IMLebanon

قرارات بايدن سلاح في يد الجمهوريين ضده!

يستخدم “الحزب الجمهوري” قرار إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن بالانسحاب من أفغانستان، تنفيذاً لقرار إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، سلاحاً لشن حملة على بايدن وتظهير الانعكاس السلبي الذي تركته طريقة انسحاب القوات الأميركية على سمعة أميركا، خصوصاً وأن هذه الخطوة أبقت السلاح في يد “طالبان” وتمت من دون العودة إلى الحلفاء والتنسيق معهم بشأنها. بالتالي، يرى الجمهوريون أن هذه الحادثة تنعكس على سياسة الولايات المتحدة ودورها كإمبراطورية تحتل زعامة العالم. إلى ذلك، يحمّل الجمهوريون سياسة بايدن اعتماد الليونة في الملف النووي الإيراني وتغطيته المبادرة الفرنسية التي سايرت “حزب الله”.

أمام سهام الانتقادات الموجهة ضدها، استأنفت إدارة بايدن فرض العقوبات على “حزب الله” وإيران عشية انتخابات الكونغرس النصفية، سعياً منها إلى استعادة بايدن شعبيته ودوره وكي يؤمن لحزبه الديموقراطي غالبية المقاعد في الكونغرس. كذلك، ظهر في الإطار دعم ورقة لبنان وجيشه كحصان انتخابي، إلى جانب الإعلان عن حل الدولتين للصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، مع حفظ بقاء أميركا في المنطقة، لا سيما سوريا والعراق، واعتماد المزيد من التنسيق مع روسيا وفرنسا.

في السياق، لفت السفير السابق في واشنطن رياض طبارة لـ “المركزية” إلى أن “غالبية الشعب الأميركي كانت موافقة على الانسحاب من أفغانستان، والخلاف حول ما إذا كان يجب ترك قسم قليل من العكسر أم لا، لتكون هناك مراقبة ميدانية وتتبع الإرهاب والتأكد من الاستقرار. لكن الجميع متفق في المقابل على أن طريقة الانسحاب لم تكن لصالح بايدن، خصوصاً وأنه ترك المئات في أفغانستان في حين كان يجب إخراجهم، معتبرين أنه كان يمكن للانسحاب أن يكون أكثر تنظيماً لا أن يتم خلال يوم معين من دون تحضير. وبايدن كان يبغى ذلك قبل 11 أيلول كي يكون له مفعول أقوى، بالتالي العتب الموجه له أن سياسته أدت إلى قتل العديد من الأفراد مقابل تحقيق هدف سياسي”.

وأضاف: “كان بايدن يعارض بشدة فلسفة “أميركا أولاً” الترامبية، معتبراً أن هذا خطأ كبير ولا يمكن تجاهل الحلفاء، ليتبين أنه يعتمد الفلسفة نفسها ولم يتعاون مع الحلفاء في العديد من الملفات من ضمنها أفغانستان. ولم يسيطر على الأمور كما يجب”.

أما على الصعيد الداخلي اللبناني، فأشار طبارة إلى أن “تشكيل حكومة من غير الاختصاصيين وغير المستقلين لا يستجيب لشروط المبادرة الفرنسية، والتهاني بالتأليف من الأميركيين والأوروبيين ومجلس الأمن الدولي… تدفع إلى طرح سؤال عن سبب قبول الفرنسيين ومن خلفهم الأميركيون بما حصل في حين أنه مختلف تماماً عن المطلوب. لكل طرف سبب، والأميركيون يركزون اهتماماتهم أكثر على الصين خلال هذه الفترة، من هنا جاءت التنازلات لإيران، وتساهلها كثيراً في الشرق الأوسط ينبع من صب الجهود على التوسع الصيني. والسؤال الثاني يطرح حول كيفية الاتكال على من يعتبرهم الغرب فاسدين لإصلاح البلد؟ الجواب أن الهدف ليس ازدهار لبنان بل إخراجه من أزمته وتفادي خروج الأمور عن السيطرة فيه على غرار ما حصل في الحرب الأهلية لأن هذا ليس من مصلحة أي لاعب دولي”. متابعاً: “الآلية المستحدثة تتجاوب مع هذا الطرح وتقوم على تسليم الأمور لصندوق النقد الدولي لتتم إعادة إعمار بيروت وإخراج لبنان من المأزق عن طريق مشاريع تسلم لشركات معينة لا تتحمل الفساد كثيراً، من دون أن يكون للمنظومة الحاكمة دور وليس عبر إعادة هيكلة البلد والقضاء كلياً على الفساد… في انتظار معرفة ما إذا كانت المنظومة ستضع العصي في الدواليب”.

على الصعيد النووي، رأى طبارة أن “المفاوضات النووية ستستأنف على الأرجح. لكن العقوبات لن تكون قاتلة لغاية انتهاء المفاوضات فإذا فشلت ستكون قوية لكن على الأرجح لن يسمح بذلك. الخلافات لا تزال كبيرة لذا المفاوضات تحتاج إلى وقت طويل ربما الى أشهر إن لم يكن سنوات”.