IMLebanon

عندما تصرخ مجموعات ثورة 17 تشرين… “إرحلوا”!

جاء في المركزية:

صرخة حق تطلقها مجموعات الثورة الجمعة في تمام الحادية عشرة ظهرا من أمام قصر العدل. هناك سيقفون مجموعة واحدة، وبصوت واحد سيهتفون: “طارق بيطار الحق يحميه والشعب يفديه”. وتأتي هذه الوقفة التضامنية على خلفية رسالة التهديد التي تلقاها القاضي بيطارمن قبل مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق في حزب الله وفيق صفا وتحديدا من داخل مبنى قصر العدل مما شكل علامة انكسار فاضحة في تاريخ مسار القضاء والعدالة لا سيما في ضوء عدم صدور أي نفي من قبل الحزب.

وإذا سلمنا بالشعارات التي وضعتها مجموعات الثورة في الدعوة بحيث اعتبرت أن “تهديد القاضي بيطار تسلّط  من شيم المهددين، وتطويع القضاء ممارسة درج عليها المتسلطون، واستباحة القوانين والمؤسسات تعوّد عليها المرتكبون” إلا أن تفاصيل الزيارة “الخاطفة” التي قام بها صفا إلى قصر العدل في بيروت للقاء رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي سهيل عبود، والمدعي العام التمييزي القاضي غسان عويدات، ومفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي فادي عقيقي، “وشكواه” المبطنة من أداء القاضي بيطار الذي حمل رسالة انتهكت حرمات القضاء وتهديدا مباشرا للقضاء، استوجب حراكا من قبل مجموعات الثورة.

الناشطة السياسية في المجتمع المدني حياة أرسلان كشفت لـ”المركزية” عن خارطة الوقفة الإحتجاجية غدا أمام قصر العدل وخلفياتها وقالت: “نحن نعيش في مزرعة وبلد المحاصصات والزبائنية حيث ينتهك الدستور وتداس حرمات القوانين بوقاحة. كل هذا دفعنا لتنظيم تحركنا يوم غد أمام قصر العدل وإطلاق صرخة واحدة  للمطالبة باستقلالية القضاء وتعزيز القانون. فالقضاء هو شريان الوطن وقلب الحياة السياسية والإجتماعية في البلد. وعندما يهتز القضاء تصبح ركائز الوطن مهددة بالسقوط والإنهيار”.

لا تخفي أرسلان مشاعر الغضب مما يحصل على مستوى التدخلات الفاضحة في العمل القضائي وما يتعرض له بعض القضاة من ضغوط وتهديدات وتقول: “كلنا يعلم أن هناك تدخلات غير مسموحة في عمل القضاء، لكنها أصبحت مؤخرا فاقعة فوق العادة إلى درجة أن مسؤولا في ميليشيا يدخل قصر العدل ويبلّغ قاضيا يتولى التحقيق في جريمة تفجير مرفأ بيروت الموصوفة بإجرامها رسالة تهديد بالمباشر ويجرؤ على القول: “واصلة معنا منك للمنخار، رح نمشي معك للآخر بالمسار القانوني، وإذا ما مشي الحال رح نقبعك”.

هذه الواقعة التي صنفتها أرسلان في خانة “التدخلات الوقحة والفاضحة بحق الجسم القضائي” قد لا تكون الأخيرة بعدما بات كل شيء مستباحا من قبل حزب الله وأجنحته التابعة للإحتلال الإيراني. وأوضحت أن “القاضي بيطار يعنينا ونحن من الداعمين له والمؤمنين بصدقيته ومهنيته وعدالته. لكن ما يهمنا ككل هو الجسم القضائي واسترداد استقلاليته”.

وعن مسار تحرك يوم غد كشفت أنه “سيضم كل مجموعات الثورة التي اجتمعوا عليها لإطفاء بريقها وتحالفوا ضدها لقمعها. وستكون هناك كلمات ورسالة يسلمها وفد أو مندوب من قبل مجموعات الثورة للقاضي بيطار”. أضافت: “غدا سنقف في وجه كل من فكر أنه نجح في إطفاء شعلة الثورة لنطالب باستقلالية القضاء ووقف كل التدخلات السياسية في عمل القضاة ولدعم القاضي بيطار الذي نثق بمواقفه وبكلامه عندما قال ردا على رسالة التهديد “لا أعير أهمية للتهديدات وأنا ماضٍ بعملي”. وسنشد على يده ونطالبه باستكمال التحقيقات في ملف تفجير مرفأ بيروت والوصول إلى الحقيقة كاملة وناصعة، وإعادة نبش كل ملفات الفساد النائمة في الأدراج والتي تحولت إلى ورقة ضغط غب الطلب”.

وتعليقا على عملية استدعاء 8 شبان إلى التحقيق غدا الجمعة في البقاع بتهمة تنظيم اعتصام أمام منزل أحد النواب في حين لم نسمع عن توقيف أي من الأشخاص الذين أطلقوا النار وقذائف الـ آر بي جي ابتهاجا بتعيين وزير من المساحة الجغرافية نفسها وعلى عين الدولة، ختمت أرسلان: “هذا الأمر غير مستغرب. هذه ليست بدولة، إنها مزرعة وكل فريق فيها يعمل على قاعدة الزبائنية والمحاصصة… هذه دويلة لا تشبهنا ولا تمت إلى تاريخنا وثقافتنا وتضحيات شهدائنا بصلة ولا نريدها شاء من شاء وأبى من أبى”.