IMLebanon

“الترسيم” الى ملعب الحكومة: هل يُعدّل المرسوم؟

في الذكرى السنويّة الأولى لإعلان الاتّفاق – الإطار الذي بدأت اثره المفاوضات غير المباشرة بين لبنان واسرائيل لترسيم الحدود البحريّة، برعاية اميركية ووساطة اممية في 14 ايلول 2020 ، المفاوضاتُ هذه معلّقة ومصيرها في مهب الريح.

منذ اسبوع، تحرّكت القضية من الجانب الاسرائيلي، ما دفع بالدولة الى “ردّ فعل” لم يؤت ثماره بعد. فبعد توقيع إسرائيل عقود تقييم تنقيب الغاز والنفط مع إحدى الشركات في المنطقة المتنازع عليها، في خطوة تتناقض مع مسار التفاوض، ترأّس رئيس الجمهورية ميشال عون الخميس الماضي اجتماعاً للوفد اللبناني إلى المفاوضات غير المباشرة، خُصّص لتقييم مسار المفاوضات والخطوات المقبلة. اما في كلمته امام الامم المتحدة، فأكد عون الجمعة ان “التهديدات الإسرائيلية المستمرة ضد لبنان هي الهمّ الشاغل للدولة اللبنانية، وآخر مظاهرها يتصل بالسعي الإسرائيلي للتنقيب عن النفط والغاز في المنطقة المتنازع عليها على الحدود البحرية”. وقال إن “لبنان يدين أي محاولة للاعتداء على حدود المنطقة الاقتصادية الخالصة التي يتمسك بحقه في الثروة النفطية والغازية في جوفها، لا سيما وأن أعمال تلزيم التنقيب بدأت منذ أشهر ثم توقفت نتيجة ضغوط لم يعد مصدرها خافياً على أحد”، وتابع “لبنان يطالب باستئناف المفاوضات غير المباشرة من أجل ترسيم الحدود المائية الجنوبية وفقاً للقوانين الدولية ويؤكد أنه لن يتراجع عنها ولن يقبل أي مساومة ودور المجتمع الدولي أن يقف إلى جانبه”.

لكن بحسب ما تقول مصادر مطّلعة لـ”المركزية”، كل هذه المواقف لا تكفي، ولن تردع اسرائيل عن البدء بالتنقيب ما لم تقدّم الحكومة الى الامم المتحدة وثيقة تُثبت ان البقع التي ستنقّب فيها شركة “هاليبورتن”، لبنانيّة، وما لم يُوقّع المرسوم 6433 ويقَرّ بشكل رسمي، بما يعدّل في الخرائط التي على اساسها، قام “الاتفاق الاطار”، والتي تراها قيادة الجيش “ناقصة” و”تأكل” من ثروة لبنان وحقوقه النفطية والغازية.

اليوم، يعتبر رئيس الجمهورية ان كرة تعديل المرسوم خرجت من ملعبه وباتت المهمة ملقاة على عاتق الحكومة الوليدة، وتشير المصادر الى ان قضية الترسيم ستكون من اولويات رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في المرحلة المقبلة. وبينما حضر الملف في زيارة الاخير الثلثاء الى عين التينة، وفي لقاء جمع امس وزير الخارجية عبدالله بو حبيب ورئيس مجلس النواب نبيه بري، تكشف المصادر ان الاخير يعتبر ان ابرام اسرائيل عقد تنقيب في البحر مع شركة اميركية (هاليبورتن) في منطقة متنازع عليها مع لبنان، ينسف الاتفاق – الاطار والمفاوضات ككل. ويستغرب تلكؤ تحالف “توتال، نوفاك تك وايني”، عن التنقيب في البلوك 9 قبل عدة شهور وفق ما كان مقررا، راسما علامات استفهام كبيرة حول هذا الامر.

على اي حال، تلفت المصادر الى ان واشنطن عازمة على استئناف المفاوضات غير المباشرة في الناقورة وهي ستتحرك في قابل الايام على خط بيروت – تل ابيب، لاحيائها، الا انها تريد من لبنان موقفا واحدا موحدا وخرائط واحدة واضحة ايضا تكون نهائية وغير خاضعة للتعديل في المستقبل. وسيتعين على حكومة ميقاتي انجاز هذه المهمة سريعا، فهل تنجح؟ تختم المصادر.