IMLebanon

هل تُعيد الرياض النظر في قطيعتها للبنان؟

بينما سارعت الدول الغربية والجهات الاممية والدولية الى الترحيب بتأليف حكومة في لبنان، عمّ الصمت “العالمَ” العربي – الخليجي، ولم يخرق هذا السكوت الا موقف صدر من القاهرة، رحّب بالخطوة التي طال انتظارها.

بحسب ما تقول مصادر سياسية معارضة لـ”المركزية”، فإن هذا السكوت كان متوقعا، وهو مثقل بالمعاني والرسائل، اذ انه يعكس قرار السعودية الاستمرار في موقف نفض يدها من لبنان – الدولة، وفي قطيعتها لها ولمؤسساتها على اعتبار انها باتت كلّها، بشكل او بآخر، واقعة تحت سيطرة حزب الله. وقد انسحب هذا التصعيد السعودي في وجه بيروت، على موقف دول مجلس التعاون الخليجي، التي اعتمدت، وإن بنسب متفاوتة، السياسة “السلبية” عينها. اليوم، اكد مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان “ان خيار لبنان كان وسيبقى خيارا وطنيا عربيا بعيدا عن المحاور التي تتناقض مع مصالحه الوطنية”، وقد اتى موقفه خلال استقباله رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في دار الفتوى في زيارة بروتوكولية.

لكن غدا، تتابع المصادر، وعلى أهمية هذا الموقف “النظري” للاسف، تصل صهاريج المازوت الايراني من بانياس إلى بعلبك، ويقيم لها حزب الله، الذي عمل مع القيادة الايرانية منذ اسابيع، لاستجرار النفط الايراني الى لبنان، يقيم احتفالات لاستقبالها: في المحطة الأولى بين بلدتي العين واللبوة، احتفال شعبي لاستقبال القافلة عند الواحدة والنصف ظهرا، والمحطة الثانية لقافلة صهاريج “كسر الحصار”، كما أسماها الحزب، عند مدخل بعلبك الجنوبي لجهة دوار دورس، ويقام هناك احتفال شعبي حاشد عند الثالثة من بعد الظهر، في حضور وزراء ونواب المنطقة ورؤساء بلديات وفاعليات.

فهل فعلا لبنان ينأى بنفسه عن المحاور، أم أنه بات اقتصاديا واستراتيجيا وعسكريا وسياسيا، في الحضن الايراني؟ رغم ان كل المؤشرات تعكس ان كفة طهران “طابشة” في لبنان، تتابع المصادر، فإن الدول الخليجية، التي لم يزر اي من دبلوماسييها بعد ميقاتي، خلافا مثلا لسفيرة فرنسا آن غريو والقائم بأعمال السفارة الاميركية ريتشارد مايكلز، اللذين زارا السراي امس، ستنتظر ما ستفعله الحكومة عمليا، وأداءها على الصعيدين الاقتصادي والسيادي.

فمع ان شكل الحكومة التحاصصي وعدم وضع الرجل المناسب في المكان المناسب، نظرت اليهما المملكة بتعجّب، تقول المصادر ان الرياض ستحكم على الافعال. فاذا اتخذت الحكومة اجراءات حقيقية لمحاربة الفساد وضبط الهدر وأقدمت على اصلاحات سيما في قطاع الكهرباء والاتصالات وضبطت ايضا التهريب عبر الحدود والمعابر الشرعية منها وغير الشرعية، والتي تضررت منها بالمباشر، المملكة، عبر تصدير الرمان المخدّر الى اراضيها، من لبنان.. واذا أعلنت الحكومة رفضها قتال حزب الله في الميادين العربية وفي اليمن، واستهجانها لحملاته على الدول الخليجية، وحاسبته على أي خرق لهذه المواقف “الرسمية”، فحينها، وحينها فقط، قد تعيد الرياض النظر في قطيعتها للبنان، وتحوّل اليه المساعدات والاستثمارات و”السياح” والدعم… فهل يمكن ان تسلك الحكومة هذه الدرب، أم انها ستبقى وفية لايران التي لولا موافقتها، لما ابصرت النور؟