanon

عكار بلا مفتٍ أصيل لسنوات: متى يُفرج عن الإنتخابات؟

كتب مايز عبيد في “نداء الوطن”:

مرّت ثلاثة أعوام على انتهاء تكليف مفتي عكار الشيخ زياد بكار زكريا لمدة 5 سنوات (2013 – 2018)، ولم يحدِّد بعد مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان موعداً لانتخاب مفتٍ أصيل لعكار، بالرغم من أنه كان قد أخبر أكثر من مرجع ومرجعية بأنه يفضّل الإنتخابات على التعيين في كل المناطق.

قبل سنوات قليلة، تأسس لقاء تشاوري في عكار لهذا الشأن، ضمّ فاعليات المنطقة، وهدفه الحث على إجراء الانتخابات لمنصب المفتي، وأجرى سلسلة لقاءات، وكانت حركته نشطة في هذا الصدد، وحصل على وعد من مفتي الجمهورية والرئيس سعد الحريري، “بإجراء الإنتخابات في عكار”، فكان أول الغيث في هذا الملف، قطرة تحديد الهيئة الناخبة قبل سنوات أيضاً، وبقي الملف الإنتخابي طي النسيان. وإذا كان المفتي دريان كما يَنقل عنه كل من يراجعه في الملف من فاعليات سياسية ودينية، بأنه يفضّل الإنتخابات في عكار ولن يلجأ إلى التعيين كما كان يحصل في السابق، فإنه بذلك قد قطع الطريق على أي قرار تعيين أو على أي شخصية دينية طامحة لذلك، وبقي احتمال الانتخاب هو القائم، ويبقى السؤال متى يدعو سماحة المفتي إلى الإنتخابات المنتظرة؟

إلى جانب المفتي دريان، فإن المرشحين المحتملين لهذا المنصب يفضلون جميعاً الإنتخابات لأنها الأقدر على حسم الجدل الذي قد يحدثه أي قرار بالتعيين. الكل يؤكد بأنه “سيسلّم بالنتائج وسيبارك الخاسر للرابح، ولا خاسر في انتخابات كهذه، فالكل رابح، خدمة للأوقاف وخدمة لعكار”.

إذاً، ما هي الأسباب التي تحُول دون تحديد موعد للإنتخابات؟ ولماذا كل هذه المماطلة؟ من المعروف أن قرار إجراء إنتخابات في إفتاء عكار أو أي منطقة أخرى، هو قرار بيد مفتي الجمهورية اللبنانية ورئيس الحكومة كونه المنصب السنّي الأرفع في الدولة. المتحدثون مع الحريري بهذا الملف نقلوا عنه أكثر من مرة “رغبته في تحديد موعد للإنتخابات”. قبيل انتخابات العام 2018 سرى حديث عن موعد إنتخاب المفتي في عكار، بعد إجراء الانتخابات النيابية مباشرة. مرّت أكثر من 3 سنوات على إجراء الانتخابات النيابية ولم يتم تحديد الموعد. وكان المفتي دريان شارك قبل سنتين من الآن بإفطار رمضاني دعاه إليه أحد فاعليات عكار ومن جملة ما قاله في كلمته: “سنجري إنتخابات لمفتي المناطق وسنبدأ من عكار”. ترك هذا الكلام ارتياحاً في الأوساط الدينية والسياسية في عكار ولكنه إلى اليوم بقي كلاماً من دون تنفيذ. تقول أوساط متابعة للملف إنّ التأخير في عدم إجراء الإنتخابات قد يعود لسببين أساسيين:

ـ ان الحريري يعتبر كل المرشحين قريبين منه ولا يريد أن يخسر أحداً منهم،لا سيما أن لتياره كتلة ناخبة من خلال النواب أو عدد من رؤساء البلديات والمشايخ ومجلس الأوقاف ولن يكون بمقدوره إعطاء هذه الأصوات لطرف دون طرف آخر ما سينعكس سلباً على دعم باقي الأطراف للحريري في أي استحقاق نيابي مقبل.

ـ كما يبدو الحريري يفضّل التعيين على الإنتخاب لكن التعيين لم يعد مقبولاً من باقي الأطراف المعنية والمرشحين، وقد حصلت أكثر من محاولة للأمر ولم تصل إلى نتيجة بسبب المعارضة الواسعة لها”.

إذاً، تحديد موعد إنتخابات مفتي عكار هو اليوم وحتى إشعار آخر بيد الحريري ومفتي الجمهورية، والحسابات السياسية في الملف تمنع تحقيق الأمر. لكن حصول هذه الإنتخابات لا شك سيؤدي إلى تطوير أداء الجهاز الديني في عكار وتحسين أوضاع الأوقاف الإسلامية على مختلف الصعد. فدور مفتي المنطقة أساسي لضبط الأوضاع الدينية وإعادة الحقوق إلى المشايخ والمدرّسين، لا سيما بعدما بدأت أصوات الاعتراض تُسمع من الجهاز الديني في عكار مطالبين بحقوقهم في هذه الظروف الصعبة، وليس هناك من مانع لوجستي سيما وأن انتخابات المجلس الشرعي الأعلى أقيمت في عكار بكل هدوء بنفس الهيئة الناخبة.

يشار إلى أنه ليس للمفتي من مقر في عكار، إنما مكتب في دائرة الأوقاف في حلبا، تم تجهيزه في العام 2015 من ضمن ورشة ترميم مبنى الأوقاف وقتها بدعم من جمعية العزم، ويستخدم الآن كمستودع للكراتين والحصص والمساعدات.