IMLebanon

أحداث الطيونة أثّرت على المسار السياسي والحكومي!

كتب انطوان غطاس صعب في “اللواء”:     

تشير المعلومات المتداولة ومن كبار المسؤولين والمطلعين على أحداث الطيونة وما سبقها من تحركات، بأن الجميع الذين يملكون الخبرة السياسية والأمنية كانوا في أجواء حصول هذه الأحداث والتطورات، لا بل أن كل التقارير الأمنية والخارجية تحدثت عن إمكانية إندلاع أحداث وقد تكون خطيرة جداً وسيكون لها تأثيرها على المسار السياسي والأمني والإقتصادي في البلد، مشيرةً إلى أن الحكومة الميقاتية كان لها نصيبها من ارتدادات هذه الأحداث من خلال أجواء عن إعادة النظر في مساعدات سبق وأقرت من الصناديق الضامنة للأمم المتحدة وبعض الدول المانحة وهي مساعدات اجتماعية وطبية وتربوية باعتبار أن أموال سيدر مجمدة للتسييل إلى حين ولوج الحكومة الإصلاح المالي والإداري.

من هذا المنطلق فإن ما جرى وفق المعلومات في بعض شوارع بيروت أدى إلى إنعكاسات سلبية على مجمل الأوضاع في البلد، وبالتالي القلق يزداد من مصير الاستحقاقات الدستورية إلا أن بعض الرسائل العاجلة نقلتها سفيرة أوروبية إلى المسؤولين وبعد هذه الأحداث تشير إلى أن بلادها والمجتمع الدولي يصرون اليوم وفي أكثر من أي وقت مضى على حصول الانتخابات النيابية في موعدها دون أي مماطلة أو إبطاء وإن من يسعى لتطييرها سيتحمل هذه العواقف وذلك ما لفت إليه بيان الإتحاد الأوروبي الذي حمل دلالات أيضاً عندما تحدث أنه وبعد إشتباكات بيروت سنعيد النظر في كل شيء وستكون هناك عقوبات على البعض في لبنان حازمة وصارمة.

وأخيراً فإن المعلومات أيضاً تتحدث عن تطورات بالغة الأهمية في الأيام المقبلة على كل المستويات السياسية والاقتصادية وحول ما سيكون عليه وضع لبنان بعد أحداث الطيونة التي ستعيد بلورة كل الأوضاع رأساً على عقب وبالتالي أن ما جرى ليس بالأمر السهل وهو ليس حادثٌ بل معارك طائفية ومذهبية وحرب حقيقية على هذه الخلفية فإن مساعي تجري وبعيداً عن الأضواء عبر اتصالات فرنسية مع كبار المسؤولين اللبنانيين من أجل ضبط الوضع وإلا فإن تفلت الشارع سيؤدي إلى حروب متنقلة.