IMLebanon

إصرار أميركي على حسم خلاف “الترسيم” قبل نهاية العام

لن يبقى ملف ترسيم الحدود البحرية بين لبنان واسرائيل معلّقا يسوده الغموض والضبابية، طويلا. فبحسب ما تقول مصادر مطّلعة على القضية لـ”المركزية”، فإن حسم الخلاف الحدودي بين الجانبين، وُضع على نار حامية، وسيتحرّك قريبا، في شكل علني، بدفع اميركي.

فادارة الرئيس جو بايدن قامت في الايام القليلة الماضية، بتكليف اموس هوكشتاين من جديد، متابعة المفاوضات في هذا الشأن، بعد ان كان سفيرها في قطر جون دوروشيه تكفّل به منذ اشهر، وقد تم اليوم تفويض الاخير ملف “أفغانستان”.

ليس اختيار هوكشتاين صدفة، بحسب المصادر. فالدبلوماسي الاميركي هو مَن توصّل، مع رئيس مجلس النواب نبيه بري، الى وضع الاتفاق – الاطار، الذي على اساسه انطلقت العام الماضي، مفاوضات الناقورة غير المباشرة بين بيروت وتل ابيب بوساطة اممية ورعاية اميركية. والعودة الى هوكشتاين اليوم، بعد ان عُلّقت المفاوضات اثر قرار لبنان الخروج عن الاتفاق العتيد، تشير الى ان البيت الابيض يريد التوصّل الى صيغة تحيي المحادثات من جديد، وهو يراهن على ان هوكشتاين الذي نجح في السابق، سيتمكّن من النجاح مرة اخرى اليوم.

بحسب المعلومات، فإن الاخير سيدفع نحو التزام بيروت من جديد سقف “الاتفاق الاطار”، والا فإنه سيحاول العمل على حلّ وسط بين لبنان واسرائيل يرضي الجانبين، الا ان هوكشتاين سيدفع، وبأي ثمن، في اتجاه اجلاسهما من جديد على الطاولة، لحسم الخلاف، ذلك ان واشنطن تستعجل التفاهم بينهما، في سياق التسوية الكبرى لازمات المنطقة التي تعمل عليها، وهي ستضغط ليُبصر الاتفاق النور قبل نهاية العام الجاري فيبدأ التنقيب عبر تحالف “توتال – نوفاتيك – ايني”، على ان ينتقل الجهد الاميركي بعد ذلك، الى حلّ الاشكاليات الحدودية في البرّ، بين لبنان من جهة واسرائيل وسوريا من جهة ثانية.

في مقابل هذا الدفع الاميركي، موقفُ لبنان لا يزال مشرذما، وهذا الواقع قد يدفع البلد الصغير، الغارق في ازمة اقتصادية من الاخطر في العالم، ثمنَه في المفاوضات. فبحسب ما تكشف المصادر، ثمة محاولات رئاسية، لتطعيم الوفد اللبناني بمدنيين، او بنقل رئاسته من يد العميد بسام ياسين الى يد عميد آخر، يكون أكثر طواعية وليونة، بحيث يسهّل المهمة الاميركية عبر تنازله عن بعض حقوق لبنان النفطية وثرواته الغازية في البحر، وربما يعود الى الاتفاق – الاطار. وفي مقابل هذه “الهدية”، التي من غير المعروف كيف سيردّ عليها حزب الله،  يسعى القصر الى انتزاع بعض المكافآت، ربما على شكل دعم مالي للبنان او على شكل رفع عقوبات عن مقربين من العهد. على اي حال، الصورة على هذه الضفة، ستتضح معالمها اكثر في الايام القليلة المقبلة، خاصة وأن هوكشتاين في صدد زيارة بيروت وتل ابيب، تختم المصادر.