IMLebanon

بعد “الإنزال” بالوقود… “المعامل الإيرانية” تكهْرب بيروت

كتب وسام أبو حرفوش وليندا عازار في “الراي” الكويتية: 

بعد «الإنزال» الأوّل الذي قامتْ به إيران بسفنِ المحروقات خلف الأسوار المهدَّمة للواقع اللبناني «المنكوب» بانهيارٍ «تاريخي»، تُبْدي أوساط واسعة الاطلاع خشيةً مما يبدو «قضْماً» متدحْرجاً لركائز اقتصاد «بلاد الأرز» الذي يرتسم على تخوم ملف الكهرباء في ضوء العرض الإيراني بإنشاء معمليْن للطاقة في الضاحية الجنوبية لبيروت والجنوب.

وإذا كان «اقتطاع» طهران حصة من سوق المحروقات في لبنان عبر «حزب الله» تمّ تحت شعار «كسْر الحصار» الخارجي على البلاد مع تقديم السفن، التي ترسو في ميناء بانياس السوريK وتُنقل حمولتها براً على أنها بمثابة «طريق مختصر» للتصدي لـ«طوابير الذل»، فإن الأوساط تعبّر عن مخاوف حقيقية من تداعيات نفاذ إيران والحزب تحت عنوان «عتمة الذل» إلى فرْض أمرٍ واقعٍ جديد في قطاع حيوي، يشكّل حجر زاوية في الإصلاحات التي تُعتبر «حبل السرّة» في اهتمام المجتمع الدولي بالوضع اللبناني وفي مدّ بيروت بحبل النجاة من الحفرة العميقة.

ولم يكن عابراً قبيل إطلالة الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله، مساء أمس، التي تناول فيها العرض الكهربائي الإيراني وفنّد مسارَ توزيع والاستفادة من سفن المحروقات (وصلت الثالثة قبل أيام قليلة)، أن يلوح استقطابٌ أميركي – إيراني حول «تَمَدُّد» طهران في لبنان والذي يُعتبر انعكاساً لتفوُّقها الإقليمي الذي أتاح لها حتى تكييف الملف النووي وفق «شروطها الأم» لجهة تحييد عنوان النفوذ والصواريخ البالستية، وفي الوقت نفسه يؤشر لرغبة «تسييل» هذا التفوّق بحجْز «مَقاعد أمامية» في المسرح اللبناني وقوْلبة «اقتصادٍ مُقاوِم» على أنقاض مؤسسات صارت كأنها «رفاة» ولم يعُد «حزب الله» يتوانى عن «دعس البنزين» في سياق المجاهرة بإمرته الداخلية ولو على حساب «دهْس» بقايا الدولة.

وفي هذا السياق سيشكل «الاقتحام الإيراني» بالاقتصاد أحد عناوين زيارة نائبة وزير الخارجية الأميركي فيكتوريا نولاند لبيورت بعد غد الخميس، إلى جانب ملفات الساعة من الاستعدادات لإطلاق حكومة الرئيس نجيب ميقاتي المفاوضات مع صندوق النقد الدولي وبرنامج الإصلاحات والانتخابات النيابية والترسيم البحري مع إسرائيل وغيرها.

وتشير معطيات إلى أن نولاند ستكرر أن بلادَها ستمنح لبنان استثناءً من عقوبات قانون «قيصر» لضمان استفادته من استجرار الغاز المصري والكهرباء الأردنية عبر سورية، وسط معلومات أوردتها «وكالة الأنباء المركزية» عن أن المسؤولة الأميركية، وهي الأولى تزور بيروت بعد تأليف الحكومة، ستبلغ مَنْ يعنيهم الأمر: غضّينا الطرف عن النفط الايراني والصهاريج التي اخترقت لبنان رغم الحظر الذي نفرضه على المحروقات الإيرانية، لكن«لهون وبس».

وبحسب المعلومات نفسها فإن نولاند ستنبّه من عواقب نجاح حزب الله، بموافقة حكومية أو من دونها، في فتح الأراضي اللبنانية أمام المعامل و«الميتروات»الإيرانية في الفترة المقبلة، لاسيما بعدما بدأ البحث عن أراضٍ لانشاء هذه المعامل وبينها في الضاحية الجنوبية، وتحديداً مكان نادي الغولف (الملاصق للسفارة الإيرانية) وسط رسْم رئيس بلدية الغبيري (تقع أرض النادي في نطاقها) معن الخليل معادلة«إما المعامل (الإيرانية) من دولة إلى دولة أو من شعب إلى شعب».

ويبدو هذا«السباق»وكأنه من«فوق رأس»الحكومة التي تتخبّط في ملف الكهرباء والحفاظ على الحدّ الأدنى من استقرار الشبكة (بإنتاج نحو 400 ميغاوات) ريثما توفّر حلولاً تضمن رفْع ساعات التغذية لنحو 10 ساعات في الـ 24 بانتظار العلاج المستدام (بإنشاء المعامل)، والتي دهمها أمس، حريق ضخم في أحد خزانات البنزين في منشأة الزهراني، يستخدمه الجيش اللبناني، الذي كان«أنقذ»البلاد من عتمة شاملة يوم السبت بتزويده معمليْ دير عمار والزهراني بكمية من الغاز أويل من احتياطيه تكفي البلاد ريثما تكون شحنة من الفيول العراقي المستبدَل دخلت على الشبكة.

وفي موازاة«نظريات مؤامرة»أثارت علامات استفهام حول ملابسات الحريق واستهدافاته وسط اعتبار ناشطين على مواقع التواصل أنه مدبّر ربْطاً بتصدُّر موضوع المحروقات والكهرباء واجهة المشهد الداخلي، وعلى وقع فتح تحقيق لحسْم أسباب اندلاعه، أكد وزير الطاقة وليد فياض بعد تفقُّده موقع الحريق والسيطرة عليه (بعد إخلاء المنشأة) من دون أن ينتقل إلى خزانات ملاصقة«أن الحريق نشب نتيجة خطأ خلال عملية نقل مادة البنزين من الخزان بعدما لاحظ القيمون على المنشأة أن سطحه مائل»، لافتاً إلى أن«الكمية التي احترقت تُقدّر بـ 250 ألف ليتر من البنزين».