IMLebanon

بري حذّر… وبعبدا: “ما بتحرز”!

الاندفاعة الحكومية التي عرفتها الساحتان الداخلية والخارجية بدأت بالتراجع، وعادت الخلافات السياسية تستحكم مجددا بين أهل الحكم والمرجعيات، وتحل المناكفات مجددا بين السلطات المفترض تعاونها وتكامل عملها.

والتطور الخطير المسجل في هذا المجال يرتبط بظهور مستجد لعوارض الاشتباك السياسي المفتوح بين رئيس الجمهورية ميشال عون وفريقه السياسي من جهة، وبين رئيس المجلس النيابي نبيه بري على مجلس الوزراء من جهة أخرى. وما تحذير بري بالأمس، وبيان المكتب السياسي لحركة “امل”، الحكومة من عواقب التأخير في اتخاذ اجراءات سريعة ملموسة الا رأس جبل جليد التوتر المكتوم من عين التينة حيال السراي الحكومي المتهم بمسايرة الرئاسة الاولى والسماح لها بفرض اجندتها السياسية والاقتصادية وهو امر تخوف منه بري عشية التشكيل.

وجاء عدم فتح رئيس الجمهورية دورة استثنائية لمجلس النواب على الرغم من توقيع الرئيس ميقاتي المرسوم وايداعه دوائر القصر الجمهوري، واتهام بري رئيس الحكومة بالرضوخ لشروط الرئيس بتعيين مستشارين تابعين له في تشكيلة الوفد المفاوض مع صندوق النقد الدولي، واعلانه صراحة عدم رغبته بطرح ملف تشكيل الهيئة الناظمة للكهرباء على جدول اعمال الحكومة نزولا عند رغبة الوزير جبران باسيل، ليزيد الهوة بين السلطتين التنفيذية والتشريعة ويعزز شعور الرئيس ميقاتي باهتزاز المركب الحكومي بما يعرقل اندفاعته نحو البر وشاطئ الامان.

ويرى ميقاتي، بحسب المصادر، في امتناع الرئيس عون عن توقيع مرسوم فتح الدورة الاستثنائية ما يضر بالحكومة ويؤخر عملها لان مجرد الموافقة على المرسوم من شأنه ان يدفع باتجاه دعوة البرلمان الى الانعقاد بصورة دائمة لاقرار القوانين استكمالا لتلك المقرة سابقا وهو رسالة للمجتمع الدولي تؤكد التزام الحكومة بالاصلاحات الادارية والمالية.

المقربون من قصر بعبدا ينفون لـ”المركزية” وجود نيات مبيتة وراء عدم التوقيع لافتين الى أن الفترة الممتدة حتى موعد بدء الدورة العادية للمجلس في التاسع عشر من الجاري قصيرة و”ما بتحرز” لفتح دورة استثنائية، وأن ما يقال عن توتر حصل نتيجة عدم التوقيع بين الرئاستين الاولى والثانية غير صحيح وان العلاقة بين المرجعيتين طبيعية ولا تشوبها شائبة.

أما مصادر عين التينة فتقول أيضا لـ”المركزية” حول الموضوع يجب أن تسأل السلطة الاجرائية عن الامر فهي المحتاجة لكل دقيقة من الوقت من اجل العمل ولتسابق الزمن لوقف الانهيار والبدء بتلمس المعالجات المطلوبة للنهوض.