IMLebanon

واشنطن للحكومة: حذار السكوت عن مشاريع إيران لبنانيًا!

غادر وزير خارجية ايران حسين امير عبد اللهيان بيروت مساء الجمعة، متوجّها منها الى دمشق، مستكملا جولة اعتبرتها مصادر سياسية معارضة عبر “المركزية”، مخصصة لتفقّد عواصم تعتبر طهران انها تسيطر عليها، حيث اعلن احد مسؤولي الحرس الثوري الايراني منذ سنوات، ان الجمهورية الاسلامية تتحكّم بكل من بغداد ودمشق وصنعاء وبيروت.

على اي حال، لم يكد الدبلوماسي ينهي زيارته لبنان حتى أعلنت وزارة الخارجية الأميركية أن نائبة الوزير أنتوني بلينكن فيكتوريا نولاند ستبدأ جولة دولية تشمل لبنان وروسيا، وبريطانيا. وبحسب المعلومات، فإنّ محادثات المسؤولة الأميركيّة في لبنان ستتم الخميس، بعد تعديل موعد الزيارة، على أن يضمّ الوفد المرافق لها نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الاوسط والتواصل مع سوريا ايثان غولدريتش… بحسب المصادر، فإن الزيارة الاميركية تأتي أولا للتهنئة بالتشكيل وللاستماع من كثب الى مشاريع مجلس الوزراء الجديد وتوجّهاته اصلاحيا وانمائيا والى تصوره لكيفية اخراج لبنان من ازماته الاقتصادية والمالية والمعيشية واليومية.

الوفد سيكون اذا مستمعا الا ان لديه ايضا ما يقوله، تضيف المصادر. فالاميركيون سينصحون المسؤولين اللبنانيين، بطبيعة الحال، بالاصلاحات الاقتصادية و”السيادية”، الا انهم سيركّزون في شكل اساسي على ضرورة المضي قدما في الخطة التي اقترحتها واشنطن لحل ازمة الكهرباء، من خلال استجرار الغاز المصري الى الاردن عبر سوريا. وهنا، ستؤكد نولاند ان في حال سلكت الحكومة هذه الدرب جديا، فإن البيت الابيض سيتكفّل باصدار الاعفاءات من عقوبات قيصر سريعا، لحماية المنحى اللبناني هذا.

لكن الدبلوماسيّة لن تتوقف هنا. فهي، واذ ستنفي وجود اي حصار اميركي على لبنان، بدليل التساهل الذي تبديه تجاهه لما فيه مصلحته (الاعفاءات العتيدة نموذجا) والدعم اللا متناهي الذي تقدمه للجيش اللبناني وآخره طوافات عسكرية، ستشدد على ضرورة ان تتصدى الحكومة لاي دفع سيمارسه حزب الله لاعتماد المشاريع والعروض الايرانية. وهي ستقول لمن يعنيهم الامر: نحن غضّينا الطرف عن النفط الايراني والصهاريج التي اخترقت لبنان رغم الحظر الذي نفرضه على المحروقات الايرانية، لكن “لهون وبس”. وسيحذّر الوفد هنا من عواقب نجاح حزب الله، بموافقة حكومية او من دونها، في فتح الاراضي اللبنانية امام المعامل و”الميتروات” الايرانية، في الفترة المقبلة، خاصة بعد ان بدأ التفتيش عمليا عن اراض لانشاء هذه المعامل في العاصمة والجنوب في نطاق مناطق نفوذ الحزب.

في الاثناء، وفيما ستكون للامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله كلمة اليوم، على وقع حملة اسرائيلية – ممانِعة مشتركة، غير مطمئِنة، تشكّك بمصدر الغاز المصري وتسوّق لكونه اسرائيليا، تعتبر المصادر ان على الحكومة ان تحسن الخيار وتدرس موقفها جيدا: فاذا سارت بما يمكن ان يطلبه منها نصرالله او سكتت عن “مشاريعه” الاحادية، فإنها ستكون قد خطت دعسة ناقصة كبيرة وتقفل باكرا اي باب للدعم الاميركي خصوصا والدولي عموما، لها، في المستقبل. اما اذا تصدّت للحزب وسارت حتى النهاية في المشاريع الاميركية، فإنها لن تكون الا “ممنونة”، شأنها شأن جميع اللبنانيين… فهل تتخذ الموقف الشجاع؟!